المرصد: ميليشيات موالية لإيران تخلي مواقعها في سوريا تحسباً لضربة إسرائيلية
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن إيران تُسارع الخطى في محاولة لتطمين وتهدئة مخاوف وكيلها الأهم والأقرب "حزب الله" من أنها لم تتخل عنه، في مرحلة يتفق المحللون بأنها الأصعب على الميليشيا، منذ تأسيسها.
وبحسب الصحيفة، سارعت إيران إلى طمأنة ميليشيا "حزب الله" بالتزامها تجاهها بعد القلق داخل صفوفها بشأن ضبط النفس الذي تمارسه طهران في مواجهة العمليات الإسرائيلية العدوانية المتزايدة في لبنان.
وشعر البعض في قاعدة دعم "حزب الله" وخارجها بإحساس لاذع بتخلي إيران عنهم. وذكرت الصحيفة أن القرار الذي اتخذته إسرائيل بتكثيف هجومها ضد "حزب الله"، الوكيل الإقليمي الأكثر أهمية لإيران، أصبح الاختبار الأكبر حتى الآن لقدرة النظام على متابعة هذا التكتيك الجديد.
واضطرت طهران، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، إلى إرسال مبعوثين إلى بيروت لتبديد المخاوف من أنها تخلت عن "حزب الله" بعد سلسلة من الضربات المدمرة، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية الأكثر دموية في لبنان منذ عقود.
وقال أحد كبار المطلعين على بواطن النظام للصحيفة: "إن طهران تعمل على تهدئة مخاوف حزب الله"، مؤكداً أن قرار إيران بعدم التدخل لدعم "حزب الله" يخدم أغراضًا محددة قصيرة المدى.
وقال المصدر المقرب من الإصلاحيين: "ما نشهده هو تحول في التكتيكات، وليس تغييراً في إستراتيجيتنا الأساسية تجاه محور المقاومة".
وأضاف: "حتما، يتم وضع بعض القضايا المهمة جانبًا لقضايا أكثر إلحاحًا، على الأقل مؤقتًا. هذا هو الثمن الذي تدفعه عندما تعدل أسلوبك في المعركة."
وتابعت الصحيفة بأنه على الرغم من أن السياسات الخارجية والإقليمية الشاملة لإيران تخضع لسيطرة المرشد علي خامنئي والحرس الثوري القوي، إلا أن موقف بزشكيان التصالحي يُشير إلى حدوث تغيير في الأولويات قصيرة المدى في طهران.
وبينما يقول المطلعون على بواطن النظام إن الاستراتيجية الشاملة المتمثلة في قيادة ودعم المحور لم تتغير، فقد سُمح لبيزيشكيان بمحاولة تجنب الحرب واختبار الأجواء لإجراء مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
ورجحت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة المتمثلة باغتيال هنية وعدد من قادة حزب الله، علاوة على هجمات البيجر وأجهزة اللاسلكي كان لها أثر كبير على النظام الإيراني الذي تعرض لاختراقات أمنية عديدة.
وأثار الأمر المخاوف بشأن التهديد الذي تشكله شبكات التخريب والاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران. وجعل طهران تفكر مليًا، وتمارس ضبط النفس إلى أقصى الحدود قبل أن تُقدم على أي خطوة غير مدروسة.