عاصفة داخل "العمل" الإسرائيلي على خلفية عزم رئيسه تغيير نظامه الأساسي
عاصفة داخل "العمل" الإسرائيلي على خلفية عزم رئيسه تغيير نظامه الأساسيعاصفة داخل "العمل" الإسرائيلي على خلفية عزم رئيسه تغيير نظامه الأساسي

عاصفة داخل "العمل" الإسرائيلي على خلفية عزم رئيسه تغيير نظامه الأساسي

بعد أن أطاح برئيس الحزب يتسحاق هيرتسوغ، في الانتخابات التمهيدية التي أجريت الشهر الماضي، يسعى رئيس حزب "العمل" الجديد آفي غاباي، لإدخال تعديلات جديدة على النظام الأساسي للحزب، من شأنها أن تمنحه صلاحيات واسعًة، وضعته محل انتقادات، من بينها اتهامه بالسعي لتحويل الحزب إلى "حزب الرجل الواحد"، وهو الاتهام ذاته الذي يوجهه منتقدو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن سياساته كرئيس لحزب "الليكود".

ويسعى غاباي، الذي كان قد انضم لحزب "العمل" في الشهور الأخيرة، عقب استقالته من حكومة نتنياهو كوزير حماية البيئة، عن حزب "كولانو" الوسطي الائتلافي، الذي يرأسه وزير المالية موشي كحلون، لإدخال سلسلة من التغييرات على النظام الأساسي وعلى مواثيق الحزب الذي يقف في وسط يسار الخارطة السياسية الإسرائيلية، من بينها تعديلات ستعزز سيطرته على الحزب وتمنحه صلاحيات واسعًة.

وتقف على رأس الإجراءات التي يسعى لإدخالها من كان قد استقال احتجاجًا على استقالة وزير الدفاع السابق موشي يعلون قبل أكثر من عام، منح رئيس الحزب صلاحية تحصين 4 شخصيات على رأس القائمة الحزبية التي يفترض أن تخوض انتخابات الكنيست المقبلة عام 2019، أو في حال أجريت انتخابات مبكرة، فضلاً عن سحب بعض الصلاحيات من السكرتير العام للحزب ونقلها لرئيسه.

ويقول مقربون من غاباي أنه يسعى لتطبيق الإجراءات الجديدة بغية امتلاك القدرة على تنفيذ رؤيته الحزبية وتنفيذ خطته التي كانت قد أدت إلى فوزه برئاسة الحزب، والتي تعد أسمى أهدافها الفوز بالانتخابات العامة ومن ثم تشكيل الحكومة المقبلة والإطاحة بحكومة "الليكود".

وأرسل رئيس حزب "العمل" خطابات لأعضاء اللجنة التنفيذية تحتوي على وثيقة مفصلة بشأن المقترحات التي يريد تمريرها، واصفًا إياها بـ"حزمة الأدوات التي تستهدف تعزيز الحزب"، وواصفًا مقترحاته بأنها "ستمكن الحزب من تحديث نفسه بما يواكب التطورات التي يحتاج إليها"، لكن منتقدوه اعتبروا أن غالبية المقترحات في النهاية تمنحه صلاحيات واسعًة للغاية.

ولا يسمح النظام الأساسي لحزب العمل الإسرائيلي، وهو حزب يعرف نفسه على أنه ديمقراطي، اشتراكي صهيوني، ترأسته في الماضي شخصيات بارزة، منها ليفي إشكول، وغولدا مئير، ويتسحاق رابين، وشيمعون بيريس، وإيهود باراك، وغيرهم، ونجح في تشكيل الحكومة الإسرائيلية 15 مرًة، لا يسمح هذا النظام لرئيس الحزب بقيادة خطوات الإعداد للانتخابات العامة بشكل منفرد، كما لا يسمح له بالقيام بخطوات تشكيل الحكومة منفردًا، حيث يعمل بشكل مؤسسي، وهو ما يريد غاباي تغييره.

ويريد رئيس الحزب الحالي أيضًا، والذي يشكل هو وحزبه، إلى جوار حزب "الحركة"، برئاسة تسيبي ليفني، تحالف "المعسكر الصهيوني"، أكبر الكتل المعارضة بالكنيست الحالي، يريد أن يمتلك صلاحية تحصين 4 أسماء بالقائمة الانتخابية التي تخوض انتخابات الكنيست، على أن يضع اسمين ضمن الـ 10 الأوائل، واسمين ضمن الـ 10  الثانية للقائمة، فضلاً عن إلغاء المركز الـ 7 الذي كان حكرًا على سكرتير عام الحزب، وضمانًا لا يقبل الشك بأنه سيصبح عضوًا بالكنيست، وبدلاً من ذلك ترك هذا المركز مفتوحًا وليس حكرًا على السكرتير العام.

وتسبب موقف غاباي في عاصفة داخل الحزب، يقودها العديد من الشخصيات على رأسهم سكرتير عام الحزب الحالي عيران حيرموني ومؤيدوه، والذي شن هجومًا حادًا ضد رئيس الحزب، يعد الأول من نوعه منذ فوزه بهذا المنصب الشهر الماضي.

ووصف حيرموني ما يريد غاباي تمريره بأنه "يريد تحويل الحزب إلى حزب الرجل الواحد"، وقال إن هذه الإجراءات ستبعد عنه الكثير ممن منحوه أصواتهم بالإنتخابات التمهيدية، كما أنها ستفقده الفرصة للفوز بالإنتخابات العامة.

يأتي هذا الجدل بعد أيام معدودة من نشر تفاصيل خطة يقودها غاباي، تستهدف إعادة وزير الدفاع ورئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك للحياة السياسية، ومن ثم ضمه للحزب، والحديث عن اتصالات مكثفة يجريها غاباي مع باراك.

وبحسب تقارير سابقة، يعمل غاباي على تمهيد الأرض أمام باراك من أجل الانضمام للحزب، ومن ذلك تحصينه في القائمة الانتخابية التي ستخوض الانتخابات العامة المقبلة، ومنحه حقيبة الدفاع في حال فاز الحزب في تلك الانتخابات، ومن ثم سيقود غاباي مسيرة تشكيل الحكومة المقبلة.

وبمقتضى الخطة، سيتخلى باراك عن رغبته السابقة في قيادة حزب العمل، وهو ما كان قد وعد به في وقت سابق، حين بدأ في الشهور الأخيرة في شن حرب إعلامية ضد حزب "الليكود" ومن يقف على رأسه، مؤكدًا أنه سيعمل على إسقاط حكومة نتنياهو. ويتنازل باراك عن رغبته في تشكيل الحكومة المقبلة، في مقابل تحصين موقعه في القائمة الانتخابية، وبالتالي في حال فاز الحزب، فإن باراك سيصبح وزير الدفاع في حكومة غاباي.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com