حدث عادي أم تمهيد لمرحلة ما بعد بوتفليقة؟.. إقالة رئيس حكومة الجزائر بأعين مغربية
حدث عادي أم تمهيد لمرحلة ما بعد بوتفليقة؟.. إقالة رئيس حكومة الجزائر بأعين مغربيةحدث عادي أم تمهيد لمرحلة ما بعد بوتفليقة؟.. إقالة رئيس حكومة الجزائر بأعين مغربية

حدث عادي أم تمهيد لمرحلة ما بعد بوتفليقة؟.. إقالة رئيس حكومة الجزائر بأعين مغربية

لا تفوت أي من الجارتين اللدودتين، المغرب والجزائر، الفرصة لتفسير القرارات والأحداث التي تقع في الطرف الآخر من الحدود، وفقا لمجريات الصراع المزمن بين البلدين.

إقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، رئيس حكومته، عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء لم تكن استثناء، حيث حظيت باهتمام خاص من المغاربة، الذين اعتبر طيف واسع منهم أنها مؤشر على صراع حول خليفة الرئيس الذي يعاني من متاعب صحية كبيرة.

وتحدثت تقارير إعلامية مغربية عن أن "الجارة الشرقية للمملكة تعيش أزمة داخلية، تغذيها الجهات المتنافسة على الإمساك بدفة السلطة، استعدادا لتدشين مرحلة ما بعد الرئيس الحالي".

وقال المغربي خالد الشكراوي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأفريقية، "إن في الجزائر صراع بين مجموعة من الأجندات، بينها الأمنية والعسكرية من جهة، والسياسيون ورجال الأعمال، وممثلو القطاع الاقتصادي من جهة ثانية".

وأضاف أن "الخطأ الذي وقع فيه الوزير الأول الجزائري المقال، هو اتخاذه لقرارات ضد مصالح رجال أعمال محسوبين على سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الحالي بشكل لم يكن منتظرا".

وأوضح الأستاذ المغربي "تبون ربما كان يعتمد على قوة حزب جبهة التحرير الوطني الذي ينتمي إليه، كما كان يعتمد على مشروعيته المكتسبة من ممارسة السلطة واطلاعه على كواليسها".

وشدد الأستاذ على أن الرئيس الجزائري "لا يد له في كل ما يدور من صراعات، ويبدو أنه أصبح يتخذ القرارات بنوع من الارتجالية، سواء تعلق الأمر بالتعيين أو بالإقالة، ما يؤشر على ضعف مؤسسة الرئاسة بالجزائر".

انقسام شعبي

وانقسم النشطاء المغاربة حول إقالة رئيس الحكومة الجزائري، بين من يراها حدثا داخليا لا يستحق الأهمية التي تناوله بها الإعلام المغربي، ومن يعتبره مؤشرا على ضعف بلد يناصب حكامه العداء للمملكة.

وقال الناشط المغربي يحيى الوجدي "الأمر واضح وضوح الشمس في النهار، المخابرات الجزائرية عجزت عن وجود رجل يشغل منصب رئيس، أو بالأحرى الرجل المناسب للجنرالات يخدم مصالحهم".

وعلى المنوال نفسه أضاف ناشط آخر يدعى يوسف العماري "من يظن أن بوتفليقة هو الذي يحكم البلاد فهو مخطئ.. الجزائر فشلت في سياستها الداخلية وفشلت في إيجاد الرجل المناسب للبلاد.. بحكم عدائها مع المغرب أتمنى لهم الفشل في كل شيء".

وعلى الطرف الآخر قال أحد النشطاء يدعى كريم "لا تذهبوا بعيدا الدولة العميقة في الجزائر هي نفسها بالمغرب، ماما فرنسا هي من تنصب الحكام لخدمة مصالحها في بلدان شمال أفريقيا.. الفرق فقط في الأسماء".

وتابع ناشط آخر يدعى الدكالي بتهكم "المغرب الحبيب يعيش الهدوء و الأمن ليس عندنا صراعات و لا مفيا تتحكم في الاقتصاد.. نحن المواطنين نعيش حياة السويسريين.. لا فرق بين من يحكم الجزائر و المغرب جميعنا على كف عفريت".

العداء مستمر

واعتبر الخبير خالد الشكراوي، "أن عداوة الجزائر للمغرب أمر ثابت بغض النظر عن التغيير الذي طرأ في رئاسة الحكومة" موضحا "أن التغيير في الموقف بتعيين وزير أول جديد أمر غير مطروح في العلاقة بين الرباط والجزائر".

وأضاف أن "الدولة العميقة بالجزائر، هي المتحكمة في ذلك.. وحتى الأحزاب الكبرى التي قد تشهد مواقفها من المغرب بعض الليونة لا تستطيع تغيير الوضع على مستوى علاقة الجزائر بالجيران".

وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توترا مزمنا، يغذيه الصراع في الصحراء الغربية، التي تعتبرها المغرب جزءا من أراضيها، بينما تدعم الجزائر حركة البوليزاريو، التي تطالب بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com