لماذا تصر المخابرات البريطانية في "مصراتة" على إفشال المصالحة الليبية؟
لماذا تصر المخابرات البريطانية في "مصراتة" على إفشال المصالحة الليبية؟لماذا تصر المخابرات البريطانية في "مصراتة" على إفشال المصالحة الليبية؟

لماذا تصر المخابرات البريطانية في "مصراتة" على إفشال المصالحة الليبية؟

في تقييمها للقاء الذي جمع الأسبوع الجاري، في أبوظبي، قائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، سجلت شبكة إي بي سي الإخبارية الأمريكية ملاحظتين: الأولى هي أن الجيش الليبي، وللمرة الأولى، رفع يوم الثلاثاء الماضي على صفحته في الفيسبوك صورة الرجلين معاً، حفتر والسراج، وهي إشارة غير مسبوقة تُوسع دائرة التفاؤل بشأن الخطوة، التي وصفتها بأنها "اختراق" في جهود تسوية حرب مشتعلة منذ ست سنوات.

أما الملاحظة الثانية فتتعلق بتوصيف اجتماع الوساطة الذي دام يومين وحظي مسبقا بتأييد واشنطن وموسكو، والأمم المتحدة فضلاً عن دول الجوار الليبي،  بأنه "أحدث حُفرة خفية في الترتيبات المعاكسة التي تتولاها تركيا وقطر" حسب قول الشبكة.

واختارات الشبكة الإخبارية وفق هذه المعطيات عنوانين دبلوماسيين من مجموعة قوى دولية قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنها لن تترك جهود الوساطة في الملف الليبي بأبوظبي تحقق الأهداف.

المخابرات البريطانية

"صحيفة "الغارديان" تحدثت بهذا الخصوص، عن الدور السلبي الذي تلعبه الأجهزة البريطانية في عرقلة جهود إخراج ليبيا من نزيف الدم، وتحدثت عن دور يكاد يكون متفرداً في العرقلة، بالمقارنة مع جدّية الجهود التي تبذلها ايطاليا وفرنسا ومصر والتي دخلت فيها موسكو أخيراً، وكلهم أيدوا جهد الإمارات في تجميع الرموز القيادية الليبية.

واعتبرت الصحيفة أن الدبلوماسية البريطانية، في ظاهرها، تدعم السراج وهي تعرف أنه دون صلاحيات حقيقية على أرض الواقع، وأنه قد لا يصمد طويلاً في دعم وتأييد وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاءات أبوظبي، مضيفة إلى ذلك خشيتها من أن تنجح هذه "المراهنة البريطانية على الطرف الخطأ"، في التأثير على الموقف الأمريكي الذي لم يأخذ شكله النهائي حتى الآن لدى الإدارة الجديدة، عندما تلتقي الوفود السياسية والمخابراتية البريطانية والأمريكية في لندن خلال أيام.

وتوقعت الصحيفة أن تشكل مصراتة (المعروفة بأنها مقر للمخابرات وفرقة القوات الخاصة البريطانية "أس إي أس") مصدراً رئيساً لمواصلة استنزاف وإفشال جهود الوساطة في الملف الليبي.

فموضوع إعادة تصنيف وتسمية ميليشيات المتشددين التي تتمركز في مصراتة معقل الإخوان المسلمين الى جانب تنظيم القاعدة، وهو الموضوع الذي تم الاتفاق عليه في لقاء أبوظبي بين حفتر والسراج، لن تسمح له ميلشيات مصراتة بالوصول الى نهايته المفترضة، حسب تقدير الصحيفة.

ونقلت الغارديان عن ماتيا توالدو، الخبير الإيطالي في الشؤون الدولية ضمن "المجلس الأوروبي"، أن "منظمات الإرهاب والميليشيات الإسلامية كالإخوان المسلمين والقاعدة، في مصراتة وكذلك في بنغازي لن تسمح للسراج بأن يذهب إلى ذاك الحد في الاتفاق مع حفتر".

لندن والإسلام الراديكالي

ونشرت "مجموعة اوكسفورد للأبحاث" الأسبوع الماضي توثيقاً ملفتاً لما سمته "الحرب السرية البريطانية" عرضت فيه تفاصيل الدور المخابراتي البريطاني الذي تلعبه لندن من خلال وجودها في غرب ليبيا، وتحديداً في مصراتة.

واستذكرت الوثيقة تفاصيل كان الباحث مارك كيرتس نشرها العام الماضي في كتابه "التحالف البريطاني مع الإسلام الرديكالي"، متضمناً توظيف جهازي المخابرات البريطانيين أم آي 5، وأم آي 6، للإخوان المسلمين، ولمجاميع من الأفغان العرب في عملية إسقاط حكم معمر القذافي وفي تشكيل ميلشيات مسلحة توظف الآن مختلف أشكال البلطجة والتهريب والتخريب الذي يمتد عبر حزام شمال ووسط أفريقيا.

وأوردت على لسان محمد درات  قائد القوات في مصراتة، وعن محمد الغسري الناطق باسمها، أن تعاونهم مع القوات الخاصة البريطانية "ليس سرا".

وتنقل وثيقة "مجموعة اكسفورد" عن مدير عام جهاز المخابرات البريطاني آم آي 5، اندرو باركر، أنه اضطر للاعتراف بدورهم في مصراتة، وبمرابطة فرقة من القوات الخاصة البريطانية هناك، وذلك في أعقاب تسّرب معلومات عن الموضوع، وانكشاف هذا الدور الغامض الذي تلعبه بريطانيا في مواصلة تأجيج الوضع الليبي وعرقلة أي جهود للوساطة.

وأعطت المجموعة على ذلك أمثلة من "دبلوماسية الاجهاض" التي يتولاها السفير البريطاني في ليبيا بيتر ميلليت والتي يوظف فيها تشدد جماعات في مصراته من أجل ابتزاز  حفتر ودول الجوار الليبي، حسب الوثيقة.

خطوة استباقية

وكالة بلومبيرغ الأمريكية، في تقييمها  للقاء الليبي في  ابوظبي، بالقول إن اللقاء يشكل " روحا جديدة  للمصالحة"  ويفترض أن تتوثق نتائجه في اجتماع قريب بالقاهرة، يراد له  أن يملأ الفراغ الذي كان يمكن أن ينشأ أواخر العام الحالي موعد انتهاء سريان الاتفاق الأم الذي سبق وأن تم إبرامه في الصخيرات  2015، لكنها في تفاؤلها بذلك تركت هامشا للتحسب وللتساؤل عن سر إصرار  بعض العواصم الإقليمية والدولية على تفخيخ  أي  جهد يستهدف  تجديد المشاريع الدولية  بتقسيم ليبيا الى ثلاث دول.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com