نازحون عراقيون : الموصل أنهكتنا ودُمّرت لكننا متفائلون
نازحون عراقيون : الموصل أنهكتنا ودُمّرت لكننا متفائلوننازحون عراقيون : الموصل أنهكتنا ودُمّرت لكننا متفائلون

نازحون عراقيون : الموصل أنهكتنا ودُمّرت لكننا متفائلون

أجبرت العمليات العسكرية التي شنتها القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإخراج تنظيم داعش المتشدد من الموصل أم يوسف على الفرار من منزلها في الحي القديم بالمدينة لكنها لا تتعجل العودة لمنزلها بعد إعلان الحكومة النصر على التنظيم المتشدد هذا الأسبوع.

وتقول أم يوسف (27 سنة) وهي أم لخمسة أطفال إنها وزوجها ينتظران استقرار الوضع ولا يعتزمان مغادرة خيمتهم في مخيم تابع للأمم المتحدة شرقي الموصل حتى يقتنعان بأن بإمكانهما العودة بأمان.

وقالت أم يوسف اليوم الخميس وهي محاطة بأبنائها "أن نعود الآن ونحن لا نشعر بالارتياح، لن نفعل ذلك، أنا فقط أريد الأمان"، وأضافت "لا أريد طائفية كما كان الحال من قبل، أريد ما هو أفضل مما كان وليس تكرارا للماضي".

وقالت أم يوسف " إن أقاربها الذين بقوا في المدينة يقولون لها باستمرار إن من الأفضل لها أن تبقى مكانها".

وأضافت "في الموصل، عندما تغرب الشمس، يغلق الجميع أبوابهم ولا يخرجون" ، مشيرة إلى أن أضرارا كبيرة لحقت بمنزلها مثل العديد من المنازل بالمدينة القديمة لكنها تأمل في إمكانية إصلاحه.

وقالت إن القناصة أمطروا غرفة في الطابق العلوي بالرصاص حتى أصبحت مثل الغربال وإن قنبلة انفجرت بالمنزل المجاور.

وتضيف أن تنظيم داعش قصف بقذائف المورتر المدنيين الفارين باتجاه القوات العراقية المتقدمة حيث أن جارها قتل أثناء فراره معهم.

وتروي أم يوسف لحظات فرارها من الموصل قائلة "إن أسرتها أمضت آخر يومين لها في المدينة القديمة مختبئة في قبو مع عشرة مدنيين آخرين وعاشوا على مياه بئر وبعض القمح وكانوا مرعوبين من الخروج من مخبئهم".

الموصل أنهكتنا ودمرت

وفقد تنظيم داعش أغلب الأراضي التي سيطر عليها منذ أن اجتاح أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق في عام 2014 وأعلن ما تسمى بدولة" الخلافة"على المنطقة وأجزاء من سوريا حيث كانت الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم على الإطلاق.

وساد عصر من الترويع بعد ذلك وكان معارضو التنظيم المتشدد يقتلون فيه ويعاقبون على "جرائم" مثل تدخين السجائر بالجلد العلني وكانت الموسيقى والتلفزيون والإنترنت من المحظورات.

وعاد نشاط المدنيين سريعا لأغلب أجزاء الموصل وبدأ العمل بالفعل على إصلاح الدمار الذي  لحق بالمنازل والبنية التحتية وهو ما قدرت الأمم المتحدة تكلفته المبدئية بأكثر من مليار دولار، وأن عمليات إعادة الإعمار تستغرق أكثر من عام في الأحياء الغربية حيث كان القتال أكثر كثافة.

وقال مسؤولون إن قوات الشرطة التي تلقت التدريب حديثا نشرت في الموصل إلى جانب الجيش لكن غياب الأمان لا يزال جزءا من الحياة اليومية فقد انفجرت عدة سيارات ملغومة بالفعل بالقرب من المدنيين في مناطق سبق وأعلن "تحريرها".

وتعتمد قوات الأمن العراقية على قائمة من الأسماء وشهادات الشهود في تحديد هوية أفراد التنظيم وتقبض كل يوم على رجال تمكنوا من الاندماج وسط المدنيين الفارين تحت غبار الحرب وشكلوا خلايا نائمة.

وبدت أم حريب (60 عاما) وهي من عشيرة الجبور مصدومة بعد شهور من العنف وهي راقدة على الأرض في خيمتها وقدماها مضمدتان من جروح بشظايا أثناء قصف قالت إنه أودى بحياة كل أقاربها الذكور.

ومع تقهقر المتشددين إلى عمق المدينة مفسحين الطريق أمام القوات العراقية المتقدمة انتقلت أم حريب كذلك عدة مرات من منزل لمنزل وانتهى بها المطاف في حي الميادين حيث كان بعض المتشددين يشهدون مواجهتهم الأخيرة.

وأجليت أم حريب بعد ذلك بأربعة أيام لكنها تقول "إنها الآن تريد البقاء مع أقارب لها في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي بالعراق، مضيفة "أن الموصل أنهكتنا،لا أريد العودة إليها قط ولم يعد لي أحد بالموصل".

أما بالنسبة لأم يوسف فهي تعيش حياة غير مريحة لكن آمنة نسبيا بعيدا عن ديارها.

وتعيش في طقس شديد الحرارة حيث تقترب درجات الحرارة من 50 درجة مئوية لكنها تقول إن احتياجاتها الأساسية تلبى وإنها أدرجت أطفالها في مدرسة بالمخيم.

وردت على سؤال عما إذا كانت متفائلة بالمستقبل قائلة "إن شاء الله، يجب أن أكون متفائلة من أجل أبنائي".

مسؤولو بغداد: لم تُضع خطة لما بعد داعش

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن النصر على التنظيم المتشدد في الموصل يوم الإثنين الماضي بعد حرب مدن مدمرة استمرت نحو تسعة أشهر لكن القوات العراقية ما زالت تشتبك في مخابئ للمتشددين.

ويتهم منتقدو الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة بالفشل في تقديم بديل للسياسات التي نفرت الأغلبية السنية في الموصل وذلك في أعقاب غزو أمريكي عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.

وترك ذلك العديد من نحو 300 ألف نازح يقيمون في مخيمات على مشارف المدينة حائرين بشأن متى أو ما إذا كانوا سيعودون إلى الموصل ثاني أكبر مدن العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com