مبارك يستعيد قليلاً من الإنصاف بعد 3 سنوات من التنحي
مبارك يستعيد قليلاً من الإنصاف بعد 3 سنوات من التنحيمبارك يستعيد قليلاً من الإنصاف بعد 3 سنوات من التنحي

مبارك يستعيد قليلاً من الإنصاف بعد 3 سنوات من التنحي

يمر اليوم 3 سنوات على سقوط نظام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، وإعلان تنحيه الذي كان بمثابة الحدث التاريخي، في الجمعة 11 فبراير/ شباط عام 2011، هذا السقوط الذي كان سريعاً ومدوياً أيضاً، عندما خرج النائب السابق للرئيس الأسبق، الراحل عمر سليمان، يتلو على الشعب المصري بضع كلمات في ثوانٍ معدودة قائلاً: "قرر الرئيس محمد حسني مبارك، التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وتسليم إدارة البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.. والله الموفق والمستعان".

سيقف التاريخ كثيراً أمام هذا اليوم، الذي جاء بعد 30 عاماً من حكم "مبارك"، الذي صنف بأنه أحد أقوى الأنظمة في العالم، ولكن السقوط كان حتمياً، بعد أن رابط الملايين في ميادين وشوارع مصر، 18 يوماً بالتمام والكمال، ليتم الحكم على رئيس أكبر دولة عربية بانتهاء نظامه في حركة شبابية خرجت بدون تنظيم في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وحملت بعض المناشدات الخاصة، بتغيير الفلسفة الأمنية للدولة من عبارة: "الشرطة والشعب في خدمة الوطن" إلى العبارة التاريخية التي قام عليها النظام الأمني في مصر، وهي "الشرطة في خدمة الشعب"، بجانب مناشدات حملها البعض حول عدم توريث الحكم من جانب "مبارك" لنجله الأصغر "جمال"، حيث كان قد تبقى للرئيس الأسبق 7 أشهر فقط على نهاية فترته الرئاسية السادسة، وسط أحاديث مباشرة عن توريث السلطة، في الوقت الذي كانت ترفض فيه الأجهزة السيادية مثل الجيش والمخابرات، هذا الإجراء من قائدهم الأعلى.

الحكم التاريخي على مبارك يتكون منذ أن غادر السلطة وحتى اليوم، وسيظل هذا التكوين في حالة تراكم، مع ظهور الحقائق والخبايا لحسم نقطة في غاية الأهمية، وهي: هل كان "مبارك" جانياً أم مجنياً عليه؟!

"مبارك" استقبل العام الثالث في قفص الاتهام، على الرغم من إخلاء سبيله في قضية قتل المتظاهرين، التي تعيش مرحلة النقض القضائي، على خلفية انتهاء فترة السجن الاحتياطي على ذمة القضايا، ووقف "مبارك" الاثنين في قاعة المحاكمات، داخل أكاديمية الشرطة، وذلك لاستكمال سماع أقوال الشهود، والغريب في الأمر أن "مبارك" حصل في هذا اليوم على جرعة عالية من الإنصاف من وجهة نظر أنصاره، وذلك في شهادة أحد قيادات الحرس الجمهوري، الذي وقف أمام ساحة المحكمة، ليقول: "الرئيس الأسبق كان في حالة خوف دائم من نزيف الدم، وهو ما جعله يصدر لنا تعليمات مباشرة، بعدم إطلاق الرصاص على المتظاهرين المحتمل محاصرتهم للقصر في وقت ثورة يناير، وشدد على ذلك بقوله: إذا اقتحم المتظاهرون القصر، ووصلوا إلى سريري فلا تطلقوا الرصاص عليهم".

ارتفاع معنويات "مبارك" بسبب هذه الشهادة لم تكن الأولى، فإن هذه الحالة يعيشها منذ أن وصل الرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى السلطة معلنا عن قيام حكم "الإخوان المسلمين" في 1 يوليو/ تموز 2012، فقد كان متأكداً، بحسب المقربين منه، أن الشعب سيندم على ما قام به، عندما يعيش مع نظام "الإخوان" الذي لن يتحمله كثيراً، ومع توالي الأحداث وخسارة الجماعة لشعبيتها في الشارع نتيجة أفعال الرئيس المعزول وأنصاره، بدءاً من خطاب الإستاد مروراً بأحداث الاتحادية، ثم أحداث مكتب الإرشاد لتكون الحالة النفسية لمبارك في تحسن مستمر، خاصة مع انتشار ـ على لسان الكثير من المواطنين ـ عبارة: "ولا يوم من أيامك يا مبارك"، وهي كلمات كانت تتردد سخطاً على نظام "الإخوان"، متمنين عودة الرئيس المتنحي إلى الحكم مرة أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com