فارون من جحيم الرقة يروون قصصًا لا تصدق من رحلة الهروب
فارون من جحيم الرقة يروون قصصًا لا تصدق من رحلة الهروبفارون من جحيم الرقة يروون قصصًا لا تصدق من رحلة الهروب

فارون من جحيم الرقة يروون قصصًا لا تصدق من رحلة الهروب

مع اشتداد الحملة الجوية والبرية التي تشنها قوات التحالف الدولي لدعم مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش في مدينة الرقة معقله الرئيس في سوريا، يخاطر مدنيون بأرواحهم عبر الفرار من المدينة خلسة للهروب من جحيم الحرب.

وبينما كان شواخ العُمر يقبع مع 16 من أقاربه في غرفة واحدة ببيت في الرقة سقطت قذيفة مورتر على البيت المجاور فقتلت 4 أشخاص وهزت المبنى، عندها عقد الرجل البالغ من العمر 57 عامًا العزم على الهرب.

وفي اليوم التالي، روى العُمر ما حدث وهو يجلس مع بناته وأحفاده على أرضية متربة في مخيم للنازحين قرب مدينة الطبقة التي تبعد 50 كيلومترا في اتجاه الغرب، فقال إننا "لم نجد حتى الوقت لدفن جثامين جيراننا. رحلنا وحسب".

وأضاف أن "أسرته خرجت مع كل سكان الحي تقريبا الذين قرروا الفرار في الوقت نفسه خلال الليل مع اشتداد حدة الاشتباكات".

وتابع أنه "عندما وصلنا للطريق العام بدأ رصاص مسلحي تنظيم داعش يتطاير، كانوا يحاولون منعنا من الرحيل، وبدأت قوات سوريا الديمقراطية ترد على النيران ولذلك تمكنا من الفرار إلى أراضي قوات سوريا الديمقراطية".

وأسرة العُمر واحدة من مئات الأسر التي واتتها الجرأة على الهرب من مقاتلي التنظيم داخل الرقة مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة صوب مواقع التنظيم في وسط المدينة.

واضطر آلاف إلى التنقل كثيرا حتى بعد الخروج إلى ضواحي الرقة حيث يشن أفراد التنظيم هجمات مضادة، ويستمر قصف قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويحاول كثيرون التخييم قرب الرقة قبل التوجه على مضض إلى مخيمات يصف الصليب الأحمر ظروف الحياة فيها بأنها غير إنسانية لنقص مياه الشرب وعدم كفاية الخدمات الطبية.

وتقول الولايات المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة في الأشهر الأخيرة، وإن ما يصل إلى 20 ألف مدني مازالوا محاصرين داخل المدينة.

ووصف أفراد أسرة أخرى تقيم في بيت بوضع اليد على المشارف الغربية للمدينة هروبهم بزورق عبر نهر الفرات الذي يمر جنوبي المدينة قبل بضعة أسابيع وذلك بعد بدء الخطوة النهائية في الهجوم المستمر منذ أشهر لانتزاع السيطرة على الرقة من التنظيم.

وقال عبدالحسن إبراهيم في حي الصباحية إن "الحي كله قرر الهرب معا وأنا أتحدث عن مئات الناس".

وأضاف بأن "كثيرين ركبوا زوارق أو سبحوا عبر النهر، وكنا نحن عشرة في قارب صغير" مشيرا إلى أن البعض كان يتشبث بجانبي القارب واضطر للنزول تحت سطح الماء هربا من طلقات الرصاص.

وراح ابنه البالغ من العمر عشر سنوات يقلد صوت الرصاص وهو يمرق فوق القارب.

غارات وقنابل طائرات دون طيار

شعرت الأسرتان بالارتياح لكن محنتهما لم تنته، فالعُمر الذي يعيش في خيمة على أطراف المخيم مازال عليه القيام برحلة أخيرة إلى بيت أحد أقاربه خارج مدينة الطبقة.

وطلب مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية من إبراهيم أثناء الحوار معه أن يترك بيته المؤقت، وتلك هي المرة الثالثة التي تنتقل فيها أسرته منذ فرارها بسبب القتال المستمر في الجوار.

قال إبراهيم وهو يحك رأسه بينما كان الركام يتطاير في الهواء على مسافة قريبة من وسط الرقة "وين نروح؟ ما عاد عندي أفكار".

وقال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية بحي الصباحية الذي لجأت إليه أسرة إبراهيم إن مقاتلي تنظيم داعش شنوا هجمات بعضها بعيد حتى عن الخطوط الأمامية وتركوا شراكا خداعية في الكثير من البيوت.

وقال عبد الله مطر مسؤول المخابرات بقوات سوريا الديمقراطية إنه "مازال الخطر قائما هنا، إذ يوجد قناصة وبيوت مفخخة بالمتفجرات، ونحن ننصح الأسر بالانتقال بأسرع ما يمكن".

وأشار مطر إلى أن طائرات بلا طيار تابعة للتنظيم ألقت متفجرات في المنطقة في الأيام الأخيرة، وهو أسلوب استخدم في الغالب ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة.

وأضاف قائلا "سيحاول بعض المقاتلين المحليين الرحيل بين السكان المدنيين، كثيرا ما كانوا يخبئون أسلحة في مبان على أطراف المدينة ويعودون إليها".

وقال إن مقاتلي التنظيم أغاروا على حاجز أمني قبل عدة ليال في قرية القحطانية القريبة.

وقد تسببت الضربات الجوية في مقتل العديد من المدنيين ومراقبي الحرب غير أن من تمكنوا من الهروب يقولون إن العدد الباقي أقل من تقدير الأمم المتحدة البالغ 20 ألفا.

ويتوقع الفارون أن يظلوا مشردين مادام القتال يواصل تدمير البيوت ويصيب السوريين باليأس.

وقال إبراهيم "خالتي طلبت إيجارا لكي نبقى معها، لم يعد لدينا رحمة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com