نُذر مواجهة قريبة بين أمريكا وإيران في سوريا
نُذر مواجهة قريبة بين أمريكا وإيران في سوريانُذر مواجهة قريبة بين أمريكا وإيران في سوريا

نُذر مواجهة قريبة بين أمريكا وإيران في سوريا

تقترب الولايات المتحدة وإيران من المواجهة في سوريا، إذ أن المنافسة بين البلدين باتت في أوجها في شرق وجنوب سوريا، رغم محافظتهما على السلاح البارد الذي استمر ست سنوات من الأزمة السورية.

وكانت الهدنة الصامتة بين الولايات المتحدة وإيران قد انهارت فعليًا في الـ 18 من  مايو/أيار، عندما نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غاراته الأولى، على مجموعة ميليشيات إيرانية، قرب قاعدة التنف القريبة من الحدود السورية مع العراق والأردن.

وتستضيف القاعدة المستشارين الأمريكيين وقوات محلية تدرّبها واشنطن على معركتها لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها داعش.

وقال خبراء أمريكيون إن "الضربة التي نفذها التحالف الدولي ضد ميليشيات إيرانية تدعم نظام بشار الأسد، هي نذير لفترة أكثر من المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، كما يبدو أن جداول أعمالهم في الصراع بسوريا ستستمر حتى بعد داعش".

الكفاح من أجل الجغرافيا السياسية والأراضي

وفى مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، يوم الأربعاء، حدّد الجنرال جيفرى هاريجيان ضربة الـ  18 من مايو/أيار كخطوة لحماية القوات السورية الموالية للولايات المتحدة، وقال: "إن أول ما سأقوله هو إنني قلق بشأن أي تهديد لقواتنا على الأرض".

وأضاف: "إنني فقط أكرر التأكيد على أننا سنحمي قواتنا.. وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان أن قواتنا البرية، إذا ما هددت، سنقوم باتخاذ الإجراءات الضرورية".

وفي سياق متصل، يرى الباحث في مركز الدراسات الأمنية الأمريكي، نيكولاس هيراس، أن الديناميات التشغيلية على الأرض في سوريا تبرز طهران وواشنطن أقرب إلى المواجهة.

وقال هيراس في تصريح لصحيفة "عرب نيوز"، إن "الحرس الثوري الإيراني يدير السياسة الخارجية الإيرانية تجاه سوريا، وإن الحرس يدرك تمامًا أن بناء الوجود العسكري الأمريكي في جنوب وشرق سوريا سيأخذ مساحة كبيرة بعيدًا عن وصول الأسد".

من جانبه، قال فيصل عيتاني، وهو كبير الباحثين في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، حيث تركز اهتماماته البحثية على الصراع السوري وتأثيراته الإقليمية، إن الضربة الأمريكية "مجرد تحرك من جانب واشنطن لتطبيق المبادئ الأساسية التي ستحمي قواتها وحلفاءها المحليين، بما في ذلك المناطق التي توجد فيها عمليات هجومية مستمرة".

وفي مخطط أكبر، أوضح هيراس أن "إدارة ترامب تبحث بنشاط عن خيارات للاستفادة من حملة داعش، والأراضي التي غزتها القوات المدعومة من الولايات المتحدة، لمنع إيران من تحقيق أهدافها في سوريا".

وأضاف هيراس أن "الولايات المتحدة تريد بناء الحد الأقصى نفوذًا على بشار الأسد وحليفيه إيران وروسيا، وأفضل طريقة للقيام بذلك الآن هي الاستيلاء على الأراضي في شرق سوريا وحكمها".

التصعيد

ويوضح فيصل عيتاني، أن الولايات المتحدة وإيران "خصوم في المنافسة الجيوسياسية القائمة، لكن مع وجود قيود في سوريا"، وفي هذا التطور الأخير قال عيتاني: "إن الولايات المتحدة لديها مهمة معادية لداعش، ومحاربتها بشكل مناسب تعني اتخاذ خطوات تنتهك المصالح الإقليمية والسياسية الإيرانية في سوريا".

فيما أشار هيراس إلى أن  تصادمًا آخر يكمن في خوف إيران "من أن تدعم الولايات المتحدة مهمة تثبيت كبيرة للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في شرق سوريا"، مضيفًا أن "إيران ترى أن الحملة الأمريكية ضد داعش هي أداة لدول الخليج العربي للدخول إلى سوريا مع الولايات المتحدة".

واتفق كل من هيراس وعيتاني على أن إيران ستواصل محاولة اختبار حدود الولايات المتحدة ومنطقة نفوذها المتنامية في شرق سوريا.

وقال هيراس: "إن التصعيد قد حان، ومن المحتمل أن تفوز الولايات المتحدة بهذا اللقاء"، فيما حذّر عيتاني من أنه على الرغم من تفوق واشنطن العسكري "يمكن أن تعقد إيران الأمور بشكل كبير في سوريا وغيرها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com