بعد وقف ترامب برنامج التدريب.. ما مصير المعارضة السورية المعتدلة؟
بعد وقف ترامب برنامج التدريب.. ما مصير المعارضة السورية المعتدلة؟بعد وقف ترامب برنامج التدريب.. ما مصير المعارضة السورية المعتدلة؟

بعد وقف ترامب برنامج التدريب.. ما مصير المعارضة السورية المعتدلة؟

في خطوة وصفت بأنها الأهم والأكثر تأثيراً في ملف الحرب السورية، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف برنامج للمخابرات المركزية (سي آي إيه) كانت تتولى فيه، منذ عام 2013، تسليح وتدريب فصائل المقاومة السورية "المعتدلة" في حربها ضد النظام السوري وضد تنظيم داعش المتشدد.

وكشف تقرير موقع "ديلي بيست" الأمريكي عن تحديد موعد صدور القرار السري الذي  كان من المقرر صدوره قبل أيام من لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين.

وقال التقرير إن ترامب أراد إثبات جديته أمام بوتين في الإقرار ببقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واعتماد النظرية الروسية التي ترى الحل للأزمة السورية ببرنامج للتهدئة وخلق مناطق إدارية لخفض التوتر وصولاً الى وقف إطلاق النار.

وبدأ برنامج المخابرات المركزية لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة عام 2013 وجرى إنشاء مراكز في الأردن تتولى التدريب لمئات المقاتلين التابعين لفصائل المعارضة السورية المعتدلة.

قطر وجبهة النصرة 

وكان الهدف الإستراتيجي من البرنامج، تسريع الحل السلمي وليس لتحقيق النصر العسكري. لكن البرنامج، وكما قال التقرير، تعثر في أكثر من محطة ومناسبة، كان أشدها قسوة في سبتمبر 2013 عندما أعلنت 10 فصائل من الذين تُسلّحهم قطر ضمن برنامج المخابرات المركزية الانضمام الى  "جبهة النصرة" المتشددة التي ترفع شعار إقامة  دولة إسلامية، مرتبطة مع  قيادة تنظيم القاعدة.

وحظي قائد "النصرة" أبو محمد الجولاني بتغطية  انفرادية ترويجية من قناة الجزيرة الفضائية القطرية، وسط شواهد وقناعات بأنه فصيل مرتبط بالدوحة، رغم إدراجه رسمياً في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة على قائمة "الإرهاب".

ونسب التقرير لمسؤولين أمريكيين  قولهم إن تصفية  ترامب  لبرنامج المخابرات المركزية، يأتي في نطاق محاولة إثبات جديته في التعاون مع روسيا التي ترى في دعم المقاومة عرقلة لبرنامجها، فإغلاق هذا البرنامج يعني اعترافاً عملياً من واشنطن بأنها لا تريد إطاحة نظام الأسد.

مناطق خفض التوتر

وكشف التقرير أن قرار وقف برنامج المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" اتخذه ترامب قبل شهر تقريباً، عقب اجتماع في المكتب البيضاوي مع مدير المخابرات مايك بومبير بحضور مستشار الأمن القومي وذلك عشية  اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبناء على هذه الترتيبات أعلنت القيادتان الأمريكية والروسية في اجتماعهما على هامش قمة العشرين الاتفاق على دعم نظام لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا مقابل الحدود الأردنية حيث كانت تعمل المراكز التدريبية للمخابرات الأمريكية.

انتصار لبوتين

ونسب التقرير إلى مسؤولين كبار، حاليين وسابقين، بأن الخطوة تعتبر تنازلاً رئيساً من طرف ترامب. أحدهم قال: "هذا قرار شديد الحساسية"، مضيفا" لقد انتصر بوتين على ترامب في سوريا".

واعتبروا أن المشاركة الأمريكية في سوريا باتت تنحصر في طلعات جوية ضد مواقع داعش، مع برنامج يتولاه البنتاغون لتسليح وتدريب الأكراد ليتولوا تحرير الرقة من داعش.

 أما إستراتيجية  ترامب لما بعد هزيمة داعش في الرقة فهي تتركز على بناء تدريجي لمجموعة من مناطق وقف القتال يتم التفاوض عليها بين الثوار المدعومين حتى الآن  من أمريكا وبين الحكومة السورية وروسيا.

القرار ينهي المعارضة المعتدلة

ونقل التقريرعن محللين سياسيين تخوفاتهم من أن يؤدي هذا القرار لتقوية الفصائل المتطرفة وبالتالي تدمير مصداقية الولايات المتحدة.

تشارلز ليستر الزميل الأول في معهد الشرق الأوسط المتخصص بالملف السوري، قال "نحن بذلك نضعف القوى المعتدلة... لا بل نقطع رقابهم".

فيما قال آخرون إن هذه الخطوة تعني عملياً إعلان انتصار الأسد. لكن إيلان غولدنبرغ أحد طواقم إدارة أوباما وصف القرار بأنه خضوع من ترامب للحقائق على الأرض، فبرنامج ترامب الانسحابي يستغرق تنفيذه عدة أشهر، لأنه لو نفذه دفعة واحدة لانتهت المعارضة مرة واحدة، وهو خطأ إستراتيجي؛ ما يعني أن تصفية المعارضة تتم الآن تدريجياً، حسب قول غولدنبرغ.

 موافقة أردنية

وحظي قرار ترامب بتأييد من الأردن حيث يجري تدريب المعارضة، كون هذه  الخطوة جزءاً من إستراتيجية متكاملة وضعها ترامب تتركز على مفاوضات الوقف الجزئي لإطلاق النار بترتيبات مشتركة مع روسيا، أحد مكوناتها  إقامة منطقة  خفيضة التوتر على الحدود  السورية مع الأردن، تفاصيلها الفنية النهائية ربما تعلن اليوم أو غدا، وفق ما نقله التقرير عن مسؤولين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com