تعتمد إسرائيل على استغلال تفوقها التكنولوجي في إدارة عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، واستخدمت قوتها التدميرية الهائلة وسخرت بطريقة غير مسبوقة أحدث ما في ترسانتها الحربية، من قنابل وصواريخ وطائرات مُسيّرة ودبابات حديثة.
وفي هذا الشأن، يشير رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق في مصر، اللواء أركان حرب الدكتور محمد الشهاوي، إلى أن "الحرب في غزة حرب حديثة تُستخدم فيها الضربات الجوية بقوة، وأسلحة حديثة، منها قنابل JDAM التي يُمكن أن تؤثر في الأنفاق".
قنابل "JDAM"
وتستعمل طائرات إسرائيل قنابل " JDAM" الذكية أمريكية الصنع، وهي من قنابل الهجوم المباشر عالية التدمير، وقد يصل مداها إلى 28 كيلومترًا، فيما يتراوح وزنها بين 550 رطلًا و2000 رطل.
إلى جانب قنابل "JDAM"، تُستخدم الطائرات المسيّرة في أعمال الاستطلاع، علاوة على وسائل الرصد والملاحظة لمعرفة أماكن وجود الأنفاق التي تواجه بالقنابل الإسفنجية أو قنابل الفوم لغلقها، وفق تقدير اللواء الشهاوي.
ويشير الشهاوي، في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أنه "رغم استخدام إسرائيل الحرب السيبرانية وقطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، لم تستطع القوات الإسرائيلية حتى الآن تدمير الكثير من أنفاق حماس التي تحوي الرهائن داخلها".
دبابات حديثة
أما الخبير العسكري والإستراتيجي المصري، العميد محمود محيي الدين، فيقول، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي يستخدم في حربه الحديثة بقطاع غزة، أجهزة حديثة ومعدات فنية بغرض كشف مسارات الأنفاق، ويستخدم غرف عمليات صغيرة لإدارة العمليات العسكرية، ومدّ القوات بمعلومات من خلال أعمال التصوير الجوي".
ويوضح المدير السابق لكلية الدفاع الوطني المصرية، اللواء أركان حرب محمد الغباري، أن "إسرائيل تستخدم كل ما هو متاح أمامها من تكنولوجيات حديثة، منها أجهزة تنصت وإعاقة، وتُستخدم أجهزة الاستشعار عن بعض والمراقبة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى الدبابات الحديثة التي تحمل تكنولوجيا الوقاية".
ويضيف الغباري، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "التكنولوجيا الحديثة لدى إسرائيل أمريكية ومحلية الصنع، إذ تصدر تل أبيب أجهزة لاسلكي إلى الولايات المتحدة، لتقدّمها في صناعة اللاسلكي وأجهزة الإعاقة والأجهزة الإلكترونية".
صواريخ خارقة
ولكل حرب ظروفها الخاصة ووضعها المختلف وفقًا للعصور الراهنة ومحدداتها، ما يفرض التقدم التكنولوجي الهائل على طبيعة المعارك، وفق رئيس قطاع مكافحة الإرهاب بالمنظمة العربية الأفريقية، اللواء شبل عبدالجواد، الذي أشار إلى أن "إسرائيل استخدمت الأسلحة المتقدمة تكنولوجيًّا في حرب غزة، ما قلل من خسائرها البشرية".
ويضيف الخبير العسكري في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "التطور الهائل في التكنولوجيا العسكرية لدى إسرائيل مكّنها من رصد وتتبع الأهداف على العكس من القتال التقليدي، غير أنها استطاعت تحليل عدد كبير من الأهداف في وقت واحد، وتحديد أولويات ضرب الأهداف المرصودة".
وتابع اللواء شبل: "التقدم التكنولوجي العسكري مكّن إسرائيل من استخدام قنابل وصواريخ موجهة وخارقة للتحصينات، منها صواريخ من نوع هالبر المخصصة للمروحيات الهجومية التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي شديدة التدمير".
أجهزة استشعار عن بُعد
وأسهمت التكنولوجيا في تطوير الجيل الجديد من دبابات "ميركانا" الأمريكية التي يصفها الخبير المصري بـ"الحصان الأسود" في الحرب البرية، لتقدمها التكنولوجي.
ويضيف الخبير العسكري أن "إسرائيل لديها أجهزة استشعار عن بعد وتصوير حراري وطائرات مُسيّرة وجميعها تكنولوجيا عالية الدقة استُخدمت في حرب غزة، إلى جانب ناقلات الجنود المتطورة جدًّا "apcf" خفيفة الحركة".
وتابع: "إسرائيل تستخدم القنابل الإسفنجية حتى لا يقع جنودها في كمائن الأنفاق، وتُقلل الخسائر إلى أكبر قدر ممكن، بالإضافة إلى تكنولوجيا متقدمة حرارية للرؤية في الظلام".
وتستخدم إسرائيل الطائرات المتقدمة تكنولوجيًّا مثل F16 وF35 وF15 ومروحيات الأباشي التي تُجيد الضرب بكل دقة لتدمير أهداف محددة، وطائرات مُسيّرة تتمكن من التقاط المعلومات من ميدان المعركة إلى غرف العمليات، وفق اللواء شبل الذي أشار إلى أنها "تمتلك الزوارق الحربية المتطورة جدًّا بتقنيات ألمانية".
دبابة القرن وتكنولوجيا متقدمة
وفي السياق نفسه، يرى خبير الأمن القومي المصري، اللواء محمد عبدالواحد، أن "إسرائيل تستخدم التكنولوجيا المتقدمة منذ اليوم الأول في عملياتها البرية بقطاع غزة، خصوصًا أجهزة الرؤية الليلية وأجهزة كشف الأنفاق".
الخبير العسكري يضيف، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل استخدمت دبابات الميركافا 4 التي طُورت منذ عام 1979 والتي تُوصف بدبابة القرن، بالإضافة إلى المدرعة (النمر) المتطورة التي تُعدُّ من أقوى العربات في العالم لقدرتها على حماية الجنود من الألغام والمقذوفات".
واستخدمت القوات البحرية الإسرائيلية أحدث الأسلحة تكنولوجيًّا في العالم وهي "كورفيت ساعر 6" التي حصلت عليها من ألمانيا والتي تحتوي على صواريخ بحر أرض وصواريخ أرض جو وطوربيدات لضرب الغواصات والسفن السطحية، بالإضافة إلى مدافع حديثة لإصابة الهدف بنسبة عالية، وفق اللواء محمد عبدالواحد.
