دوي صفارات إنذار في مواقع عدة بالجولان للتحذير من تسلل مسيرة
يشهد الصراع المستمر بين القوات الإسرائيلية وحماس في غزة تفاعلًا ديناميكيًا للاستراتيجيات العسكرية المستخدمة، مما كشف عن تكتيكات دقيقة يوظفها كلا الجانبين.
وبحسب تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية، حققت القوات الإسرائيلية تقدمًا كبيرًا في غزة، واجتمعت مع مقاومة مباشرة محدودة من مقاتلي حماس.
وبينما تم الإبلاغ عن خسائر في الأرواح من كلا الجانبين، تدعي القوات الإسرائيلية أنها أثرت بشكل كبير على القدرة العملياتية لحماس، وبشكل خاص على عشر كتائب من أصل 24 كتيبة تابعة للحركة.
فهم البنية العملياتية لحماس أمر صعب، فخلافاً للوحدات العسكرية التقليدية، من المرجح أن تتألف كتائب حماس من أعداد أقل مما توجد عادة في التشكيلات الإسرائيلية أو الغربية.
ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، كان لدى حماس حوالي 30 ألف مقاتل قبل 7 أكتوبر، تم تنظيمهم في ألوية وسرايا إقليمية، مسلحين بأسلحة متنوعة تشمل الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات وفرق القناصة.
وعلى الرغم من القوة النارية والاستعدادات المكثفة للجيش الإسرائيلي، إلا أن الاشتباكات مع مقاتلي حماس كانت محدودة بشكل ملحوظ، ولا تزال الخسائر التي تم التحقق منها من جانب حماس نادرة.
ويشير غياب المواجهات المباشرة إلى وجود استراتيجية متعمدة من جانب حماس، وربما تكون أقرب إلى النهج الذي تتبناه حركة طالبان في أفغانستان، حيث تترقب الجماعة عن بعد وتوظف الشبكات السرية للهجوم المباغت.
كما أن تعقيد التخطيط المدني في غزة والبنية التحتية لحماس، ولا سيما الشبكة الواسعة من الأنفاق المعروفة باسم "مترو غزة"، يشكلان تحدياً هائلاً للقوات الإسرائيلية، حيث تعمل هذه الأنفاق بمثابة خط الدفاع لحماس، وهي مجهزة بالمخابئ ومراكز القيادة والمؤن، مما يسمح للمقاتلين بالانسحاب، عند الضرورة.
حماس تعطي الأولوية للحفاظ على مقاتليها
وقد واجهت الجهود الإسرائيلية عقبات كبيرة أثناء محاولات هدم هذه الأنفاق باستخدام الروبوتات والمتفجرات، خاصة مع وجود تكهنات بأن مقاتلي حماس يستخدمون هذه الأنفاق للتنقل والاختلاط مع المدنيين، مما يعقد قدرة إسرائيل على التعرف عليهم واستهدافهم بشكل فعال.
وفي ظل هذه التحديات، تهدف إسرائيل إلى تعطيل عمليات حماس من خلال استهداف قنوات الاتصال بين قادة حماس والشخصيات الاستراتيجية، لكنها استراتيجية قد تكون شاقة وغير فعالة، وربما تتطلب جهدًا طويلًا مع نتائج غير مؤكدة.
وبينما حققت القوات الإسرائيلية توغلات في الأراضي الشمالية في غزة، استولت على منشآت رئيسة مثل مقر الشرطة ومبنى البرلمان وعدد من المستشفيات، فإن الأدلة على وجود مقاتلين من حماس داخل هذه المنشآت لا تزال بعيدة، وهو ما يؤكد أن حماس تعطي الأولوية للحفاظ على مقاتليها مع احتمال التنازل عن الأرض والمعدات.
ومع استمرار الصراع، تواصل الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية المتطورة وتكتيكات حماس التكيفية في تشكيل المشهد غير المؤكد والمتقلب في غزة، مما يجعل كلا الجانبين يتصارعان مع تحديات معقدة ونتائج غير مؤكدة.
المصدر: صحيفة "تلغراف" البريطانية