قتلى ومصابون بقصف إسرائيلي على ساحة مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة
ذهب خبير في العلاقات الدولية إلى أن المؤشرات الراهنة تؤكد عدم رغبة إيران في الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وأنها تغامر بحلفائها ووكلائها في المنطقة"، لافتًا إلى أنه على الرغم من أهمية "حزب الله" لطهران، فإن الإيرانيين يبذلون جهودًا لتأخير أي مواجهة مع تل أبيب.
وقال الخبير في العلاقات الدولية، رائد بدوية، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن التصعيد بين إسرائيل ولبنان سيؤثر على المنطقة بأسرها، ويمكن أن يؤدي اتساع دائرته إلى تغيير شكل الشرق الأوسط بالكامل، خاصة أنه قد يجر دولًا كبيرة نحو المواجهة العسكرية، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني بالحرب الشاملة.
وأضاف أن "إسرائيل، على الرغم من عدم رغبة مؤسساتها الأمنية والعسكرية في الحرب على الجبهة مع لبنان؛ فإن رئيس وزرائها يعمل عبر خططه السياسية والعسكرية لجر اللبنانيين وميليشيا حزب الله وحلفائه للحرب الشاملة".
مخرج نتنياهو
وأوضح أن "الحرب الإقليمية تمثل المخرج لنتنياهو وائتلافه الحكومي، وتضمن لهم البقاء على الساحتين الداخلية والدولية"، متابعًا أن "حكومة نتنياهو بدأت بالفعل قرارًا بتصعيد العمليات العسكرية عبر قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، الأمر الذي سيؤدي لزيادة التوتر الأمني والعسكري في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "طول أمد الحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية لإسرائيل مصلحة استراتيجية لنتنياهو وشركائه اليمينيين، وسيحقق لهم الشعبية الجارفة في المجتمع الإسرائيلي"، مستدركًا بأن ذلك سيتسبب بعزلة دولية للحكومة الإسرائيلية.
وأشار بدوية إلى أن "التصعيد العسكري الإسرائيلي مع لبنان وغزة سيؤثر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وسيدفع إدارة الرئيس جو بايدن لاتخاذ قرارات متشددة ضد حكومة نتنياهو، خاصة على الساحة الدولية".
خلافات أمريكية إسرائيلية
وبين بدوية أن "الإدارة الأمريكية الحالية لن توفر الغطاء الدولي اللازم لإسرائيل باستمرار الأعمال القتالية في لبنان وغزة، وقد تغض الطرف عن أي قرارات تصدر عن المحاكم الدولية بشأن القادة الإسرائيليين"، مبينًا أن ذلك يشكل خطرًا استراتيجيًا على نتنياهو وقادة حكومته.
وأردف بأن "المخرج الوحيد لنتنياهو يكمن في نجاح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي سيعمل على تنفيذ سياسة أكثر انحيازًا لإسرائيل، وسيمكّن الأحزاب اليمينية من تنفيذ مخططاتها المتعلقة بالمنطقة والأراضي الفلسطينية".
وأوضح أن "عودة ترامب ستكون طوق النجاة لائتلاف نتنياهو، في حين أن نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ستجبر نتنياهو وائتلافه الحكومي على التراجع لخطوات كثيرة وكبيرة للوراء، وهو ما يعني خسائر سياسية وعسكرية فادحة".
هدف أساسي
ووفق الخبير في الشأن الدولي، فإن "نتنياهو يهدف أساسًا من التصعيد العسكري في المنطقة للحفاظ على ائتلافه الحكومي، وضمان مستقبله السياسي، والحيلولة دون أن تكون نهايته التحقيق الجنائي والأمني والسجن".
واستطرد: أن "نتنياهو لن يتوقف عن تنفيذ سياساته وأجنداته إلا في حال ضمن استمرار حياته السياسية، وبقاء ائتلافه الحكومي"، مرجحًا أن تعمل الولايات المتحدة من أجل ضمان ذلك مقابل عودة الهدوء للمنطقة.
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة معنية بوقف التصعيد، وإدارة بايدن ترغب في تسجيل إنجاز كبير في نهاية ولايتها يتعلق بوقف الحرب وإعادة المختطفين في غزة، إلا أن نتنياهو يعمل على الحيلولة دون ذلك وتأجيله لحين ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية".
إيران والتصعيد
ويرى بدوية أن "المؤشرات الراهنة تؤكد عدم رغبة إيران في الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وأنها تغامر فقط بحلفائها ووكلائها في المنطقة"، لافتًا إلى أنه على الرغم من أهمية "حزب الله" لطهران، فإن الإيرانيين يبذلون جهودًا لتأخير أي مواجهة مع إسرائيل.
ولفت إلى أنه "من المبكّر الحديث عن دخول إيران في موجة التصعيد الحالية، وأن الأمر الوحيد الذي يجبرها على المواجهة المباشرة مع إسرائيل سيكون توجيه الجيش الإسرائيلي لضربات عسكرية مباشرة لأهداف في العمق الإيراني".
واستكمل أن "إيران لن تغامر ببرنامجها النووي وقدراتها العسكرية من أجل أي طرف، وإن كان ذلك على حساب خسارتها حليفها الاستراتيجي حزب الله"، مشددًا على أن طهران تدرك أن دخولها في الحرب سيجبر الولايات المتحدة على أن تكون طرفًا داعمًا لإسرائيل مباشرة.
الحل الوحيد لإنهاء التصعيد
ويرى بدوية أن "الحل الوحيد لإنهاء موجة التصعيد الراهن في المنطقة يتمثل في اتفاق إقليمي دولي مع جميع الأطراف برعاية الولايات المتحدة ووسطاء التهدئة الإقليميين، يضمن صفقة تبادل أسرى ووقف الأعمال القتالية بين جميع الأطراف.
وأضاف أن "مثل هذا الاتفاق يجب أن يضمن هدوءًا طويل الأمد على مختلف الجبهات الإسرائيلية، كما أنه سيتضمن بنودًا تتعلق بالتمويل الإيراني لـ"حزب الله" والفصائل الفلسطينية، والبرنامج النووي الإيراني"، وفق تقديره.
وخلص الخبير بالعلاقات الدولية، رائد بدوية، إلى أن "مثل هذا الاتفاق لن ينضج حاليًا، ولن يُتحدث عنه فعليًا بين مختلف الأطراف إلا بعد الانتخابات الأمريكية وتنصيب الرئيس الجديد، ما يعني أن المنطقة أمام أشهر من التصعيد العسكري".