الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق نحو 70 صاروخا من لبنان منذ منتصف الليلة الماضية
تمثل استعادة جثث الرهائن والمحتجزين في قطاع غزة وسيلة ضغط مزدوجة على حركة حماس وإسرائيل، التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، إذ نجح الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى عدد من الجثامين.
وأمس السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي نجاحه في استعادة 6 جثامين لرهائن خطفهم عناصر حماس إبان الهجوم الذي نفذته ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما تمكن الجيش قبل أسابيع من تحرير جثامين أربعة رهائن من خان يونس.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، علي السرطاوي، أن "تحرير الجيش الإسرائيلي لجثامين الرهائن يمثل وسيلة ضغط قوية على حركة حماس، وقد يدفعها إلى تقديم تنازلات غير مسبوقة في مفاوضات التهدئة التي يديرها الوسطاء الدوليون والإقليميون".
وقال السرطاوي لـ"إرم نيوز"، "إن الحركة تراهن على الأعداد الكبيرة التي نجحت في احتجازها منذ السابع من أكتوبر لإجبار إسرائيل على القبول بشروطها"، مبينًا أن عمليات الجيش تمثل زلزالًا للورقة الرابحة والأقوى بيد حماس.
وأشار إلى أن "قادة حماس يراهنون منذ بداية الحرب على ملف الرهائن لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات كبيرة للتهدئة؛ إلا أن التعنت الإسرائيلي والنجاح في الوصول إلى رهائن على قيد الحياة أو أموات سيدفع قادة الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو إلى المغامرة والاستمرار في الحرب".
وبين أنه "في هذه الحالة، فإن حماس تفقد قدرتها على الضغط بالملف الأقوى بالنسبة لها على إسرائيل، وهو ما سيدفعها للقبول بأي عرض قبل أن ينجح الجيش الإسرائيلي في تحرير الرهائن جميعهم، وهو الأمر الذي قد يحدث مع استمرار الحرب"، وفق تقديره.
وزاد: "الوصول إلى الرهائن يعني فشل حماس في إخفائهم، ويتنافى مع ما روجت له الحركة لسنوات طويلة بقدرتها على منع إسرائيل من الوصول إلى أي رهينة أو أسير، ما يمكن عدُّه انهيارًا للمنظومتين الأمنية والعسكرية بالحركة".
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، "أن تحرير الرهائن، وإن كان يمثل إنجازًا للجيش الإسرائيلي، ويعمل نتنياهو على الترويج له بعدِّه انتصارًا لائتلافه الحكومي، إلا أنه يزيد الضغوط عليه لإتمام صفقة تبادل أسرى".
وقال أبو زايدة لـ"إرم نيوز"، "إن استعادة جثث الرهائن تدفع المجتمع الإسرائيلي لتحميل نتنياهو وقادة ائتلافه الحكومي المسؤولية عن عدم عودتهم أحياء، خاصة أن الحديث يدور حول مقتلهم قبل وقت قصير من وصول الجيش الإسرائيلي إلى أماكن دفنهم".
وأوضح أن "نتنياهو لن يتمكن من الترويج لأي إنجاز من استعادة الجثامين، وأن الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يُنسب له هو استعادة عدد من الرهائن أحياء، كما حدث في استعادة 4 رهائن من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل أشهر".
وأضاف: "خلال المدة المقبلة سيتعرض نتنياهو لضغوط غير مسبوقة من أجل التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حماس تضمن بقاء الرهائن المحتجزين لدى الحركة على قيد الحياة، وأن ضغطًا سيمارس على الجيش الإسرائيلي لتخفيف عملياته في غزة بما يضمن عدم مقتل أي من الرهائن".
وختم قائلًا: "هذه الضغوط ستكون الدافع الأساسي لنتنياهو والقادة العسكريين والأمنيين لدفع اتفاق التهدئة مع حماس للأمام"، مرجحًا أن يستفيد وسطاء التهدئة من الضغوط التي تمارس على حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق شامل.