الخريطة العسكرية الجديدة لليبيا تُظهر سيطرة المشير حفتر (إنفوغرافيك)
الخريطة العسكرية الجديدة لليبيا تُظهر سيطرة المشير حفتر (إنفوغرافيك)الخريطة العسكرية الجديدة لليبيا تُظهر سيطرة المشير حفتر (إنفوغرافيك)

الخريطة العسكرية الجديدة لليبيا تُظهر سيطرة المشير حفتر (إنفوغرافيك)

شهدت ليبيا خلال الستة الأشهر الأخيرة من العام الجاري، تغييرات هامة على مستوى الخريطة السياسية والعسكرية، حيث تمدد الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، وأنهى سيطرته بالكامل على مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) بعد ثلاث سنوات من القتال.

 بينما تمكنت القوات الداعمة لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليًا، من بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس، بعد أن اقتسمتها لأشهر طويلة مع حكومة الإنقاذ.

ولم تعد خريطة ليبيا السياسية والعسكرية في منتصف 2017، تشبه تلك التي رُسمت في 2016، بعد التطورات الميدانية التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، فبعد أن كانت قوات الجيش تتقاسم السيطرة مناصفة مع كتائب الغرب الليبي في 2016، أصبحت تسيطر فعليًا على نحو ثلث مساحة البلاد.

 وسيطر الجيش الليبي على قاعدة تمنهنت الجوية (700 كلم جنوب طرابلس)، أهم قاعدة جوية في إقليم برقة، في 25 مايو/أيار الماضي، وبسط  نفوذه على مدينة سبها مركز الإقليم (750 كلم جنوب طرابلس)، وذلك بعد انسحاب القوة الثالثة، التابعة لكتائب مصراتة الموالية "اسميًا" لحكومة الوفاق، بطلب من الأخيرة، بعد هجوم القوة الثالثة على قاعدة براك الشاطئ شمال سبها وسقوط عشرات القتلى في صفوف قوات الجيش الوطني.

أما في قاعدة الجفرة الجوية الاستراتيجية، والتي توجد في قلب الصحراء الليبية، والتي كانت تحتضن قوات هامة من القوة الثالثة، ومن سرايا الدفاع عن بنغازي، وهي تجمع مقاتلين من شرقي ليبيا معادين للجيش الوطني، فبعد قصف جوي عنيف من الطائرات الجوية المصرية على القاعدة، وتأليب سكان محافظة الجفرة ضد الكتائب الموالية لحكومة الوفاق، انسحبت القوة الثالثة وحلفاؤها من جميع مدن المحافظة، وسيطرت قوات الجيش الوطني بسهولة على القاعدة الجوية، في 3 يونيو/حزيران الماضي، والتي ظلت عصية عليها لفترة طويلة.

واختتمت قوات الجيش سلسلة انتصاراتها بإعلانها السيطرة بشكل كامل على بنغازي، في 5 يوليو/ تموز الجاري، بعد اقتحامها آخر جيوب مجلس شورى ثوار بنغازي، وذلك في البلدة القديمة، وبذلك لم يبقَ من إقليم برقة شرقي البلاد خارج سيطرة قوات الجيش، سوى مدينة درنة، الخاضعة لسيطرة مجلس شورى مجاهدي درنة.

أما في إقليم طرابلس بمنطقة الغرب، فأهم تغير حدث، تمثل في تراجع نفوذ المجلس العسكري لمدينة مصراتة على غربي وجنوبي البلاد، والتي هيمنت على إقليمي طرابلس وفزان منذ انتصارها في معركة مطار طرابلس في 2014، رغم أن انتصارها على تنظيم داعش وطردها له من مدينة سرت  أعطاها زخمًا داخليًا وخارجيًا.

إلا أن انقسام كتائب مصراتة، بين داعم لحكومة الوفاق ومساند لحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، وانهزام المجلس العسكري لمصراتة في معركة طرابلس ضد كتائب داعمة لحكومة الوفاق وعلى رأسها كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، وقوة الردع المشتركة أبو سليم بقيادة عبد الغني الككلي، وانسحاب القوة الثالثة التابعة للمجلس من قاعدتي الجفرة وتمنهنت العسكريتين في جنوبي البلاد، أدى إلى انكفائها وتراجع نفوذها، خاصة وأنها تعرضت لاستنزاف شديد في معركتها ضد داعش والتي استغرقت نحو سبعة أشهر.

ورغم فرض حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، سيطرتها على العاصمة طرابلس لأول مرة منذ 30 مارس/آذار 2016، إلا أن نفوذها تراجع بشكل ملحوظ في مناطق واسعة جنوبي ووسط البلاد، ولكنها ما زالت تعوّل على حل سياسي، برعاية دولية، يُنهي الانقسام الداخلي في البلاد، خاصة وأن مداخيل النفط التي ارتفعت إلى نحو مليون برميل يوميًا تصب في حسابات البنك المركزي في طرابلس التابع لها، رغم سيطرة قوات الجيش على منطقة الهلال النفطي التي تضم معظم الحقول والموانئ النفطية، وحاولت الحكومة المؤقتة الموالية لحفتر، عبر إنشاء مؤسسة موازية للنفط الاستئثار بمعظم الموارد النفطية، لكن ذلك جوبه برفض دولي.

وبنظرة بسيطة إلى الخريطة السياسية والعسكرية الجديدة لليبيا، يتضح أن الجيش الوطني أصبح يسيطر على مناطق واسعة من البلاد شرقًا وجنوبًا، وبعد أن أنهى معركته الرئيسية في بنغازي، واستمر في عزل وتثبيت جبهة درنة، فإنه ليس من المستبعد أن يصوب قائد معركة الكرامة أنظاره غربًا باتجاه  طرابلس، خاصة وأن له جيوبًا وأنصارًا في المنطقة، لا سيما في بلدة بني وليد وجبل نفوسة، وقاعدة الوطية الجوية، كما أن خصومه يمرون في أسوأ أحوالهم منذ الإطاحة بنظام القذافي، وكتائب الغرب منقسمة ومشتتة وتتقاتل فيما بينها من حين لآخر، إلا أن طموحه ذلك يصطدم برفض دولي وإقليمي.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com