استياء في تونس بعد تهديد سياسي بارز لمديرة إذاعة خاصة
استياء في تونس بعد تهديد سياسي بارز لمديرة إذاعة خاصةاستياء في تونس بعد تهديد سياسي بارز لمديرة إذاعة خاصة

استياء في تونس بعد تهديد سياسي بارز لمديرة إذاعة خاصة

أثارت أنباء عن تهديد قيادي في حزب نداء تونس لمديرة إذاعة "كاب أف أم" الخاصة من أجل تغيير سياستها الإعلامية، على خلفية دعوتها لأحد معارضي الحزب، استنكارًا واسعًا في تونس.

ورأى مراقبون، أن ذلك يعد "استبدادًا جديدًا وترهيبًا من أجل الرضوخ لإملاءات، على غرار ما كان يحصل قبل الثورة التونسية، خلال نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي"، في حين طالبت نقابة الصحفيين التونسيين بفتح تحقيق حول الحادثة.

عودة إلى الأساليب القديمة

وقالت مديرة إذاعة "كاب أف أم" الخاصة، ألفة التونسي، على صفحتها بموقع "فيسبوك": "تلقيت مكالمة هاتفية من طرف السيد برهان بسيّس يعلمني فيها أن اجتماعًا انعقد في مقر حزب نداء تونس حول إذاعة كاب أف أم، تم خلاله التعبير عن عدم رضا قيادة حزب النداء على أداء الخط التحريري للإذاعة، بسبب استدعاء القيادي السابق في الحزب ذاته، الأزهر العكرمي، في البرنامج الصباحي".

وأضافت التونسي، أن بسيّس "أعلمها أنه تم توجيه تقرير في الغرض إلى رئيس الجمهورية، وسيتم اتخاذ الإجراءات الضرورية في حقها وحق الإذاعة". وتابعت: "أعلمني كذلك بالصراع الخفي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأن هذا الأخير ومستشاريه يحاولون التدخل لدى البنوك لتسوية الوضعية المالية للإذاعة، واستغلالها في الحرب الإعلامية على رئيس الجمهورية عن طريق الأزهر العكرمي".

وحول المكالمة الهاتفية، قالت مديرة الإذاعة: إنها تهديد في حقها وحق الإذاعة وهي بمثابة العودة إلى الأساليب القديمة، بالرغم من أن  إذاعة "كاب أف أم" في منأى عن أي صراع سياسي.

وإذا كان برهان بسيّس من القياديين الجدد الذين التحقوا بصفوف حزب نداء تونس، فإن الأزهر العكرمي من مؤسسي حزب نداء تونس، ولكنه فضّل الابتعاد والاقتراب من المعارضة.

دعم ومساندة

وعبّر كثيرون عن دعمهم ومساندتهم لمديرة إذاعة "كاب أف أم" ألفة التونسي، خاصة أن الجميع اعتبر ذلك "حنينًا إلى نظام بن علي"، في إشارة إلى أن برهان بسيّس كان من أكبر الداعمين إعلاميًا للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

 وتدخل نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري، داعيًا النيابة العمومية إلى الإذن بفتح بحث حول ما حصل.

ودعا البغوري، في تدوينة له على صفحته بموقع "فيسبوك"، إلى إيقاف المدعو برهان بسيّس بتهمة الإيهام بنفوذ، باعتباره في حالة تلبس بارتكابها، بشهادة مديرة إذاعة "كاب أف أم"، حسب تعبيره.

أما الأمين العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق، فقد اعتبر ما أعلنته ألفة التونسي، عن وجود ضغوط وتهديدات تعرضت لها لتغيير الخط التحريري لإذاعة "كاب أف أم"، "خطيرًا وخطيرًا جدًا، إذا تأكد".

وأضاف في تدوينة له: "بدون إطالة، نحن نأخذ الموضوع بجدية بالغة، وستكون حركة مشروع تونس مجندة بالكامل للدفاع عن حرية الإعلام والتعبير بدون حدود أو حساب".

وقال اتحاد الشغل، على صفحته على موقع "فيسبوك": "نندد ونرفض التهديد الذي تلقته صاحبة إذاعة كاب أف أم، والذي يذكرنا بالدور القذر الذي كانت وما زالت تلعبه بعض الأبواق لتلجيم الإعلام"، مشددًا على رفض إقحام النقابة فيما أسماها "لعبة أبواق القصر".

مكانك "المرناقية"

من جهته، قال الأزهر العكرمي: "السيد برهان بسيّس اتصل بإذاعة كاب أف أم في حالة هستيرية يهدد ويتوعد باسم رئيس الجمهورية، قائلًا: كيف تسمحون للأزهر العكرمي أن يتكلم في الإذاعة ويمس من ابن رئيس الجمهورية (حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحزب نداء تونس) ويعمل الدعاية لرئيس الحكومة".

وأضاف العكرمي، "الطلب هو إبعاد الأزهر العكرمي وإلا حسابكم سيكون عندنا.. هذه هي الرسالة".

وقال العكرمي، عن برهان بسيّس: "قضاياه الجنائية لا تزال جارية وهو يهدد غيره"، مضيفًا: "سي برهان، (معلّمك) حافظ مكانه الطبيعي هو السجن والمصادرة اليوم أو غدًا، أما أنت فمكانك "المرناقية" (سجن قريب من تونس العاصمة)، والأيام بيننا".

توجه إلى القضاء

وتقدمت مديرة إذاعة "كاب أف أم" ألفة التونسي، بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة.

من جانبه، قرر برهان بسيّس تقديم قضية على خلفية ما اعتبره "اتهامًا" موجهًا إليه، لكنه لم ينفِ اتصاله بها، مؤكدًا أن ذلك كان "بغاية لفت نظرها ونصحها" بعد أن تلقى شتائم من الأزهر العكرمي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com