الانقسام يؤرق العراقيين.. والصدريون يفشلون في منع استفتاء كردستان
الانقسام يؤرق العراقيين.. والصدريون يفشلون في منع استفتاء كردستانالانقسام يؤرق العراقيين.. والصدريون يفشلون في منع استفتاء كردستان

الانقسام يؤرق العراقيين.. والصدريون يفشلون في منع استفتاء كردستان

بات العراقيون على بعد خطوات قليلة من دحر تنظيم داعش، حيث لم يعد للأخير في مدينة الموصل، معقله الأبرز في العراق، سوى بضع مناطق يجمع المراقبون أن سقوطها بيد القوات الحكومية مسألة وقت لا أكثر.

ويبدو أن المسؤولين العراقيين أيقنوا أن صفحة تنظيم داعش شارفت على الطي فعلًا، لدرجة أن هناك ملفًا آخر بات يؤرقهم، وهو الانقسام في مرحلة ما بعد داعش.

ويقول محللون إن "الموصل ستمثل أبرز تحد يواجه مستقبل العراق لمرحلة ما بعد هزيمة داعش على المستوى الإعلامي من المدينة ذات الغالبية السنية وقد تضعه على مفترق طرق".

ودفعت هذه المخاوف التيار الصدري إلى إرسال وفد إلى إقليم كردسان، بعد أن أعلنت الأحزاب الكردية الرئيسية في العراق هذا الشهر، خطة لإجراء استفتاء على الاستقلال هذا العام.

لكن الوفد فشل في ثني إقليم كردستان عن إجراء استفتاء الاستقلال، رغم الضمانات السياسية التي قدمها للإقليم بعدم المس بحقوق الأكراد السياسية والاقتصادية.

وقالت مصادر كردية لصحيفة "عكاظ" السعودية" إن "وفد التيار الصدري أبلغ القيادات الكردية أنه حصل على تطمينات من الحكومة الاتحادية في بغداد بأن لا مس بحقوق كردستان".

وأعلن رئيس كتلة الأحرار النيابية ضياء الأسدي، رئيس وفد التيار الصدري إلى أربيل، "وجود تقارب في الرؤى مع قادة الأكراد باستثناء خلافات حول الانتخابات"، لكنه لم يوضح طبيعة تلك الخلافات.

وقال الأسدي في بيان أعقب لقاء وفد التيار الصدري مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إن "الرؤى كانت متقاربة مع بارزاني"، مشيرًا إلى وجود "تفاصيل كثيرة حول ما بعد تحرير الموصل"

تحذيرات

حذر التيار الصدري من تفكك العراق، حيث قال صباح الساعدي، عضو اللجنة المنبثقة عن التيار لمتابعة ملف ما بعد تنظيم داعش، إن "العملية السياسية في البلاد الآن على مفترق طرق ربما يؤدي إلى تفكك المجتمع العراقي".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الساعدي في أربيل بعد لقاء وفد للتيار الصدري بقادة أكراد على رأسهم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.

وأوضح الساعدي أن "الظرف الراهن ربما يؤدي إلى توحيد الصف العراقي أو يؤدي إلى تفكك العملية السياسية أولًا ثم المجتمع العراقي، وأخيرًا العراق".

وقبل نحو شهرين، طرح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مبادرة لإدارة العراق في مرحلة ما بعد تحرير مدينة الموصل.

ومن بين بنود المبادرة، "تأمين الحدود العراقية كافة بواسطة الجيش العراقي وقوات حرس الحدود حصرًا"، في إشارة ضمنية إلى رفضه أن تتولى مليشيات الحشد الشعبي هذه المهمة.

وتطالب المبادرة بـ"جمع السلاح وتسليمه للدولة من خلال آليات واضحة وصارمة، والعمل على تصفية السلك الأمني كافة من العناصر غير المنضبطة، ووضع قوانين صارمة تعيد للجيش والمؤسسات الأمنية هيبتها واستقلالها".

وتشدد على "ضرورة فتح حوار جاد وفاعل مع الأطراف في إقليم كردستان العراق من أجل الوصول إلى حلول تنفع واقع العراق وشعبه بهدف الحفاظ على وحدة البلد وسيادته".

وجاءت تحذيرات الصدريين متناغمة مع أخرى أطلقها رئيس الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق، عمار الحكيم، في مقابلة مع "رويترز" قبل أيام.

وأكد الحكيم على معارضته لـ"خطط الأكراد لإجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش"، مشددًا على أن "الحفاظ على وحدة البلاد هي أهم أولوياته".

وأضاف "لو تم هذا الاستفتاء فهو استفتاء من طرف واحد ودون قرار وغطاء من الحكومة الاتحادية في بغداد… لذلك لن يحظى بالغطاء القانوني والرسمي".

وأعلنت الأحزاب الكردية الرئيسية في العراق هذا الشهر، خطة لإجراء استفتاء على الاستقلال هذا العام.

ويقول الأكراد إن "تأييد الاستقلال خلال الاستفتاء سيعزز موقفهم في المحادثات مع بغداد بشأن تقرير المصير ولا يعني بالتبعية إعلان الاستقلال".

وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق للصحفيين، الخميس الماضي، إن "هدف الاستفتاء هو استطلاع رأي الأكراد وبعده سيبدأ الحوار مع بغداد".

وتسيطر القوات الكردية حاليًا على مساحة تزيد على تلك التي أقيم عليها إقليم كردستان العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

ورفض مجلس محافظة كركوك هذا الشهر قرارًا اتخذه البرلمان العراقي في بغداد بإنزال العلم الكردي الذي يرفع منذ مارس/ آذار إلى جانب العلم العراقي من فوق المباني في المنطقة.

وقال مسرور ابن مسعود البرزاني ورئيس مجلس الأمن الوطني لإقليم كردستان العراق في يونيو/ حزيران، إن العراق "يجب أن يقسم إلى ثلاثة كيانات منفصلة لمنع وقوع المزيد من العنف الطائفي"، واقترح إقامة دولة للأكراد وأخرى للشيعة وثالثة للسنة.

الأعين تتجه نحو "القائم"

ميدانيًا، ومع دخول معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، مراحلها الأخيرة، يتزايد النشاط العسكري العراقي الأمريكي ضد مواقع التنظيم في مناطق غرب العراق المحاذية للحدود السورية.

وقالت قيادات عسكرية في الجيش العراقي، إن "قوات مشتركة تنفذ منذ ثلاثة أيام، عمليات دهم وتمشيط واعتقال تحت غطاء طائرات التحالف الدولي انطلاقًا من مناطق محافظة الأنبار الغربية، باتجاه حدود العراق مع سوريا والأردن".

ويسيطر داعش على ثلاث مناطق حيوية غرب الأنبار، هي "راوة وعنة والقائم"، وتعد معاقله الأخيرة في الصحراء الغربية التي يشترك فيها العراق مع سوريا والأردن.

وأوضح ضابط كبير في وزارة الدفاع العراقية، أن "هذه العمليات التي تنفذ منذ أيام في أقصى غرب الأنبار، تستهدف قطع خطوط الهرب على عناصر داعش من الموصل إلى حديثة، وإعداد مسرح العمليات للهجوم على منطقة القائم".

ويُنظر إلى قضاء القائم بوصفه البؤرة التي تتجمع فيها عوائل قادة التنظيم، كما أن به أكبر مخازن سلاح داعش في البلاد، بحسب تقديرات استخبارية.

وتتوقع القيادات العسكرية أن تكون منطقة القائم، موقع المعركة الأخيرة مع تنظيم داعش على أرض العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com