إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. وعي الحرية والحياة
إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. وعي الحرية والحياةإضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. وعي الحرية والحياة

إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. وعي الحرية والحياة

قليلة هي الجمل التي نقلت عن الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي سامر العيساوي، صاحب أطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية بعد الأسير محمد سلطان، واستمر اضرابه (227 يوماً) ، بيد أن أبلغها عبارة :"وعي الحرية.. أقوى من وعي الموت".

وعلى خطى العيساوي ومن سبقه من المناضلين، دخل اضراب المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي عن الطعام يومه الحادي عشر، وسط حملة تضامن عالمية مع المعتقلين وتشديد إسرائيلي بمنع زيارتهم.

ويقود الإضراب الذي يشارك به 6500 أسير، مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح والمحكوم بالمؤبد 4 مرات.

ودشن ناشطون، وسماً عالميًا، عبر جميع مواقع التواصل، بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والعبرية، حمل اسم "إضراب الكرامة"، يجري التفاعل معه بشكل واسع.

الأمعاء الخاوية

وسبق إضراب "الحرية والكرامة" إضراب واسع شارك به 1600 سجن هو معركة الأمعاء الخاوية العام 2012، التي امتنع فيها الأسرى الفلسطينيون عن تناول وجبات الطعام وأعادوها إلى إدارة السجون مفضلين الجوع على الخضوع لسياسات وأفعال وصفوها بالتعسفية.

وعلى الرغم من قيام إدارة السجون بعمليات قمع ونقل وعزل الأسرى من أجل إجهاض خطواتهم، إلا أن الأسرى ظلوا مصممين على المضي بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم، وقد استمر الإضراب 28 يوماً، وتوقف بعد الاستجابة لمطالب الأسرى برعاية مصرية، ولكن نقضت إسرائيل الاتفاق بعد ذلك.

أول إضراب

وسجل أول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بسجن نابلس العام 1968، حينما خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون إليها.

وما بين الإضراب الأول والأخير سلسلة من الاضرابات والنضالات كان من أبرزها إضرابا سجن الرملة ومعتقل "كفار يونا" سنة 1969، وهدفا إلى تحسين شروط السجن ورفض مناداة السجان بكلمة "حاضر سيدي"، ونتج عنهما تلبية بعض الطلبات وإلغاء كلمة "سيدي" من قاموس السجون الإسرائيلية.

أبرز الأسرى المضربين

وشهدت سجون مجدو والنقب وعوفر العام 2014 إضرابا مفتوحا عن الطعام لنحو 120 معتقلاً فلسطينياً إدارياً احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة، مطالبين بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري. وانضم إليهم في أوقات لاحقة العشرات من الأسرى الإداريين والموقوفين كخطوة تضامنية لمعركتهم، حتى تجاوز عدد المضربين عن الطعام 220 أسيراً.

ومن بين أسماء الأسرى الذين أضربوا فترات طويلة عن الطعام يبرز" سامر العيساوي ع وعبدالله البرغوثي وخضر عدنان وثائر حلاحلة وأيمن الشراونة وبلال ذياب ومحمود السرسك ومحمد العلان".

غاندي

عُرف الإضراب عن الطعام قديماً، كنوع من الاحتجاج واشعار الآخرين بالذنب، ويستخدم حاليا كوسيلة مقاومة سلمية، إذ يصوم المشاركون به كعمل من أعمال الإحتجاج السياسي.

ويعد "المهاتما غاندي" من أشهر من استخدموا هذه الوسيلة لاشهار احتجاجهم على السياسات البريطانية الاستعمارية في الهند ، وطور غاندي عبر الصيام مبدأ "الساتياغراها"، أي المقاومة غير العنيفة.

وصام غاندي عن الطعام في أوقات سجنه في الأعوام (1922 - 1930 – 1933 - 1942) ، واستمر صيامه في إحدى المرات 90 يوماً، وكرهت بريطانيا أن يموت في سجونها بسبب مكانته، فاطلقت سراحه.

قال غاندي: "عند يأسي، أتذكر أن الحق والحب هما اللذان يربحان دائماً على مدار التاريخ. كان المغتالون والحكام المستبدون يعتقدون أنهم لا يهزمون ولو حتى في فترة من الفترات ، ولكن دائماً في النهاية يخسرون".

نساء مضربات

ولم يكن الإضراب عن الطعام حكراً على الرجال، فقد أضربت نساء عنه احتجاجاً على ظلم فادح وفي سبيل نيل العدالة.

ومن أشهر النساء اللواتي أضربن عن الطعام ماريون دنلوب التي بدأت إضرابا واسعا عن الطعام العام 1909 للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع بالانتخابات البريطانية، وأطلقت السلطات سراحها لأنها لم ترغب بإظهارها بمظهر الشهيدة. حذت حذو دنلوب نساء سجينات أخريات للمطالبة بذات الحق، فعمدت السلطات إلى محاولة إخضاعهن وإطعامهن بالقوة الجبرية ، الأمر الذي عد كنوع من أنواع التعذيب، و توفيت كل من "ماري كلارك وجين هيوارت وكاثرين فراي" وغيرهن، جراء ذلك.

رسالة سبارتكوس

وأرسل سبارتكوس "109 ق.م- 71 ق.م"، قائد أول ثورة للعبيد في التاريخ رسالة إلى روما التي ثار عليها من أجل نيل الحرية ، تبقى حتى الآن مدوية، في وجه آخر "ابرتهايد" في القرن الحادي والعشرين، وفق تسمية تقرير الأمم المتحدة " الاسكوا" الذي أطاح بريما خلف.

وكتب:"قل لهم إننا نحن العبيد قد ضقنا ذرعاً بمجلس شيوخكم العفن وبروما المقيتة التي أغرقتكم بالثروة التي اعتصرتموها من دمائنا وعظامنا. قل لهم أي جماعة فاسدة أنتم؟ وإلى أي فوضى قذرة قد أحلتم الحياة! إن مواطنيكم يعيشون على دماء الضحايا ويمضون أيامهم في ميادين السباق وساحات المصارعة، أنتم تقتلون حبّاً في القتل، ومتعتكم الرقيقة هي رؤية الدماء تتدفق وقد شيّدتم عظمتكم على سرقة العالم بأسره..".

وحين خيّر الجلاد الثائر الاسكتلندي وليام والاس الذي خلده الفيلم الشهير " قلب شجاع" بين تقبيل يده للعفو عنه، فضل الموت، وصاح.. صيحته المدوية: "الحرية".

نعم.. " وعي الحرية أقوى من وعي الموت"..والأسرى الفلسطينيون يعون الحياة أيضاً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com