استياء في تونس من شيخ قيادي في الحزب الحاكم وصف اليهود بالكفّار
استياء في تونس من شيخ قيادي في الحزب الحاكم وصف اليهود بالكفّاراستياء في تونس من شيخ قيادي في الحزب الحاكم وصف اليهود بالكفّار

استياء في تونس من شيخ قيادي في الحزب الحاكم وصف اليهود بالكفّار

أثار وصف اليهود بـ "الكفّار" من طرف شيخ وقيادي في حزب نداء تونس (الحزب الحاكم) موجةً من الاستياء في تونس، وخاصة من اليهود القاطنين في جزيرة "جربة" جنوب تونس، حتى أنهم طالبوا الشيخ فريد الباجي بالاعتذار، محذّرين من فتنة بين المسلمين واليهود.

وفي تدوينات متتالية، استنكر رجل الأعمال اليهودي التونسي إيلي الطرابلسي ما ورد على لسان شيخ حزب نداء تونس، الذي انضمّ إليه حديثًا، وقال: "لا فرق بين حملات التكفير الممنهجة ضد المعارضين بعد الثورة ذات طابع ديني، وحملات التخوين والشيطنة التي تقوم بها مجموعة من الفاشيين المدعومين من لوبيات خارجية ضدّ من دافع على الكوميدي ميشيل بوجناح وعرضه والفكر التحرري في تونس".

وأضاف الطرابلسي: "سنترككم وسط مستنقع الحقد والكراهية الذي سيدمّركم ببطء كالورم ويمنعكم من العطاء والنهوض بالوطن"، مشدّدًا على أنّنا (اليهود) "اخترنا طريق الحرية وحب الآخر وعلمًا واحدًا نجاهد من أجله..".

وفي ردّ مباشر ومستغرب عن توصيف الشيخ فريد الباجي، بيّن إيلي الطرابلسي: "هايل، نحن كفار وداخلين النار وراضيين بديننا"، قبل أن يضيف: "برأس الحنينة، (يقسم بأمّه)، اعملوا لنا Selfie من الجنة".

وأوضح توفيق الغضبان، أحد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، ردًّا على إيلي الطرابلسي: "متى يتوقف يهود تونس عن البكاء ولعب دور الضحية، ويعينون تونس.."، قبل أن يضيف: "إذا كان الكفّار الذين لا دين ولا ملّة يعيشون حياتهم ولم يكلّمهم أحد، فما بالك بأهل الكتاب."، مشيرًا إلى أنه "إذا ثمة تفرقة أصلًا فستكون أنت السبب..".

وكان القيادي في حزب نداء تونس فريد الباجي قال في مقابلة صحفية: "إنّ اليهود كفّار وإنّ كلّ من لا يدين بدين الإسلام فهو كافر لا محالة ومخلّد في النار"، مستطردًا أنّ ذلك "لا يعني استباحة دمائه"، ومبينًا بأنه "في نظر اليهود فهو كافر أيضًا.".

من جانبه، دعا المتحدث باسم الطائفة اليهودية في جربة، ريني الطرابلسي، فريد الباجي إلى الاعتذار، والانتباه إلى تصريحاته حتى لا يتّهم البعض أو يتجاوز حدوده.

وشدّد الطرابلسي في تصريح صحفي على "أنه لا فرق بين اليهود والمسلمين في تونس"، محذّرًا من أنّ مثل هذه التصريحات "قد تثير الفتنة بين المسلمين واليهود"، ومؤكدًا في الوقت ذاته أنّ "اليهود والمسلمين يتعايشون في جزيرة جربة في كنف الاحترام والتقدير منذ عشرات السنين".

وختم رجل الأعمال إيلي الطرابلسي تدويناته قائلًا: "تلقيت اتصالًا هاتفيًّا من الشيخ فريد الباجي الذي أعرفه جيدًا وأكّد لي عدم صحة التصريحات المسيئة ليهود جربة، لأنّ البعض استغلها لأغراض سياسية".

وأضاف: "أريد أن أنبّه من خطورة إخراج الحوارات من سياقها لإثارة البلبلة وضرب ثقافة التعايش بين الأديان في تونس".

وعاد الطرابلسي للحديث عن عرض الكوميدي الفرنسي ميشيل بوجناح، واعتبر أنّ "تسلسل الأحداث في الآونة الأخيرة وافتعال قضية ميشيل بوجناح، ثم تحريف حوار فريد الباجي يدلّ على أنّ تونس تحاك لها مؤامرة سيئة الإخراج تهدف لضرب السياحة بتشويه صورتها في الخارج . وهذا ينطبق أيضًا على الثقافة والمرأة وحرية المعتقد ..".

وشدّد على أنه يجب التصدي لأعداء الوطن، وأنه سيزور الشيخ فريد الباجي جزيرة جربة قريبًا وسيكون له لقاء مع كبير الأحبار حاييم بيتان، وسيعملان معًا لإيصال الصورة الحقيقية للتعايش بين المواطنين التونسيين بمختلف عقائدهم ودياناتهم.".

وختم إيلي الطرابلسي بآية من القرآن الكريم: "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ .".

يذكر أنّ القيادي فريد الباجي قال في برنامج إذاعي، يوم 11 نيسان/أبريل 2017 على إذاعة "موزاييك أف أم": "إنّ من يحارب الله ورسوله ليس بكافر." في معرض حديثه عن الإعلامي هيثم المكّي.

وكان فريد الباجي أثار وفي أكثر من مرة جدلًا واسعًا حول تصريحات أدلى بها في وسائل إعلام محلية وأجنبية.

من جانبه، ودعمًا للكوميدي ميشيل بوجناح الذي طالب تونسيون عديدون بإلغاء حفله في قرطاج، قال رجل الأعمال إيلي الطرابلسي: "سنعمل لأن يعود ميشيل بوجناح قريبًا لعروض أخرى في طبرقة، الحمامات، سوسة ..".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com