"غير محسوب على طرف ويتقبله الجميع".. تقرير: هكذا نجح العبادي في قيادة العراق
"غير محسوب على طرف ويتقبله الجميع".. تقرير: هكذا نجح العبادي في قيادة العراق"غير محسوب على طرف ويتقبله الجميع".. تقرير: هكذا نجح العبادي في قيادة العراق

"غير محسوب على طرف ويتقبله الجميع".. تقرير: هكذا نجح العبادي في قيادة العراق

أشادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، معتبرة أن نجاحه كقائد "لم يكن متوقعًا" في السابق، لدى تسلمه السلطة بالتزامن مع فوضى مواجهة داعش.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن الزعيم الذي يعلن انتهاء الخلافة اليوم هو شخص لم يتوقعه البعض: العبادي البالغ من العمر 65 عامًا والذي كان مهندس كهرباء في السابق، رجل يُنظر له على أنه غير مفضّل عند أحد لكن يتقبله الجميع، وتمكن من تحويل الشعور بالفتور تجاهه إلى قوة محددة.

وبحسب الصحيفة، فإن العبادي،الذي قارب على الثلاثة أعوام في منصبه، ضيق الفجوات بين السياسيين العراقيين المتحاربين من الشيعة والسنة، ووازن بين مصالح المتنافسين الجيوسياسيين، وقاد عملية إصلاح قوات الأمن العراقية التي هربت من مقاتلي تنظيم داعش.

قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "لقد جمع العبادي بشكل رائع بين القيادة والتوازن، إن التزم بالقيادة فحسب، عندها سيكون هناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالإهمال والإبعاد، وإن كان متوازنًا للغاية لن يكون هناك أي تقدم".

ومع ذلك تشير الصحيفة، إلى أن  الغضب الطائفي لا يزال مشتعلًا، وأن اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية دمرا بعد أعوام من القتال.

تحسين حياة الناس

وقال مسؤول أمريكي في واشنطن للصحيفة، "إن حيدر العبادي ناجح، لكن يجب أن تظهر الحكومة أنها تستطيع العمل على تحسين حياة الناس، وربما تعد إمكانية ذلك محدودة جدًا، وإذا لم يفعل العبادي ذلك فإن كل النوايا الحسنة التي زرعها والدعم الذي حصده سيتضاءل".

ورأت الصحيفة أن تورط إيران الشديد في العراق، عرّض العبادي لاتهامات بأنه يحول بلاده إلى بيدق إيراني.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية في الغالب يتجنبون الحديث عن القضية الشائكة المتمثلة في تورط إيران في حرب العراق ضد تنظيم داعش، قائلين إن بغداد هي في النهاية مسؤولة عن الميليشيات الشيعية القوية.

وأشارت "وول ستريت جورنال" ، إلى أن  العبادي طرد جنرالات من عهد المالكي وطالب كبار الضباط بتجنب الطائفية، وقد أدت تلك الخطوات إلى زيادة الولايات المتحدة لمساعداتها بما في ذلك الأسلحة المتقدمة والدعم الجوي.

وتابعت "وول ستريت جورنال" أن العبادي سعى إلى إبقاء الجميع في الصف نفسه ، من خلال الإشادة بفوائد وجود عراقٍ موحدٍ، وعمل على ضم عناصر كردية وسنية  في حكومته والتواصل مع القادة السنة للحوار.

وأردفت الصحيفة، أن العبادي تواصل مع الدول العربية السنية في المنطقة مع الحفاظ على علاقاته مع إيران، ففي العام 2015، أعادت الحكومة السعودية فتح سفارتها في بغداد التي أغلقتها قبل عقود من الزمن.

ونقلت الصحيفة، عن  أحمد المصري رئيس الكتلة السياسية السنية في البرلمان الفيدرالي، القول: "هذه الحكومة التي يقودها العبادي لم تحقق المستويات المرجوة من الطموحات، ولكن إذا قارنتها مع الحكومة السابقة ستجد فرقًا كبيرًا، أصبح هناك الآن إصلاحات وتقدم، بينما سقطت عدة محافظات خلال الحكومة السابقة بأيدي الإرهابيين".

كما نقلت الصحيفة عن  رناد منصور، وهو زميل في مركز شاثام هاوس (المعهد الملكي للدراسات الدولية والاستراتيجية بلندن)، القول  إن القادة السنة أدركوا أن وجود زعيم شيعي مرن قد يكون أقل الخيارات المتاحة أمامهم سوءًا، خاصة إذا كانوا يأملون في ممارسة بعض السلطة كمجموعة أقلية في عراق ديمقراطي.

لم يتجاهل الأغلبية الشيعية

ووفقا للصحيفة، لم يتجاهل العبادي الأغلبية الشيعية في البلاد أيضاً،  فبحلول العام 2015، أعرب آية الله السيستاني وهو أحد أكثر الشخصيات شهرة في البلاد عن تأييده القوي للعبادي وعمل على ضمان بقاء الميليشيات بموجب القانون تحت سيطرة الحكومة العراقية، وقد أشاد العبادي بدوره بالسيستاني وقال إن دعوته لتشكيل الميليشيات كانت خطوة حاسمة لإنقاذ البلاد من سيطرة داعش.

ورأت "وول ستريت جورنال"، أنه رغم هذا التقدم الذي حققه العبادي، لا تزال بذور صراعات جديدة توشك على الظهور، فالجنود العراقيون متهمون بالضرب والإعدام دون محاكمة للرجال والصبيان غير المسلحين الذين يهربون من القتال في قلب الموصل.

وقالت الصحيفة، إن واحدة من أكبر التحديات للعبادي، هي الضغط من الأقليات العراقية المختلفة للمزيد من الحكم الذاتي، حيث يسعى الأكراد في الشمال بالاستقلال منذ سنين طويلة.

انقلاب إيراني 

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى  الانتخابات الاتحادية في أبريل/ نيسان المقبل، حيث يواجه العبادي منافسين على منصبه.

ورأت الصحيفة أن العبادي استطاع المحافظة على علاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة، واتضح ذلك من خلال إشادة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون به  علنًا،  في مارس/ آذار.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إنه مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فهناك خطر من أن إيران سوف تدعم منافسًا لمنصب رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن نوري المالكي حافظ على حضور دائم في المجال السياسي.

وتابعت الصحيفة، أن العبادي سوف يواجه أكبر اختباراته حين يصبح العراق وحلفاؤه الأجانب دون عدو مشترك، مضيفة أنه حين أعلن انتهاء "الخلافة" يوم الخميس، بقي العبادي مركزًا على هزيمة داعش،  حيث قال: "سوف نستمر في قتال داعش حتى موت آخر واحد منهم أو جلبه للعدالة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com