مصادر بصحة غزة لـ"إرم نيوز": مفاوضات لإجلاء جرحى "الشفاء" وسط توغل الدبابات الإسرائيلية
كشفت مصادر طبية داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، لـ"إرم نيوز" عن وجود مفاوضات تجري حاليًا من أجل إخلاء الجرحى والنازحين المتبقين داخل مباني المجمع، وسط توغل دبابات إسرائيل لمحيط المجمع الطبي، الذي يعتبر أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة.
وقال الطبيب خالد أبو سمرة المتواجد داخل المجمع الطبي، "إن هناك مفاوضات تجري الآن بين إدارة المشفى والصليب الأحمر الدولي من أجل إخلاء الجرحى والنازحين المتبقين داخل مباني المستشفى، ولم يتم الرد حتى اللحظة من قبل الجانب الإسرائيلي".
وأضاف أبو سمرة في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن الجيش الإسرائيلي قطع الكهرباء والماء والطعام عن النازحين والكادر الطبي داخل مجمع الشفاء، وسط عملية إبادة جماعية لا تخضع إلى أي تغطية إعلامية بعد مغادرة جميع الطواقم الصحفية ووكالات الأنباء للمجمع خلال اليومين الماضيين، واصفًا الوضع بـ"الكارثي على كافة الأصعدة".
ورغم أن الجيش الإسرائيلي طالب بإخلاء المجمع، الذي يحوي نحو 60 ألف نازح، إلا أنه تعرض لعدة عمليات قصف مباشرة في الأيام السابقة، كان آخرها قصف الطائرات الإسرائيلية طابقا علويا، يحتوي على ألواح شمسية تمد مستشفى الشفاء بالكهرباء، إضافة إلى قصف سيارة إسعاف على البوابة الشرقية للمجمع، كانت تقل الجرحى إلى معبر رفح.
وجاء الاستهداف الإسرائيلي للمجمع الطبي بعد تقرير إسرائيلي نشرته القناة "14" يفيد بوجود غرفة عمليات مركزية لقيادة الجناح العسكري لحركة حماس أسفل مستشفى الشفاء.
في حين نفى مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية التقرير الإسرائيلي، مطالبًا بتشكيل لجنة دولية للكشف عن صحة التقرير الإسرائيلي وتفتيش المجمع بالكامل.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في منطقتي الكرامة والشاطئ وصولًا إلى حي النصر، الذي يقع مستشفى الشفاء على امتداده وسط عملية تدمير كاملة للبنى التحتية وبناء طرق خاصة للآليات الإسرائيلية، في ظل اشتباكات عنيفة تدور في محيط المجمع الطبي، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وأكد شهود العيان، وهم من النازحين داخل المجمع لـ"إرم نيوز"، أن أصوات الآليات العسكرية تحيط المجمع بشكل كامل وسط اعتلاء قناصة تابعة للجيش الإسرائيلي للأبراج المحيطة بالمجمع والتعامل مع أي هدف متحرك خارج تلك المباني على أنه هدف مشروع لإطلاق النار.
وأشاروا إلى أن ساحة مستشفى الشفاء أصبحت ساحة حرب، موضحين أن جثث القتلى والجرحى ملقاة على الأرض وسط عدم قدرة على إسعافها، بسبب القناصة الإسرائيلية المحيطة بالمكان.
وغادر غالبية النازحين في مجمع الشفاء الطبي منذُ أول أمس، نازحين باتجاه الجنوب بعد قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق عدة نداءات أخيرة بضرورة الإخلاء، ولم يتبق سوى قرابة 3000 محاصرين ما بين نازحين وكادر طبي وجرحى من أصل 60 ألفا.