رغم المساعي الحثيثة.. طريق طويل أمام إطباق "الكماشة" الإيرانية على الحدود العراقية السورية
رغم المساعي الحثيثة.. طريق طويل أمام إطباق "الكماشة" الإيرانية على الحدود العراقية السوريةرغم المساعي الحثيثة.. طريق طويل أمام إطباق "الكماشة" الإيرانية على الحدود العراقية السورية

رغم المساعي الحثيثة.. طريق طويل أمام إطباق "الكماشة" الإيرانية على الحدود العراقية السورية

تعمل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران جاهدة، لإيجاد خطوط تواصل برية دائمة بين عناصرها في العراق وسوريا، في ظل عقبات كبيرة تفرضها المعطيات الميدانية على طرفي الحدود الملتهبة.

ووفقا لصحيفة نيوز ديبلي على مدى الأسبوعين الماضيين "أحرز وكلاء إيرانيون في كل من سوريا والعراق تقدما ملحوظاً نحو جانبيهما من الحدود ما يشير إلى عزمهم توحيد صفوفهم لمحاربة داعش في سوريا وهي خطوة يمكن أن تعطي الأسد نفوذاً غير مسبوق في هجوم قادم على مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة المسلحين".

وازداد احتمال تحالف القوات يوم الاثنين بعد وصول قوات الحشد الشعبي وهي ميليشيات شيعية تدعمها إيران تعمل مع الجيش العراقي لمحاربة داعش إلى الحدود السورية.

ولكن على الرغم من المكاسب الأخيرة إلا أنه قد تمر أسابيع أو ربما أشهر قبل أن تتمكن القوات المدعومة من إيران والتي تخضع لسلطة حكومتي دمشق وبغداد من التعاون الفعلي عبر الحدود.

سباق نحو الحدود

بعد التقدم يوم الاثنين في العراق قال متحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن القوات مستعدة للدخول إلى سوريا لمحاربة المسلحين إلا أنه اضاف أنهم سيحتاجون إلى إذن من الحكومتين العراقية والسورية قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك.

من جانبه قال نائب قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في حديث إلى قناة العهد العراقية إن التعاون عبر الحدود هو "حق طبيعي للقوات العسكرية العراقية بما في ذلك قوات الدفاع الشعبي ... للدفاع عن أمن العراق ... من مصادر الإرهاب خارج الحدود".

وعلى الجانب الآخر من الجبهة بدأ الوكلاء الإيرانيون في سوريا التقدم باتجاه الحدود العراقية على جبهتين منذ حوالي أسبوعين، حيث بدأت الجماعات شبه العسكرية المدعومة من طهران الاحتشاد حول معسكر تدريب أمريكي  للمعارضة المناهضة لتنظيم داعش في بلدة "التنف" بجنوب سوريا، بالقرب من الحدود العراقية في منتصف مايو، وهي خطوة جعلت حلفاء الأسد في مواجهة مع القوات المدعومة من الولايات المتحدة.

كما يُزعم أن هناك مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مقاتلين من لواء الإمام علي العراقي يستعدون للهجوم على التنف.

وقال فيليب سميث الباحث في جامعة ميريلاند الذي يركز على النزعة العسكرية الشيعية في الشرق الأوسط إن ميليشيات عراقية أخرى تدعمها إيران مثل حركة العبد وكتائب سيد الشهداء تعمل أيضًا في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك ذُكر أن مئات المقاتلين من حزب الله اللبناني تم إرسالهم للقتال ضد المعارضين المدعومين من قبل القوات الأمريكية في التنف وذلك وفقاً لما ذكرته تقارير وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وعلى الجبهة الثانية تتحرك القوات السورية والقوات التابعة لها في اتجاه شمال شرق مدينة تدمر القديمة نحو مفترق الطرق في السخنة التي تسيطر عليها داعش والتي تقع على بعد أكثر من 124 كيلومتراً غرب العاصمة الجديدة للمسلحين دير الزور.

كما أنها تتحرك في اتجاه جنوب شرق تدمر نحو الحدود العراقية إلى المناطق التي تحتلها داعش حالياً.

وقال فابريس بالونش الأستاذ الزائر في معهد واشنطن: "من الضروري أن نفهم أن هذه الحدود مهمة جداً للنظام السوري وحلفائه"، موضحاً أن السيطرة على الحدود ستعطي الأسد دفعة ضد داعش من خلال عزل المجموعة إلى منطقتين منفصلتين عبر الحدود وقطع خطوط إمداداتها من العراق.

كما أن تدفق القوات شبه العسكرية المدعومة من إيران إلى سوريا من العراق من شأنه أيضاً أن يعزز القوة القتالية للحكومة السورية في الوقت الذي تتحرك فيه نحو المعقل الشرقي لداعش ما يعطي نظام الأسد نفوذاً غير مسبوق في الحرب ضد الجماعة المسلحة.

 طريق  طويل  

على الرغم من أن المكاسب الأخيرة التي حققتها القوات شبه العسكرية السورية والعراقية بالقرب من الحدود لم تسمح حتى الآن للقوات المدعومة من إيران في سوريا والعراق بالانضمام إلى صفوفها وقال بالونش: "نحن لا نزال في بداية عملية بدأت قبل شهر واحد فقط".

ولا يمكن للقوات الموالية للحكومة وقوات الحشد الشعبي التواصل بالمراكز الحدودية التي استولت عليها المجموعة العراقية شبه العسكرية في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ إن هذه المناطق تقع بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.

ولن تسمح القوات الديمقراطية السورية وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب، يسيطرون على المنطقة، ويحظون بدعم أمريكي، للقوات الموالية للحكومة بدخول أراضيها، ولن تمهد الطريق أمام القوات شبه العسكرية العراقية لاستخدام مدينة الحسكة كبوابة لبقية المناطق بالبلد.

وقال طلال سلو قائد قوات الدفاع الذاتي يوم الأربعاء إن قواته "ستقاتل مسلحي الشيعة العراقيين إذا حاولوا دخول الأراضي التي يسيطرون عليها في سوريا".

وعلى جبهة التنف أدى وجود المقاتلين المدعومين من قبل الولايات المتحدة والمعروفين باسم جيش مغاور الثورة فضلا عن القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية الذين يعدون جماعات المعارضة للمعارك القادمة ضد داعش إلى تعقيد المحاولات للوصول إلى الحدود.

وشنت الطائرات الحربية الأمريكية سلسلة من الهجمات على قافلة من الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران، بما فيها كتائب الإمام علي التي اقتربت من القاعدة يوم الـ 18 من مايو؛ ما اضطر الميليشيات المؤيدة للحكومة إلى التراجع شمالا باتجاه نقطة تفتيش زازا وسابع بيار، وهي بلدة صغيرة بالقرب من طريق دمشق-بغداد السريع.

كما أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية منشورات في منطقة التنف، وتعهدت فيها بالرد على أي تقدم حكومي مستقبلي ضد قواتها.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان قالت المنشورات: "إن أي تحركات باتجاه التنف تعتبر عدائية وسوف ندافع عن قواتنا..".

كما قال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس إن الولايات المتحدة تعزز أيضاً قوتها القتالية في جنوب سوريا، لصد تهديد حلفاء الأسد المدعومين من إيران.

في الواقع لقد أنشأت الولايات المتحدة منطقة عازلة بين الحدود العراقية والسورية، في خطوة يدعي البعض أنها جزء من جهود واشنطن لإقامة منطقة نفوذ في جنوب سوريا.

ولا يترك هذا للقوات الموالية للحكومة سوى الطريق الجنوبي الشرقي من تدمر باتجاه المناطق الحدودية على بعد حوالي 100 كم شمال شرق تنف، لتلتقي بقوات الدفاع الذاتي التي تعبر الحدود باتجاه مناطق في محافظة الأنبار الغربية بالعراق.

ولكن هذه الخطوة ستتطلب وقتًا وجهدًا خاصة لأن تنظيم داعش لا تزال لديه قوات منتشرة عبر الأراضي الصحراوية الشاسعة، التي تفصل القوات الموالية للحكومة والحدود العراقية.

وقال أيمن التميمي وهو باحث في منتدى الشرق الأوسط للأبحاث بالولايات المتحدة: "لا تزال خطة التواصل عبر الحدود غير مكتملة، إذ إن الارتباط الحقيقي يتطلب انتصارات أكبر بكثير للنظام وحلفائه في تحركهم شرقاً لتغطية المساحة المطلوبة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com