سانا: معلومات أولية بأن العدوان الإسرائيلي استهدف أحد معامل السيارات في مدينة حسياء الصناعية
استبعد محللون سياسيون لبنانيون، أن يسد الأمين العام الجديد المنتظر لـ"حزب الله"، فراغ "الراحل" حسن نصر الله، الذي اغتيل على يد إسرائيل، مشيرين إلى أن التمكن من مقاليد المنصب، سيكون له عدة اعتبارات في ظل مقتضيات يفرضها الواقع المتعلق بالحرب الإسرائيلية على لبنان وارتباط ذلك بما يجري في غزة.
وما بين كل من نعيم قاسم، وهاشم صفي الدين في خلافة نصر الله، يرى المحللون أن ترجيح كفة قاسم في قيادة التنظيم، يتعلق بكونه الرجل الثاني في الترتيب الهرمي لحزب الله، لكن بالنسبة لقادة "الحرس الثوري" الإيراني، فإن اختيارهم يصب في صالح "صفي الدين" صاحب ما يعرف بـ"العمامة السوداء".
وأكد محللون، أن "نصر الله" لم يكن كما يتردد بمثابة الوريث الشرعي لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، "محور الممانعة"، لافتين إلى أن الأمين العام السابق لحزب الله، كان أهم وأعلى مكانة منه.
ويجزم المتخصص في الشأن اللبناني، جمال ترو، بأنه من الصعب أن يكون هناك شخص قادر على سد فراغ ومكان نصر الله، الذي أثبت وجوده منذ وقت استلامه قيادة حزب الله عقب اغتيال الأمين العام الأسبق عباس الموسوي.
ضرب أوجه المقارنة
وأكد بأن نصر الله منذ ذلك الوقت حتى وفاته، كان يتمحور حوله سؤال كبير، يتعلق فيما إذا كان الرجل أكبر من الحزب أو العكس، مشيرا إلى أن إسرائيل بمقتله ضربت وجهي المقارنة أو المنافسة.
ولفت إلى أن إسرائيل أتمت عملية "تبخير" للاثنين معا، سواء "حزب الله" أو "نصر الله" الذي كان "مرشداً أعلى" للتنظيم.
ويرفض ترو تقييمات تقول إن نصر الله كان خليفة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، بعد اغتيال الأخير، معتبرا بأن زعيم حزب الله الراحل كان أهم من سليماني في الأساس داخل محور "الممانعة".
وتابع قائلا: "إذا كانت إيران استغنت عن نصر الله بسبب المشروع النووي، فإن طهران ستتلقى ضربة بعد أن باعت من قدموا أنفسهم لها، ونصر الله قدم لإيران كل شيء مقابل لا شيء".
وأشار إلى أن اغتيال نصر الله، سيترتب عليه عدة أمور، منها فك ارتباط الجبهة اللبنانية بقطاع غزة.
لكنه تطرق إلى صعوبة الوضع على الساحة اللبنانية التي باتت أمام مرحلة دقيقة وحرجة، لا ينتبه لها الكثيرون، تتعلق بمنع انفجار صدام داخلي، بضرورة التماشي مع طرق عودة أهل الجنوب إلى مناطقهم في أسرع وقت.
ويقول المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم إنه بغض النظر عن شخص الأمين العام المنتظر لـ"حزب الله" وصعوبة سد فراغ "الراحل"، فإن تعاطيه مع ملفات الداخل اللبناني والساحة الإقليمية، سيكون مختلفا عن سياسة "نصر الله" في ظل اختلاف المرحلة القادمة عن سابقتها.
وأوضح بأن ذلك يعود إلى عدة اعتبارات في صدارتها السياسة الإيرانية التي ظهر تغييرها بشكل واضح، وتركت "حزب الله" في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، بالإضافة إلى إجبار طهران لأذرعها في اليمن والعراق وسوريا، على اتباع الهدوء النسبي في التفاعل مع الجبهة اللبنانية.
وتحدث عاكوم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، حول اغتيال نصر الله قائلا: "في حال حاول الأمين العام الجديد لحزب الله اتباع سياسة الراحل، بالسير في استكمال المواجهة مع إسرائيل في هذا التوقيت بهذه الظروف، سيلحق الداخل اللبناني كوارث وتدمير أكثر مما بات عليه".
وأوضح بأن عدم اتباع سياسة الراحل، سيتفق مع توجه طهران التي سيكون لها أوامر لخليفة نصر الله، بضرورة ضبط النفس والالتزام بقواعد الاشتباك إلى أقصى الدرجات والتوجه إلى وقف إطلاق النار، لإرساء هدنة بشروط محددة سواء فيما يتعلق بتنفيذ 1701 أو التعديلات المنتظر أن تطرأ على هذا القرار قريبا.
وأشار إلى احتياج حزب الله والأمين العام الجديد إلى العمل على تهدئة الداخل اللبناني، سواء على مستوى الحاضنة الشعبية أو المعارضة، ولكن في الوقت نفسه، يحتاج خليفة نصر الله إلى توجيه ضربة قد تكون محدودة لإرضاء الغضب الشعبي جراء قتل الأمين العام السابق، الذي يحظى بشعبية في حواضن لبنان وما يسمى بدول "الممانعة".
ويتفق باحث إيراني على أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يعد خسارة كبيرة، وأنه لا يمكن للحزب أن يسد فراغه بسهولة في ظل مشهد عسكري معقد مع تصاعد التوتر بين الحزب وإسرائيل على الجبهة الشمالية.
وقال الباحث والمحلل السياسي الإيراني "عمران علي زاده"، إن اغتيال نصر الله، سيحدث فراغًا في قيادة الحزب لا يمكن سده بسهولة، وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "الجمهورية الإسلامية لا تنظر إلى الأشخاص في محور المقاومة، وإنما تنظر إلى الإستراتيجية في مكونات المحور، ولا سيما حزب الله الذي يعد من أهم مكونات هذا المحور بالمنطقة".
وأضاف: "نعم اغتيال نصر الله أحدث فراغًا لا يمكن سدّه بسهولة لِما يمتلكه من مؤهلات قيادية ورؤية إستراتيجية وقدرة على التغلب على المشاكل".
وبعد إعلان حزب الله عن مقتل زعيمها حسن نصرالله في غارة إسرائيلية، تبرز تساؤلات حول الخيارات المتاحة أمام الحزب، وكيف ستتعامل إسرائيل مع الوضع في الفترة المقبلة.
من جهتها، واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري ضد معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أمس السبت، عازمة أيضاً على مواصلة الغارات وتكثيفها خلال الأيام المقبلة.
وكشفت إسرائيل عن نيتها استهداف الخليفة المحتمل لنصر الله، الذي لم تعلن عنه قيادة حزب الله على نحو رسمي حتى الآن.