هل تنجح إسرائيل بتحويل "اليونيفيل" إلى ورقة ضغط على حزب الله؟
هل تنجح إسرائيل بتحويل "اليونيفيل" إلى ورقة ضغط على حزب الله؟هل تنجح إسرائيل بتحويل "اليونيفيل" إلى ورقة ضغط على حزب الله؟

هل تنجح إسرائيل بتحويل "اليونيفيل" إلى ورقة ضغط على حزب الله؟

تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية، عن لقاء جمع بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، وبين هارتسي هاليفي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية قي الجيش الإسرائيلي "أمان"، يوم أمس الاثنين، ضمن الزيارة التي يجريها غوتيريس حاليًا للمنطقة.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن "هاليفي" عرض على الأمين العام للأمم المتحدة معلومات استخباراتية بشأن خروقات حادة من جانب حزب الله بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر العام 2006، وبالتالي وضع رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مقترحات أمام غوتيريش، بشأن طبيعة عمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترغب بأن تكون تلك القوة "جزءًا من الحل".

جزء من الحلّ.

وتلمح مصادر إسرائيلية إلى احتمالات تغيير ميثاق عمل تلك القوة بما يلبي المتطلبات الإسرائيلية، وتعتبر الأمر بمثابة الإنجاز الذي حققته الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية، والتي انضمت إليها المعلومات الاستخباراتية التي عرضها "هاليفي" على الأمين العام، لكن الأمر يفتح المجال للحديث عن ردة فعل حزب الله نفسها، أو الأطراف المعنية بوجود هذه القوة التي تشكلت منذ العام 1978، قبل أن يتم تطويرها عقب حرب لبنان الثانية.

وطبقًا لمجلة "الدفاع" الإسرائيلية وموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد استعرض "هاليفي" أمام غوتيريس معلومات استخباراتية تتعلق بالأنشطة الإيرانية المتزايدة في سوريا ولبنان، وبناء قوة حزب الله العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، وتطلعات طهران لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ دقيقة التوجيه في لبنان لصالح الحزب، بما يشكل خطرًا أمنيًا تجاه إسرائيل.

واعتبر "هاليفي" أن "اليونيفيل" ينبغي أن تكون جزءًا من الحل، حيث أن ثمة خروقات كبيرة من جانب حزب الله لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وقال إنه بالإمكان أن تسهم قوة الأمم المتحدة المؤقتة بجنوب لبنان في زيادة الضغوط على حزب الله من أجل تحقيق هدف أكبر، وهو منع اندلاع الحرب المقبلة.

صلاحيات واسعة.

وتقود إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مساعيَ في الأمم المتحدة تستهدف منح قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان صلاحيات واسعة، لمواجهة أنشطة يقوم بها حزب الله في الجنوب اللبناني وعلى الحدود الإسرائيلية.

وصرح داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، خلال الأيام الأخيرة، أن زيادة نفوذ حزب الله "تأتي في الوقت الذي تدفن فيه قوة الأمم المتحدة المؤقتة رأسها في الرمال"، زاعمًا أن الدافع الذي يقف وراء الجهود الإسرائيلية – الأمريكية هو منح "اليونيفيل" صلاحيات واسعة.

وبيَّن "دانون" أن حزب الله ينتهك قرارات مجلس الأمن بشكل ثابت، ويستخدم منازل المدنيين كقواعد عسكرية، مضيفًا أن الأمم المتحدة "لا يمكنها الوقوف أمام هذه المخاطر دون أن تحرك ساكنًا"، وأنه ينبغي على "اليونيفيل" القيام بدور أكبر لضمان استقرار المنطقة.

مطالب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن طبيعة العمل الحالي لتلك القوة غير مناسبة، وتعمل من وراء الكواليس بهدف منحها المزيد من الصلاحيات، وأرسل السفير دانون خطابات رسمية للدول الأعضاء بمجلس الأمن تحمل مطالب إسرائيل في هذا الصدد، ومن بين تلك المطالب السماح لقوة "اليونيفيل" بالدخول إلى القرى والبلدات التي يسيطر عليها حزب الله، على خلاف الوضع القائم اليوم، حيث لا يسمح لتلك القوة بالقيام بذلك إطلاقًا.

وتتضمن المطالب الإسرائيلية أيضًا توسيعًا جذريًا لجولات الاستطلاع العسكرية في تلك الساحة والقيام بعمليات تمشيط للمناطق الحدودية، وذلك على خلاف الوضع القائم اليوم، حيث يتم إرسال أي شكاوى أو تقارير بشأن الانتهاكات إلى الجيش اللبناني ليعمل بدوره على فحصها.

ومن بين المطالب الإسرائيلية إبلاغ مجلس الأمن بشكل فوري بشأن خروقات أو انتهاكات تتعلق بقراره الصادر العام 2006 ويحمل رقم 1701، والذي كان قد أدى إلى نهاية حرب لبنان الثانية، فيما يتركز دور "اليونيفيل" حاليًا على القيام بدراسة شاملة للشكاوى الإسرائيلية بشأن الانتهاكات المفترضة للقرار قبل إرسالها إلى الأمم المتحدة.

دعم أمريكي.

وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية المطالب الإسرائيلية لتغيير طبيعة عمل "اليونيفيل"، وكانت قد أعلنت خلال الاتصالات التي تجري من وراء الكواليس في هذا الصدد أنها ليست على استعداد لقبول بقاء مجلس الأمن بلا حراك أو ردة فعل إزاء التقارير والشكاوى الإسرائيلية بشأن خروقات حزب الله.

وعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة نقاشًا حول أنشطة "اليونيفيل"، قبيل صدور قرار تمديد عمل القوة المؤقتة في جنوب لبنان نهاية الشهر الجاري، ولمدة 6 أشهر أخرى.

وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هايلي"، التي شاركت في النقاش:"إن على هذه القوات التحرك بشكل أنشط لمنع توريد الأسلحة لحزب الله"، مضيفة أن حزب الله "يقوم حاليًا بتجميع أسلحته جنوب البلاد، لأنه يعدُّ لحرب جديدة ضد إسرائيل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com