صفقة عباس "التاريخية" تثير زوبعة سياسية.. ومحللون يصفونها بـ"الخيار الوحيد"
صفقة عباس "التاريخية" تثير زوبعة سياسية.. ومحللون يصفونها بـ"الخيار الوحيد"صفقة عباس "التاريخية" تثير زوبعة سياسية.. ومحللون يصفونها بـ"الخيار الوحيد"

صفقة عباس "التاريخية" تثير زوبعة سياسية.. ومحللون يصفونها بـ"الخيار الوحيد"

أثار إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده لعقد صفقة سلام تاريخية مع إسرائيل وفق حل الدولتين، زوبعة سياسية، خاصة أن هذه الدعوة تأتي وسط عدم استقرار في الأوضاع السياسية العربية، مما يعطي إسرائيل مساحة لاستغلال هذه الظروف وعدم إعطاء دعوات الرئيس الفلسطيني أي انتباه أو قبول.

وقال عضو اللجنة المركزية اللواء سلطان أبوالعنين، معلقًا على تلك الدعوة: "الرئيس أبو مازن منذ توليه السلطة وهو يدعو إلى عقد صفقة تنهي الاحتلال الإسرائيلي  ولا يزال يثبت في كل مناسبة أنه رجل سلام لكن للأسف ليست هناك في الجانب الإسرائيلي آذان صاغية للتطلعات الفلسطينية فهي تكرس واقعًا ميدانيًا على الأراضي الفلسطينية تجعل من المستحيل الاستجابة للحدود الدنيا للمطالب الفلسطينية والتي لن يقبل الفلسطينيون دونها أي تسوية سياسية".

وأضاف أبو العنين لـ"إرم نيوز": "التهام الأرض ونهبها المتواصل من قبل إسرائيل يفرض وقائع تلغي مفهوم الفلسطينيين لتسوية سياسية في المستقبل، لذلك أعتقد في هذا الوقت بالذات الذي تشهد فيه الظروف السياسية من حولنا حالة عدم استقرار، أن المناخ السياسي يصب في مصلحة الفلسطينيين لعقد مثل هذه التسوية النهائية".

وأوضح أن "هناك انشغالات لظهيرنا العربي وأعتقد أن الإسرائيليين سيحاولون استغلال هذه الظروف السياسية لفرض تسوية تتناسب مع الرؤى السياسية لهم، عدا عن التسابق السياسي بين الساسة الإسرائيليين على اعتبار التشدد مع الفلسطينيين بمثابة صندوق اقتراع فالتشدد الإسرائيلي يمينه بيساره بات الذي يحكم العقلية الإسرائيلية لتحسين تطلعات الأحزاب الإسرائيلية على حساب تطلعات الشعب الفلسطيني".

وعن دور الإدارة الأمريكية في تحقيق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أبو العنين: "لا زلنا نحن الفلسطينيين نتطلع لتسوية سياسية تلبي الحد الأدنى من تطلعاتنا لكن ضمن العقلية الإسرائيلية السائدة والانحياز الأمريكي لن تتحقق هذه التسوية، فالرئيس الأمريكي منذ توليه الحكم دخل في تحد بأنه سيأتي بشيء جديد على المسار الفلسطيني الإسرائيلي لم يستطع الرؤساء الأمريكيون السابقون فعله، لكن هل سيأخذ الرئيس الأمريكي في خطته بعين الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن "هناك حديثًا عن اشتباك سياسي حول أي تسوية سياسية وكلها اجتهادات ولكن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا بالحدود الدنيا من تطلعاتهم فنحن لا نملك المساس بالخطوط الحمراء التي رسمت لذلك، فلا نملك أن يكون لنا وطن يبقى تحت الاحتلال، لذلك أعتقد أنه بمجرد أن نقدم على هذه الخطوة في ظل الأوضاع السائدة مغامرة بمستقبلنا الوطني الفلسطيني ولا يمكن أن يتم ذلك".

الخيار الوحيد

وبحسب محللين سياسيين فإن مثل هذه الصفقة هي الخيار الوحيد للفلسطينيين للوصول إلى أقل حقوقهم، حيث قال المحلل السياسي طلال عوكل بهذا الخصوص: "الرئيس الفلسطيني أعلن التزام الفلسطينيين واستعدادهم لمثل تلك التسوية، وهذا ليس فيه جديد فتلك المبادرة أو الصفقة هي الخيار الوحيد للسلطة الفلسطينية التي من خلالها قد يحقق الفلسطينيون حقوقهم من خلال عملية مفاوضات، وليس هناك جديد فيما يتعلق بالتمسك بالثوابت الفلسطينية فقد كررها الرئيس الفلسطيني أكثر من مرة حتى بحضور الرئيس الأمريكي ترامب".

وأضاف: "المشكلة هي بإمكانية عقد صفقة تاريخية سياسية تحقق للفلسطينيين المشروع الوطني أو حقوقهم الوطنية، وما إذا كان الفلسطينيون جاهزين لمثل هذه المبادرة، فالحقوق لا تستجدى وإنما تحتاج إلى توازن في القوى فعدالة القضية الفلسطينية لوحدها لا تكفي، وإسرائيل ليست معنية بسلام حقيقي، فنحن كما نرى إسرائيل من خلال تصرفاتها على الواقع لا تتوافق وصفقة سلام تاريخية كالتي دعا لها الرئيس عباس".

من جانبه، رأى المحلل السياسي عبدالمجيد سويلم، في مبادرة الرئيس الفلسطيني، أنها تأتي في السياق الطبيعي.

ويقول سويلم: "إذا كانت هذه الإمكانية متوفرة فليس هناك مشكلة خاصة إذا كانت على قاعدة حل الدولتين فهذا لا يتناقض مع البرنامج الوطني أو مع التوجهات الفلسطينية على مدى أكثر من 30 عامًا، لذلك ما صرح به الرئيس يأتي في السياق الطبيعي، فنحن نطالب بحل الدولتين وأن يكون لفلسطين دولة على كامل أراضي العام 67 بما فيها القدس الشرقية وعلى قاعدة قرار 194 بالنسبة لعودة اللاجئين، فهذه هي الشرعية الدولية وهذه هي الصفقة التي يمكن أن تكون بمصلحة الشعب الفلسطيني".

ويضيف: "إسرائيل لا تريد حلا من أي نوع كان وهذا لا يعني أن نراهن على الموقف الإسرائيلي، نحن في نهاية المطاف نقول إننا مستعدون لهذه الصفقة إذا كانت الولايات المتحدة جادة بهذه المسألة، لهذا يجب أن نرمي الكرة في الملعب الإسرائيلي ويجب أن يكون الرد آتيًا من الطرف الإسرائيلي، فإذا التزمت إسرائيل كان به، أما إذا لم تلتزم فنحن لن نخسر شيئًا فإسرائيل هي الخاسر من خلال تصادمها مع الإرادة الأمريكية إن توفرت هذه الإرادة لمثل هذا الحل".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن استعداده لعقد صفقة سلام تاريخية مع إسرائيل وفق حل الدولتين، داعيًا قادة الدول الأفريقية إلى ربط أي تقدم في علاقة القارة بإسرائيل بمدى التزامها بإنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، وقال: "نحن في انتظار أن تستجيب إسرائيل لمبادرة الرئيس ترامب من أجل عقد صفقة سلام تاريخية، وفق حل الدولتين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com