مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية على مسجد شهداء الأقصى بدير البلح
استبعد خبراء سياسيون وإستراتيجيون، توفر القدرة الإسرائيلية حاليًّا التي تسمح لها بفتح ساحة قتال جديدة في ظل وجود جبهات قتال متعددة منها "الرئيسة" في قطاع غزة، وما تجدد مؤخرًا في الضفة الغربية، بجانب جبهات فرعية أخرى متعددة، من الممكن أن تصبح رئيسة في أي وقت.
وأرجع مراقبون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، هذا الاستبعاد لعدة أسباب من بينها استنزاف الجيش الإسرائيلي في جبهات أخرى متعددة منذ أكتوبر الماضي، لا سيما الحرب التي يشنها على قطاع غزة، بجانب عدم وجود موافقة أمريكية على فتح جبهة حرب جديدة في الشمال.
الحرب الشاملة
وعن كيفية وشكل "المواجهة" في حال حدوثها، يرى مراقبون أن الصدام حتى الوقت الراهن لا يرتقي إلى أن يكون "حربًا" بمعنى الكلمة، لافتين إلى أن التبادل الناري بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، يصاحبه "تفاهم" بين الولايات المتحدة وإيران عبر "وسطاء"، قد يشهد تطورات على الساحة الشمالية لإسرائيل.
ويؤكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، عدم استعداد الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي، لفتح وخوض حرب واسعة من خلال جبهة جديدة على الجانب اللبناني، بعد استنزافه في جبهات أخرى، لا سيما الحرب التي يشنها على قطاع غزة.
وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التداعيات التي ستصيب إسرائيل حال فتح الحرب على هذه الجبهة الشمالية والجنوبية للبنان ستكون كبيرة لا سيما مع فتحها أكثر من جبهة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
مشيرًا في هذا الصدد، إلى أنه رغم استبعاد فتح إسرائيل جبهة ثالثة بالحرب ناحية لبنان، لكن في ظل وجود بنيامين نتنياهو لا يمكن حسم عدم حدوث هذه الحرب بصفة نهائية، مع حالة التوتر وتبادل إطلاق النار الذي يتوسع من يوم إلى آخر على الحدود الجنوبية اللبنانية.
ويستبعد "جابر"، الحرب الشاملة حاليًّا، وعلى المدى القريب لأسباب عديدة حدَّدها منها عدم موافقة أمريكا عليها، لافتًا إلى أن الحرب على جنوب لبنان من جانب إسرائيل، مرتبطة إلى حد بعيد بالوضع في قطاع غزة.
وبحسب "جابر"، فإن من بين الأسباب أيضًا الخاصة باستبعاد فتح جبهة حرب إسرائيلية جديدة مع ميليشيا "حزب الله" بالوقت الحاضر، أنها لن تكون لها شرعية دولية، بجانب الأوضاع المتوترة داخل إسرائيل، وسط وجود انقسام يظهر مع وجود أكثر من نصف مليون متظاهر في تل أبيب وربع مليون في باقي المدن، يطالبون بتحرير الرهائن بموجب صفقة.
رفع وتيرة التصعيد
فيما يرى أستاذ العلاقات الدولية د. خالد العزي، أن التصعيد "المتزايد" يأتي لتحسين شروط كل طرف سواء إسرائيل أو ميليشيا حزب الله، في ظل ما يرشَح من أنباء حول اقتراب عملية "تسوية" قد تحدث في غزة.
ويبين "العزي" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن كل طرف يأمل رفع مستوى شروطه والحصول على حوافز له بواسطة الضربات العسكرية، وهذا ما يجري الآن مع كل مفرق سياسي يتطلب أن يكلل بتصعيد مرتفع، لكن مع هذا التصعيد بات هناك دخول متكرر لسلاح الجو الإسرائيلي على مناطق الجنوب.
واستكمل "العزي" أن إسرائيل تهدد منذ 11 شهرًا، وتحاول الضغط ورفع وتيرة التصعيد للعديد من الأسباب، خاصة أن تل أبيب ترى ضرورة في ضرب جبهة ميليشيا حزب الله والتوجه إلى الشمال، لافتًا إلى أن التلويح الإسرائيلي باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عبارة عن مخاطبة شعبوية عبر الإعلام للداخل لرفع معنويات الناخب الإسرائيلي في هذا التوقيت.
ويشير "العزي" إلى أن "نتنياهو" يحاول رفع التصعيد من أجل إثبات قدرته على الإمساك بزمام الأمور، والمبادرة لا تزال في يده لا سيما مع التصعيد الواضح في الجنوب اللبناني مؤخرًا، وبعد التغلغل في الضفة الغربية ومحاولة تنفيذ عملية واسعة في المخيمات الفلسطينية.
ثم يأتي هذا التصعيد "متزاوجًا" مع الخطة الإسرائيلية، ومدى القدرة على نقل المعركة إلى الجنوب اللبناني، وهذا ما وضح في الساعات الأخيرة، بتنفيذ إسرائيل عمليات وضربات وقائية في "مصياف" على الساحل السوري باعتبار أن هذه المناطق "لوجستية" يستطيع من خلالها على نحو عملي، الحد من قدرات ميليشيا حزب الله.
المصالح الإيرانية
وتابع بالقول إن ما يدور على خلفية ذلك صاحبه رسم الأمين العام لميليشيا حزب الله في خطابه الإعلامي الأخير، بتأكيد ضرورة أن تكون قواعد اللعبة "منضبطة" بمعنى أن يكون "العسكر مقابل العسكر" و"المدنيين مقابل المدنيين"، وهذا ما حاول إثباته في رده على عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر.
ومن جهة أخرى، يتوقع المحلل السياسي اللبناني ناصر راغب أن الحرب المحتملة تأخذ في شكلها الأكبر الحصول على مكاسب في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن عبر وسطاء من جهة، وحرب غزة من جهة أخرى.
ويوضح "راغب" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الحرب المحتملة تنظر إسرائيل لها من عدة أبعاد تحمل في الأساس استهداف ترسانة ميليشيا حزب الله والدفع بوضع أثقال على حاضنته الشعبية، وأيضًا ضغوط على التنظيم في الداخل اللبناني.
ويستكمل "راغب" بالحديث عن أن الوقت الراهن لا ترتقي فيه المواجهة إلى أن تكون حرب بمعنى الكلمة، حيث إن العنوان المتفاهم عليه بين الولايات المتحدة وإيران عبر وسطاء، يذهب إلى استهداف ترسانة ميليشيا "حزب الله" لمنع "مشاغبته" في هذه المنطقة على حد تمسك تل أبيب بذلك. بالمقابل رأت فيه "طهران" مصلحة لها تتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وبحث التقنين الدولي لمشروعها النووي.