حزب الله: مسلحونا يرفضون الانسحاب من مواقع "ساقطة عسكريا" إيمانا بالدفاع عن وطنهم

logo
العالم العربي

هل يقود "الاعتراف بالتقسيط" عن جرائم الاستعمار لمصالحة بين الجزائر وباريس؟

هل يقود "الاعتراف بالتقسيط" عن جرائم الاستعمار لمصالحة بين الجزائر وباريس؟
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تيون والفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: (أ ف ب)
28 سبتمبر 2024، 6:04 م

أحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النقاش حول الاعتراف بمسؤولية بلاده عن مقتل أحد أبطال حرب التحرير في الجزائر، ما اعتبر خطوة جادة نحو المصالحة بين البلدين عبر ملف الذاكرة.

وبعد المقاومين الجزائريين موريس أودان وعلي بومنجل، جاء الدور على العربي بن مهيدي لاقتراب الاعتراف بمسؤولية باريس عن اغتياله خلال معركة الجزائر عام 1957 على يد المظليين الفرنسيين.

أخبار ذات علاقة

وزير الداخلية الفرنسي الجديد يضع العلاقات مع الجزائر في "مرمى النيران"

وقالت مجلة "لوبوان" الفرنسية، إن المؤرخ المتخصص في الشأن الجزائري بنجامين ستورا، والمسؤول عن الجانب الفرنسي للجنة المشتركة للمؤرخين "الحقيقة والذاكرة"، كشف عن رغبة ماكرون في تحميل الدولة مسؤولية مقتل بومهيدي.

والتقى الرئيس ماكرون بالأعضاء الفرنسيين الخمسة في اللجنة الفرنسية، حيث دار حوار حول قضية العربي بن مهيدي، وأكد "تصميمه" على مواصلة العمل على "الذاكرة والحقيقة والمصالحة" بشأن الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر.

ويقول المؤرخ، إن الرئيس الفرنسي أبلغهم "سنرى كيف سنمضي قدماً.. لم يقل لا، وإحساسي أنه ينتظر اللحظة المناسبة للقيام بذلك".

واعترف إيمانويل ماكرون، في أيلول/سبتمبر 2018، بأن المقاوم الجزائري من أجل الاستقلال موريس أودان الذي اختفى عام 1957، قُتل تحت التعذيب على يد الجيش الاستعماري ولم ينتحر كما تزعم منذ عقود الدولة الفرنسية.

الاعتراف بجريمة الدولة

وفي آذار/ مارس 2021، اعترف، بناء على اقتراح بنجامين ستورا في تقريره المقدم قبل شهرين لماكرون، بأن المحامي علي بومنجل تعرض "للتعذيب والقتل" على يد الجيش الفرنسي، أيضاً في عام 1957.

وبعد لفتة ماكرون تجاه موريس أودان، استجوبته ظريفة بن مهيدي بشأن قضية شقيقها، وطلبت منه الاعتراف بـ"جريمة الدولة هذه".

وأُخفِي اغتيال العربي بن مهيدي في صورة انتحار، لكن الحقيقة ظهرت في النهاية، فقد اعتقل في الجزائر العاصمة في شباط/ فبراير 1957 من قبل مظليي الفرقة الثالثة التابعة للعقيد بيجار، واغتيل في 4 آذار/ مارس في مزرعة في متيجة غرب العاصمة الجزائر.

وكان العقيد بيجار هو أول من أكد لظريفة بن مهيدي في الثمانينات أن شقيقها لم ينتحر. كما اعترف العقيد في الوقت نفسه لصحيفة "ألجيري أكتيليتي" الجزائرية بأنه "أُجبر، بأوامر من باريس، على تسليمه حياً إلى الأجهزة الخاصة"، مشيداً بشجاعة بن مهيدي.

لكن الاعتراف الأوضح جاء في عام 2000 من قبل مرتكب جريمة القتل، الجنرال بول أوساريس، القائد وقت وقوع الأحداث.

e349d8a4-d082-4258-a766-48a8a3a7c398

واعترف أوساريس في كتاب بعنوان "الخدمات الخاصة بالجزائر 1955-1957"، بالجريمة وفي تصريحات لصحيفة "لوموند" قال إن العربي بن مهيدي تم شنقه من قبل رجاله في مزرعة يملكها مستوطن متطرف من متيجة وأن الجريمة تم التمويه بأنها حادث انتحار. وتوفي بول أوساريس عام 2013 دون أن يحاكم على هذه الجريمة.

وتسعى الجزائر لانتزاع اعتراف رسمي وكامل من فرنسا بمسؤولية الدولة عن جرائمها المرتكبة خلال استعمار دام 132 سنة (1830 – 1962)، رغم إبداء رضا عن مبادرات كشف حقيقة اغتيال شخصيات مقاومة خلال حقبة الاحتلال.

وكان نواب جزائريون تقدموا سنة 2005، باقتراح مشروع قانون لتجريم الاستعمار، رداً على القانون الفرنسي الشهير، الذي أراد تمريره اليمين الفرنسي في ذلك العام لتمجيد الاستعمار، لكن ذلك المقترح بقي حبيس الأدراج.

وأمس الجمعة، كشفت الجزائر عن استرجاع أزيدَ من مليوني وثيقة تاريخية من فرنسا في إطار عمل اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC