نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله حتى في بيروت
أكد خبراء ومحللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبّر في خطابه الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أجندته للمنطقة، التي تتأرجح بين النعمة واللعنة.
وبعد خطاب التحدي الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، مضى نتنياهو بعمليات عسكرية واسعة على أكثر من جبهة، أسفرت في الأيام القليلة الماضية عن مقتل أبرز قيادات ميليشيا حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، وكذلك قيادات في حركة حماس والحرس الثوري الإيراني.
ومع هذه العمليات، أثيرت تساؤلات حول أجندة الحكومة الإسرائيلية في المرحلة المقبلة، وما الذي يريده نتنياهو بعد الانتهاء من جبهات الحرب المختلفة، سواء بانتصار جزئي أو بهدم بنية الميليشيات التي يجابهها.
يقول الخبير والمحلل الإستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، إن نتنياهو عبّر صراحةً عن مشروعه في المنطقة، بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حينما عرض خريطتين، الأولى تحمل الازدهار، والثانية تعني الحرب من منظوره.
وأضاف السبايلة، لـ"إرم نيوز"، أن منظور الحرب وفق نتنياهو يتجسد بالتركيز على أماكن النفوذ الإيراني والجبهات التي يدعمها في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان واليمن والعراق، أما منظور الازدهار من وجهة نظره، فهو تدعيم فكرة الجغرافيا الاقتصادية بتعزيز الربط بين الهند وأوروبا، بحيث تقوم العلاقة المقبلة في الإقليم على أسس اقتصاد وازدهار.
وقال إن نتنياهو قام بحرب الجبهات من أجل التأسيس لفكرته وتحقيقها على أرض الواقع، وهو ما يصطدم أولًا بشكل الرد الإيراني من عدمه، وبملف التسوية والمفاوضات والمكاسب التي يجنيها كل طرف بعد النتائج الأخيرة، التي أفضت إلى مقتل أبرز القيادات العسكرية المساندة لطهران في أكثر من جبهة.
من جهته، يقول الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط، بلال العضايلة، إن نتنياهو يسعى إلى تحقيق فكرة نموذج شرق أوسط مثالي من وجهة نظره، وهي فكرة إستراتيجية للدولة العميقة في إسرائيل، وليست حكرًا على نتنياهو وحده.
ولفت العضايلة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن نتنياهو رفع في خطابه الأخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة خارطتين، واحدة تضم خريطة دول عربية طبّعت علاقاتها بالفعل مع تل أبيب، أو يُحتمل قيامها بذلك، والخارطة الثانية تضم إيران ومحورها، أو ما يسميه "محور الشر".
وأوضح أن نتنياهو عنون خريطته الأولى بمسمى "النعمة"، والثانية "اللعنة"، لافتًا إلى أن ما يطمح له العقل المركزي في تل أبيب هو تمدد الحضور الإسرائيلي في دول النعمة عبر مشاريع للربط الإستراتيجي على مختلف الصعد، عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا ولوجستيًا.
واستطرد العضايلة قائلًا: "أما دول اللعنة التي أسماها نتنياهو، فهو يسعى إلى تحييد القدرات العسكرية والأمنية لها، لما تشكله من تهديد محتمل للمصالح الإسرائيلية، مثلما يسعى إلى إسقاط المنظومة الحاكمة في هذه الدول، وإحلال منظومة أخرى مكانها تكون متصالحة مع إسرائيل".
ووفق العضايلة، في كلتا الحالتين، النعمة واللعنة، يساور إسرائيل الطموح لتغيير الثقافة المجتمعية السائدة في الشرق الأوسط، لتصبح متقبلة لإسرائيل كطرف عضوي في الإقليم، دون عداء، ودون رفض للانخراط في علاقات وأنشطة مع الشعب الإسرائيلي.