جدل التطبيع بين الجزائر وإسرائيل يعود إلى الواجهة من مالطا
جدل التطبيع بين الجزائر وإسرائيل يعود إلى الواجهة من مالطاجدل التطبيع بين الجزائر وإسرائيل يعود إلى الواجهة من مالطا

جدل التطبيع بين الجزائر وإسرائيل يعود إلى الواجهة من مالطا

فجّرت مشاركة السباح الجزائري عبد الله عرجون بمعية رياضيّ إسرائيلي في الدورة الـ23 لكأس "كومن" الجارية في العاصمة المالطية، جدلاً حول مساعي التطبيع الذي ترفضه الجزائر مع إسرائيل بسبب احتلالها لأراضيّ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

ونددت حركة مجتمع السلم أكبر الأحزاب الإسلامية المعارضة، بالمشاركة الرياضية الجزائرية في حدث دولي إلى جانب إسرائيل، ووصفت الخطوة بأنها "تصرف مقيت تعتبره تراجعًا عن  التوجه الجزائري وسياساتها الراسخة تجاه القضية الفلسطينية وخيانة للالتزامات الوطنية التي ورثناها عن الشهداء والمجاهدين والقادة السياسيين الوطنيين الكبار".

وقال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم في بيان صدر اليوم، إن الحزب "إذ يُحمّل الرياضي المعني مسؤولية هذا التصرف، فهو يحمل كذلك طاقمه الفني وقبلهما وزارة الشباب والرياضة والحكومة وكل المسؤولين من أصحاب القرار في الدولة الجزائرية مسؤولية هذا التصرف المرفوض".

وأضاف المعارض الجزائري، أن "أمانة الحكام واستقرار الحكم يتمثلان في التناغم مع الشعوب والوفاء للمبادئ وليس في التطبيع مع الكيان الصهيوني وإرضاء حلفائه"، داعيًا من وصفهم بالقوى الحية في المجتمع والدولة ذات التوجهات الأصيلة، التي تمثل الأغلبية في البلد إلى "اليقظة والتعبير عن رفض التطبيع ومقاومته في مهده".

ورأى الحزب الإسلامي، الذي يحوز 34 نائبًا في البرلمان الجزائري، أن هذه المشاركة الرياضية بحدث دولي مع إسرائيل، قد تكون مقدمة للتطبيع مع تل أبيب، وحذّر من "أن يلتف حولها المندسون والعملاء والطامعون والانتهازيون فتدخل الجزائر في متاهات تضرها في مبادئها ومصالحها واستقرارها".

صحفيون جزائريون في تل أبيب

ويأتي ذلك في وقت، أعاد فيه الصحفي الجزائري المخضرم عبد العزيز بوباكير إلى الواجهة مسألة الزيارة المسكوت عنها إلى إسرائيل، والتي قام بها صحافيون ومثقفون جزائريون بشكل سري وغامض في 26 حزيران/يوليو العام 2000.

وقال بوباكير، وهو كاتب مذكرات الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد، إن الزيارة "اللغز" قد جرى ترتيبها في الجزائر "من قبل الأقلية اليهودية المقيمة في البلاد، وبالتنسيق مع بيرنار هنري ليفي وآندري غلوقسمان، ومباركة أطراف نافذة في السلطة، كبالون اختبار لمدى قابلية الرأي العام الوطني لفكرة التطبيع مع إسرائيل".

وشدد الكاتب، على أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دخل على الخط ووصف الزيارة الأولى لصحافيين ومثقفين جزائريين إلى إسرائيل بالعمل الإرهابي الموصوف، قبل أن يتدخل وقتها لمنع أعضاء الوفد الإعلامي من الاعتقال الذي كان ينتظرهم فور عودتهم إلى مطار هواري بومدين الدولي في العاصمة الجزائرية.

وكشف المتحدث، عن دور الكاردينال الجنرال العربي بلخير مدير ديوان الرئاسة الجزائرية، في "مساعي إقامة علاقات قوية مع إسرائيل، وكاد ينجح لولا الرفض القاطع للرئيس الشاذلي بن جديد، فالمحاولة الأولى تمّت عن طريق المستشرق ومترجم القرآن إلى الفرنسية أندري شوراكي".

وتابع بوباكير، أن المحاولة الثانية جرت عن طريق وساطة مالطية، والأخيرة بواسطة الطبيب البلجيكي المعالج للشاذلي (بيروتشي) وقد رفض الشاذلي بن جديد كلَّ هذه المحاولات، انطلاقا من أن أي تطبيع للعلاقة مع إسرائيل يجب أن يكون باعتراف تل أبيب بحقوق الشعب الفلسطيني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com