العراق.. أتباع المرجع "الصرخي" يعودون إلى الواجهة وتحذيرات من صدام محتمل
العراق.. أتباع المرجع "الصرخي" يعودون إلى الواجهة وتحذيرات من صدام محتملالعراق.. أتباع المرجع "الصرخي" يعودون إلى الواجهة وتحذيرات من صدام محتمل

العراق.. أتباع المرجع "الصرخي" يعودون إلى الواجهة وتحذيرات من صدام محتمل

برز مجددًا إلى الواجهة في العراق المرجع الشيعي محمود الصرخي، المعروف بمواقفه السياسية المثيرة للجدل، ومعارضته لسياسات الحكومات العراقية المتعاقبة، وتدخل إيران في شؤون البلاد.

وشهدت محافظة النجف تظاهر العشرات من المواطنين أخيرًا على خلفية تردي التيار الكهربائي، وحصلت اشتباكات مسلحة بين أفراد من الشرطة وعدد من المتظاهرين، راح ضحيتها قتيل على الأقل.

واتهم محافظ النجف لؤي الياسري، أتباع المرجع الشيعي محمود الصرخي بالتسبب في التوترات الأمنية المستمرة منذ أيام.

وقال الياسري في بيان إن بعض المتظاهرين قام بإطلاق العيارات النارية ورمي الحجارة بكثافة على الأجهزه الأمنية، وهذا الموقف مخطط  له من أتباع الصرخي واليماني، وتم القاء القبض على بعضهم والتحقيقات جارية في هذا الموضوع"؛ ما يعيد إلى الأذهان أحداث عام 2014 عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بين اتباع الصرخي المنضوين في "جيش الحسين" بعد رفض الصرخي لفتوى المرجع علي السيستاني التي تشكل الحشد الشعبي بمقتضاها.

من جهته، ذكر مصدر مطلع في محافظة النجف، أن الحكومة المحلية التي يتزعمها عضو حزب الدعوة لؤي الياسري، تتخوف من ثورة داخلية قد يحدثها أنصار الصرخي في مثل هذه الظروف، مستغلين تردي الخدمات وخصوصا الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز"، أن "الياسري وخلال اليومين الماضيين قام بزيارات مكوكية لبعض شيوخ العشائر في النجف والشخصيات البارزة، لاحتواء الموقف وحثهم على منع أبنائهم من المشاركة في الاحتجاجات، فضلًا عن قيامه باتصالات مكثفة مع وزارة الكهرباء لتوفير الطاقة ولو لفترة محدودة فقط".

وتشير تقارير إعلامية إلى أن أتباع وأنصار الصرخي يتركزون في محافظات الديوانية والنجف وكربلاء والناصرية والبصرة، ويصل عددهم إلى نحو 30 ألف شخص بينهم عناصر "جيش الحسين".

الموقف من المرجعية الشيعية والحشد

ويتخذ الصرخي الذي يعد أحد مقلدي محمد الصدر، موقفًا رافضًا لوجود ميليشيا الحشد الشعبي، إذ دارت اشتباكات بين اتباع الصرخي والقوات العراقية في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، على خلفية إعلان الصرخي في محاضراته رفضه لتشكيل الميليشيات المسلحة التي تتبع لإيران.

واستمر القتال لأيام في محافظة كربلاء، استخدمت القوات العراقية خلالها أسلحة ثقيلة وطائرات مروحية واستقدام قوات إضافية من العاصمة بغداد، وراح ضحية تلك المواجهات عدد من عناصر قوى الأمن العراقي، ونحو 30 عنصرًا من "جيش الحسين".

كما وجه الصرخي، انتقادات حادة للمرجع الشيعي علي السيستاني، ويرى فيه أحد أوجه التمدد الإيراني في البلاد، كما رفض صدور فتوى من السيستاني، بشأن دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق، إذ قال في إحدى محاضراته: "إن من سخف القول أن من يدعي المرجعية، يشرعن ويمضي دستورًا وضعه بول بريمر الذي عينته أمريكا حاكمًا مدنيًا للعراق عام 2003، كما هاجم أنصار الصرخي القنصلية الإيرانية في البصرة عام 2006.

كما يرفض الصرخي سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة، ويتهمها بالعمالة لإيران خاصة حكومة رئيس الوزارء السابق نوري المالكي، وهو يتخذ منهجًا عروبيًا ويدعو إلى البعد عن إيران، وشكل خلال الفترات الماضية مأزقًا لحكومة بغداد، إذ أيد عام 2012 المظاهرات الحاشدة التي خرجت بها المحافظات السنية للمطالبة بالحقوق وإنهاء الإقصاء والتهميش الحاصل، وهو ما تسبب له بالكثير من التحديات في المجتمع الشيعي عامة.

من جهته، يرى المحلل السياسي مهدي جاسم أن أحداث النجف ولصقها بأتباع المرجع الصرخي تعكس  حجم الخلافات العميقة بين الأحزاب الإسلامية على النفوذ في المحافظة التي تتمتع بثقل ديني كبير، وهذا كان واضحًا جدًا في التصريحات الرسمية من قبل  مسؤولي المحافظة في إشارة واضحة إلى أن هناك من يريد أن يزعزع أمن المحافظة".

وأضاف جاسم في حديثه لـ" إرم نيوز"، "أننا كثيرًا ما نتكلم عن مرحلة ما بعد داعش، وهي لن تكون محصورة في المناطق التي ضربها الإرهاب، وإنما زحْفُ الخلافات والتصادمات سيطال مناطق نفوذ الأحزاب في المحافظات الجنوبية، وهي بالفعل مرشحة للصدام المسلح".

وتمثل جماعة الصرخي مزيجًا من مجموعة معتقدات شيعية إيرانية وعراقية، لكن الصرخي يرفض الوصاية سواء من النجف أو قم على باقي الجماعات الدينية الشيعية.

كما أعلن الصرخي عن تأييده للتحالف الإسلامي بقيادة السعودية، وأشار إلى أهمية أن يكون "التحالف قويّا رصينًا متحمّلا المسؤولية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من الظلم والحيف، والقتل، والإرهابيين".

وتمكن الصرخي خلال السنوات الأخيرة من التقاط أنفاسه، وتنظيم صفوف أتباعه وتوجيههم وفق مقتضيات فكره، حيث واظب في السنوات الأخيرة على إقامة المحاضرات والدروس الدينية، وإصدار الفتاوى، يسانده في ذلك جيش إلكتروني كبير، من أتباعه على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، إذ يقومون بحملات كبيرة تتصدر الترند على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، للرد على الخصوم أو توضيح موقف معين من الصرخي نفسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com