"فلنضحِ في عام آخر".. لسان حال لبنانيين قبيل العيد
"فلنضحِ في عام آخر".. لسان حال لبنانيين قبيل العيد"فلنضحِ في عام آخر".. لسان حال لبنانيين قبيل العيد

"فلنضحِ في عام آخر".. لسان حال لبنانيين قبيل العيد

رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتراجع نسب النمو وتداعيات الأزمات الإقليمية، يستعد مسلمو لبنان للاحتفال، غدا الجمعة، بأول أيام عيد الأضحى، إلا أن بعضهم اضطر إلى تأجيل الأضحية إلى عام آخر.

في هذه المناسبة الدينية تتنوع الأضاحي بين الخراف وغيرها من المواشي (الجاموس والبقر)، وأحيانا الإبل، في بلد يشكّل مسلموه 60% من إجمالي سكانه البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة.

وتشهد مبيعات المواشي المخصصة للأضاحي في لبنان تراجعا بأكثر من النصف، وفق مطلعين على أسواق المواشي.

هذا التراجع، الذي بدأ بالظهور تدريجيا منذ عام 2011، وقدره مظهر أبو عثمان، وهو تاجر وصاحب مزرعة في البقاع شمال لبنان، بـ60%، وأرجعه إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في لبنان والمنطقة، إضافة إلى انخفاض استيراد الماشية من الخارج.

ووفق بيانات رسمية، يعيش 30% من اللبنانيين تحت خط الفقر (أقلّ من 1.9 دولار أمريكي يوميا)، فيما بلغ الدين العام اللبناني مستويات قياسية بين عامي 2016 و2017، ليصل حاليا إلى نحو 77 مليار دولار، بارتفاع 7 مليارات.

وعلاوة على الجانب الاقتصادي، نسب أبو عثمان ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام إلى تراجع إقبال جمعيات خيرية من دول أخرى على شراء الأضاحي، وتوزيعها على المحتاجين في دولها.

وسابقا كانت تلك الجمعيات تأتي من تركيا والسعودية ومصر لشراء الأضاحي من لبنان، بفضل سعرها المقبول وتنوّع جودتها.

تبرعات بالأضاحي

في المقابل، قال قاضي الشرع في محكمة بيروت الشرعية، الشيخ خلدون عريمط، إن عدد اللبنانيين المحتفلين بعيد الأضحى، عبر التضحية، يسجل ارتفاعا من عام إلى آخر.

وأضاف أن "العديد من الميسورين يتبرعون سرا بالأضاحي، كما هو معروف إسلامياً، إذ أن عمل الخير لا يحتاج الحديث عنه علناً".

ولفت عريمط إلى أن "الأضحية تبدأ في أول أيام العيد وتستمر حتى اليوم الثالث منه، أما في ما تلا ذلك، أي في اليوم الرابع، تصبح صدقة وليس أضحية".

لحوم برازيلية

ووفق أبو عثمان، فإن "نحو 90% من واردات لبنان من المواشي، وخاصة الأبقار، تأتى من البرازيل، تليها كرواتيا وإسبانيا وفرنسا".

وفسر التاجر اللبناني هيمنة اللحوم البرازيلية على السوق المحلية بـ"جودة اللحم البقري البرازيلي التي لا تُضاهى، فهي أفضل أنواع الماشية، بعكس المفهوم الخاطئ لدى الكثيرين ممن لا يحبذون اللحوم البرازيلية".

وأوضح أن "هناك فرقا كبيرا بين اللحم المذبوح المستورد وبين استيراد الأبقار حيّة من المراعي البرازيلية المعروفة بجودتها، فالتجار يستوردون الأفضل منها، ويتم ذبحها في لبنان، وفق الشريعة الإسلامية".

وعامة، تتأثّر أسعار اللحوم مباشرة في لبنان بأسعار صرف اليورو (اليورو الواحد يوازي حوالي ألف و797 ليرة لبنانية)، وبالعملة السورية، بما أنّ معظم الخراف يتم استيرادها من الجارة سوريا، وهي الدولة العربية الأولى في إنتاجها.

ويصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف غير المذبوح 5 دولارات، ولا يقل وزن الخروف الواحد عن 50 كيلوغراما، بحسب أبو عثمان، ما يعني أن سعر الخروف قد يبلغ 400 دولار في حال وصل وزنه إلى 80 كيلوغراما.

وتتباين أسعار الكيلوغرام الواحد من العجول المستوردة غير المذبوحة، بحسب موطنه، إذ يبلغ سعر البرازيلي دولارين، والأوروبي 2.5 دولار.

إلا أن الفقر، ونسبة البطالة البالغة 25% نهاية العام الماضي، تسبب في حركة بيع متواضعة في الأسواق، وجعلت من هذه الأسعار سبباً لتأجيل الأضحية إلى عام آخر.

أصل التضحية

قاضي الشرع في محكمة بيروت الشرعية اعتبر أن الكثير من المسلمين حول العالم لا يدركون الأبعاد الروحية لعيد الأضحى، الذي "بدأ مع نبي الله إبراهيم، حين شاهد في رؤيته أنه يذبح ابنه الصغير إسماعيل.. والرؤية لدى الأنبياء هي أمر من عند الله عزّ وجلّ".

وأضاف أن "الله فدى إسماعيل بكبش صغير أرسله إلى إبراهيم، لذبحه بدلاً من ابنه، بعدما طلب الأخير من والده تنفيذ أمر الله، ولذلك أصبحت التضحية بخروف سُنة منذ أيام النبي إبراهيم".

وتابع عريمط: "لكن مع مرور الأزمنة توقفت هذه السنة، قبل أن تعود مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام".

ونفى صحة ما يتردد عن جواز التضحية بالدجاج والبط وما شابه، مؤكدا أن ذلك "يأتي من قبيل الصدقة وليس التضحية، فالواجب هو التضحية بكبش (خروف صغير) أقله أو بعجل".

وشدد على أن "الأضحية واجبة، ليس فقط على حجاج بيت الله الحرام، بل أيضا على كل مسلم ميسور لإطعام أكبر قدر من الفقراء المسلمين".

وعن آلية توزيع لحوم الأضاحي، أوضح عريمط أنه "يجوز للمسلم أكل حاجته من الأضحية، وتوزيع القسم الأكبر منها على الفقراء".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com