مرابطون على مداخل "الأقصى".. رغم الشوق يرفضون دخوله
مرابطون على مداخل "الأقصى".. رغم الشوق يرفضون دخولهمرابطون على مداخل "الأقصى".. رغم الشوق يرفضون دخوله

مرابطون على مداخل "الأقصى".. رغم الشوق يرفضون دخوله

ما بين دعاء و صلاة و نشيد، تقضي نجوى الشخشير، إحدى "سادنات" المسجد الأقصى، يومها الخامس على التوالي، معتصمةً عند باب المجلس، إحدى بوابات المسجد من الجهة الغربية، رفضاً لبوابات التفتيش الإسرائيلية.

ومنذ يوم الخميس الماضي 13 /يوليو تموز الجاري، وحتى اليوم، لم تدخل الشخشير، المُكناة بـ "أم رياض"، المسجد، معتبرة أن دخوله تحت شرط التفتيش "استسلاماً لمحاولات السيطرة الإسرائيلية عليه".

وتعمل الشخشير، كحارسة و"سادنة"، لمسجد "قبة الصخرة المشرفة"، داخل الحرم القدسي، منذ ما يقارب 10 سنوات، وتقول إن هذه السنوات أنبتت في قلبها "عواطف عميقة وقوية" تجاه المسجد.

وتبدو هذه المشاعر واضحة على انفعالات الشخشير، حيث تترقرق عيناها بالدموع عند حديثها عن كل ما يتعلق بالمسجد.

وتقول الشخشير عن هذه العلاقة العاطفية:" قلبي موجوع جداً من الأعماق، وفي قلوبنا نار".

ومع وجود هذا الشوق الكبير لديها للصلاة داخل المسجد، والعودة إلى عملها المعتاد فيه، إلا أنها تؤكد أنه من المستحيل بالنسبة لها دخول المسجد من خلال البوابات الإلكترونية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، معتبرة إياها مظهراً جديداً من مظاهر محاولات تهويد الأقصى.

وتقول الشخشير:" سنضحي هذه الفترة بعدم دخولنا للأقصى، وسنصبر وسنعتصم، وأنا متأكدة -بإذن الله- أن هذه البوابات ستُزال، وسنعود للمسجد الأقصى".

والشخشير، هي واحدة من عشرات موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، من حراس و"سدنة" المسجد الأقصى، الذين يرفضون دخول المسجد عبر البوابات الإلكترونية.

ويجلس عصام نجيب، على بعد أمتار قليلة تفصله عن دخول المسجد وممارسة عمله الذي يقوم به كحارس للأقصى منذ 18 عاماً.

ويقول نجيب:" نحن كحراس للمسجد الأقصى، نحرص عليه من شرطة الاحتلال، ولكنهم يلعبون بالنار عندما يضعون بوابات الذل والعار هذه، ويستفزون بها مشاعر المسلمين".

ويبدأ اعتصام موظفي دائرة الأوقاف المعتصمين عند باب المجلس يومياً من الساعة السادسة والنصف تقريباً، وهي ساعة بدء دوامهم المعتاد، وينتهي بانقضاء صلاة العصر.

وبعد ذلك، يبدأ اعتصام آخر لموظفي الأوقاف وآلاف المقدسيين عند باب الأسباط، شرق المسجد الأقصى، حيث يبدأ قُبيل صلاة المغرب بقليل، وحتى انقضاء صلاة العشاء.

ويقضي موظفو الأوقاف نهارهم في "العبادة"، حيث "يذكرون الله"، ويؤدون الصلوات ويسمعون المواعظ.

وفي بعض الأحيان، يؤدون "صلاة الحاجة"، متضرعين إلى الله تعالى أن "يفك كرب المسجد"، وفي أحيانٍ أخرى، يُنشد المعتصمون للمسجد الأقصى، ويرددون الهتافات.

وبحسب الناطق باسم دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، فإن نحو 15 موظفاً من موظفي الأوقاف، يقيمون حاليًا داخل المسجد.

وقال الدبس:" هؤلاء نجحوا في دخوله صباح الأحد قبل نصب البوابات الإلكترونية، ويبيتون داخل المسجد، ويرفعون الأذان ويتابعون اقتحامات المستوطنين والشرطة له"، وأشار إلى أن الصلاة لا تُقام داخل المسجد منذ يوم الجمعة الماضي.

وعند باب المجلس، لا تجد فقط موظفي الأوقاف، بل ينضم إليهم عدد واسع من المقدسيين ممن يأتون للتعبير عن رفضهم لهذه البوابات، وآخرون يأتون محمّلين بالمياه الباردة والأطعمة لتوزيعها على المعتصمين، خاصة في ظلّ الأجواء الحارّة التي تسود المدينة.

محمد، أحد المعتصمين في الخمسينات من عمره، والذي فضّل عدم ذكر اسمه الكامل، قال إنه يقضي نهاره الخامس على التوالي في الاعتصام أمام  بوابات الأقصى من الساعة السابعة صباحًا.

واعتبر أن البوابات الإلكترونية الإسرائيلية، ذات أهداف "سياسية"، ولا علاقة لها بالأمن، وقال إن بقاءها يعني "إخلاء الأقصى من أهله وتهويده واستكمال السيطرة عليه".

أما لواحظ إبراهيم، (47 عاماً)، فقد أتت مع عشرة أخريات من أقاربها وأبنائهن وبناتهن من مدينة البيرة شمال القدس للاعتصام أمام بوابات الأقصى، رفضاً للبوابات الإلكترونية.

وتعيش لواحظ إبراهيم، في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحمل جنسيتها، وهو ما أتاح لها القدرة على دخول المدينة.

وتقول إنها أتت من مدينة شيكاغو قبل حوالي شهر، لزيارة العائلة في البيرة، وشدّت الرحال اليوم الخميس إلى القدس للتأكيد على "إسلامية المسجد الأقصى".

وتقول لواحظ إبراهيم، إنها لم تدخل المسجد الأقصى منذ 4 سنوات ونصف السنة، ورغم ذلك، فإنها لن تدخله إلا بعد إزالة البوابات الإسرائيلية، مضيفة: "نحن لا نقبل التفتيش عندما ندخل إلى بيوتنا، والأقصى هو بيتنا".

أما أختها إسراء (41 عاماً) والتي جاءت كذلك من الولايات المتحدة، مع ابنها لزيارة المسجد، فتقول إنها لم تحظ بالصلاة في المسجد الأقصى منذ 27 عاماً.

وعلى الرغم من ذلك، فإنها ترى الدخول للمسجد تحت هذه الظروف بمثابة "تفريط في الحقوق"، مضيفة:" هذه البوابات توفّر الأمان للمستوطنين وليست لأمان الفلسطينيين".

وبينما يعتصم موظفو الأوقاف وعدد من المقدسيين على أعتاب الأقصى عند باب المجلس، يجتهد مقدسيون آخرون في تقديم وجبتي الفطور والغداء للمعتصمين، بالإضافة إلى الفاكهة والمياه الباردة، التي تخفف عنهم حرارة الشمس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com