لعنة "تفتيت الأصوات" تطارد حمدين صباحي
لعنة "تفتيت الأصوات" تطارد حمدين صباحيلعنة "تفتيت الأصوات" تطارد حمدين صباحي

لعنة "تفتيت الأصوات" تطارد حمدين صباحي

يبدو أن سيناريو الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية 2012 يتكرر مع أبرز مرشحي هذه الانتخابات في نسختها الحالية بعد إطاحة مرسي، وهو زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي . في 2012 فشل صباحي في الوصول لجولة الإعادة بسبب لعنة تفتيت الأصوات التي أصابته نتيجة عدم نجاحه في التنسيق مع مرشح آخر هو عبد المنعم أبو الفتوح حيث تنافس الاثنان علي نفس الكتلة التصويتية المتمثلة بشباب الثورة الرافض للنظام القديم وجماعة الإخوان معا والنتيجة كانت تفتت الأصوات بين الاثنين ووصول محمد مرسي وأحمد شفيق لجولة الإعادة.



الآن يطل هذا السيناريو برأسه مجددا بعد فشل أكثر من محاولة قامت بها القوى المدنية أخيرا ليكون حمدين مرشحها الوحيد منعا لتفتت الأصوات بينه وبين الآخرين.ولم تفلح الصور التذكارية التي التقطت للسياسي البارز مع مرشح آخر هو خالد علي وهما يضحكان في تبديد حالة الإحباط التي سادت القوى السياسية بسبب تكرار سيناريو تعثر الاتفاق علي مرشح مدني واحد يكون هو "مرشح الثورة" الذي يحظى بدعم معظم القوى والائتلافات الثورية والمدنية.

المخاوف التي انتابت مؤيدي صباحي من تفتت الأصوات تبدو منطقية للغاية، فكل من زعيم التيار الشعبي وخالد علي – الناشط اليساري المعروف بمواقفه الداعمة للعمال والفلاحين – يتنافسان علي لقب "مرشح الثورة" ويغازلان قطاعا واسعا من الشباب الذي شارك في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو ويشعر بالإحباط من تزايد ما يصفه بـ "عودة الدولة الأمنية ورموز مبارك". أيضا يراهن كل من صباحي و"علي" على أصوات فئات غاضبة من العمال تشعر أن الدولة خدعتها في تطبيق الحد الأدنى للأجور، فاضطر هؤلاء إلى الدخول في سلسلة قوية من الإضرابات والاعتصامات للحصول على مستحقاتهم المتأخرة على نحو ما حدث مؤخرا مع عمال الغزل والنسيج ثم عمال هيئة النقل العام حاليا.

وبالطبع تؤدي كل هذه العوامل إلى تفتت الأصوات بين الاثنين لاسيما أن برنامجهما الانتخابي لا يتشابه فقط على المستوى الداخلي من حيث التركيز على العدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء، وإنما يمتد هذا التشابه إلي السياسات الخارجية من حيث الإيمان المطلق بقضية استقلال القرار الوطني والحساسية الشديدة من تدخل القوى العالمية – لاسيما أوربا والولايات المتحدة – في الشؤون الداخلية للبلاد.

يُذكر أن حمدين كان قد اقترب في انتخابات 2012 من خمسة ملايين صوت" تحديدا 4,820,273" استطاع حصدها في الجولة الأولى رغم خوضه السباق الرئاسي متأخرا وضعف إمكانات حملته ماديا ليحل في المركز الثاني بعد مرسي وشفيق، بينما حصل أبو الفتوح على ما يربو بقليل عن أربعة ملايين صوت "تحديدا 4,065,239" ليحل مباشرة بعد حمدين. واللافت أن الاثنين لو كانا استجابا لمطالب القوى المدنية آنذاك وتنازل أحدهما للآخر "حفاظا علي مكتسبات ثورة يناير"، لفاز أحدهما بمنصب الرئيس وبفارق هائل حيث يقترب مجموع أصواتهما معا من تسعة ملايين بينما لم يصل مرسي صاحب المركز الأول في الجولة الأولى إلي رقم ستة ملايين صوت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com