كردستان العراق.. توتر أمني على خلفية صراع نفوذ داخل الاتحاد الوطني الكردستاني
شهدت محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق توتراً أمنياً، مساء الأربعاء، إثر تصاعد الخلافات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، خاصة بعد اعتقال عدد من أنصار لاهور شيخ جنكي، الرئيس المشترك السابق للحزب.
وقال مصدر أمني لـ"إرم نيوز" إن "المدينة شهدت انتشاراً مكثفاً لقوات الآسايش في الشوارع العامة والفرعية، كما نشرت المزيد من المفارز في الأسواق وقرب المراكز التجارية، بعد اعتقال عدد من أنصار شيخ جنكي".
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "هناك مساعي لتلافي تصعيد الموقف، خاصة وأن شيخ جنكي لديه شعبية في المحافظة، وعلاقات واسعة"، لافتاً إلى "وجود مخاوف من تحشيد جنكي لأنصاره، ما يفتح الباب أمام تطورات أخرى".
وتأتي هذه التوترات بعد مداهمة قوة أمنية عدة بساتين تابعة لشيخ جنكي، و"ضبط أسلحة كاتمة للصوت ومخدرات، وأدلة على إنشاء ميليشيات"، وفق بيان رسمي من قوات "الآسايش" في المحافظة.
وقالت قوات "آسايش" محافظة السليمانية، في بيان، إنه "تم القبض على عدد من المتهمين، وكان بعضهم مطلوبًا للمحكمة"، مؤكداً أن "القوات الأمنية اتخذت إجراءات قانونية وفتحت تحقيقات بهذا الملف".
في المقابل، ردّ مكتب لاهور شيخ جنكي على العملية الأمنية، وحمّل المسؤولية لأبناء عمومته بافل وقوباد طالباني، وهما من أبناء القيادي الكردي ورئيس العراق الراحل جلال طالباني.
وقال المكتب، في بيان، إن "مجموعة غير شرعية برفقة قوة أمنية ودون أمر من القاضي ودون أي عذر داهمت بستان لاهور شيخ جنكي في قرية كلاسبي في السليمانية".
مضيفاً أن "البستان لم يتم استخدامه من قبل أي قوة منذ عامين، ويوجد فيه عدد قليل من الناس من المنطقة يعملون كفلاحين في البستان".
وأشار المكتب في بيانه: "نلوم بافل طالباني وقوباد طالباني ونحملهما سلامة العاملين في البستان، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة ضد هذا الانتهاك للقانون"، مؤكداً أن "هذه المجموعة غير الشرعية ستدفع ثمن أفعالها غير اللائقة وغير المقبولة، وسيتم إحباط مؤامراتها في أقرب وقت ممكن"، بحسب وصفه.
وبعد وفاة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في العام 2017، انتخب حزب الاتحاد الوطني نجله بافل طالباني، وابن أخيه لاهور شيخ جنكي، لرئاسة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بشكل مشترك.
وفي يوليو/تموز 2021، أطاح بافل طالباني بعدد من المسؤولين الرئيسيين في وحدات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذين كانوا مخلصين لشيخ جنكي، كما أغلق منفذًا إعلاميًا مدعوماً من شيخ جنكي وأقصى الأخير من الرئاسة المشتركة، ليُصبح على رأس الاتحاد الوطني بمفرده، وتبدأ بعد ذلك سلسلة معارك إعلامية وقضائية.
وقضت محكمة في أربيل، الشهر الماضي، أن للاتحاد الوطني الكردستاني رئيسين مشاركين، بافل طالباني، ولاهور شيخ جنكي، وذلك بعد صدور قرار قضائي من محكمة السليمانية، في وقت سابق، باعتبار فصل لاهور جنكي وعدد من القيادات من صفوف الحزب أمراً صحيحاً.
وتثير تلك التوترات بشكل دائم قلق المواطنين من تطورها وتأثيرها على الوضع في المحافظة، خاصة وأن بافل طالباني يمتلك قوات رسمية، فيما تساند بعض العشائر ابن عمه لاهور شيخ جنكي.