مقال يغير نظام "التوجيهي" في الأردن.. وجدل حول إلغاء "النجاح والرسوب"
مقال يغير نظام "التوجيهي" في الأردن.. وجدل حول إلغاء "النجاح والرسوب"مقال يغير نظام "التوجيهي" في الأردن.. وجدل حول إلغاء "النجاح والرسوب"

مقال يغير نظام "التوجيهي" في الأردن.. وجدل حول إلغاء "النجاح والرسوب"

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن قرار فاجأ الأردنيين يتعلق بإلغاء النجاح والرسوب في امتحان الثانوية العامة، الذي طالما سبب للأهالي وللطلبة الكثير من القلق والتوتر.

وأعلن أمين عام الوزارة للشؤون الفنية والتربوية، الدكتور محمد العكور، أمس الاثنين، أن "الوزارة قررت بدءًا من العام المقبل، اعتماد المجموع العام لطالب الثانوية العامة والمواد التي يبدع فيها الطالب مع حذف كلمة راسب أو ناجح من كشف الثانوية العامة".

وأثار القرار المفاجئ جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية الأردنية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل ضبابية واضحة حول تصريح العكور والآلية الجديدة المتبعة في الثانوية العامة، ما دفع الوزارة إلى تخصيص خط ساخن لاستقبال أسئلة أولياء الأمور والإجابة عليها.

لكن وزير التربية عمر الرزاز، بين اليوم الثلاثاء أنه "بموجب القرار سيتم حساب مجموع طلبة التوجيهي كاملًا وسيكون مجموع العلامات 1400، فيما يتم تحديد تخصص لكل فئة من المتقدمين للامتحان".

وأوضح الرزاز أنه "من يحصل على 1300 فأكثر يحق لهم التقدم لتخصص الطب، ومن يحصل على 1100 فأكثر يحق له التقدم لتخصص الهندسة، ومن يحصل على 800 يحق لهم التقدم للتخصصات الإنسانية ثم التخصصات المهنية وهكذا".

وأضاف أن "الجامعات ستعيد النظر بأسس القبول، حيث سيتم تحديد مجموع العلامات لكل تخصص، ويتم إعطاء كل مادة وزنًا خاصًا بالعلامة في ذلك التخصص".

وضرب مثالًا على ذلك بالقول إن "تخصص الطب لا بد من تجميع 1300 علامة للتقدم له، لكن بعد ذلك يتم احتساب وتقييم الطلبة بناء على تحصيلهم في مادتي الرياضيات والفيزياء مثلًا، أكثر من الاهتمام بتحصيل الطالب في مادة التاريخ".

وأشار الرزاز في حديثه لإذاعة "حياة أف أم" المحلية، إلى أنه "مع تطبيق هذا النظام الجديد فإنه لن يكون هنالك راسبون ويمكن للجميع إكمال دراستهم".

انتقادات

ووسط كل الجدل الدائر حول القرار الجديد وآلية تطبيقة، ثمة ما أثار جدلًا أكبر واستهجانًا واسعًا، وهو ما قاله الوزير حول الطريقة التي جاءت بها هذه الخطوة.

وقال الرزاز إن "أحد الخبراء التربويين ويدعى ياسر السالم، نشر مقالًا حول مشكلة الناجح والراسب والعلامة الحدية لطلبة التوجيهي، حيث جرى استدعاؤه وفتح حوار حول المقترح مع خبراء ولجنة التربية في مجلس النواب وإقامة ورشة عمل، لتتوافق الوزارة عليه".

وتعليقًا على ذلك، قال منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة (ذبحتونا)، الدكتور فاخر دعاس، إنه "لا يمكن أن يتم وضع آليات جديدة للتوجيهي تغير مجمل العملية التعليمة في البلاد بناء على مقال لأحد الأشخاص".

وأضاف دعاس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "إذا كان الأمر يدار بهذه الطريقة فنحن أمام كارثة حقيقية"، معتبرًا أن النظام الجديد "سيضر بالطلبة حيث يمكن أن يلغي حافزهم للدراسة، فما الذي سيدفعهم للدراسة إذا كانوا قد ضمنوا عدم روسبهم ودخولهم الجامعة".

وشدد في تدوينة له على "فيسبوك" على أن "إصلاح التوجيهي، خاصة ما يتعلق بالكارثة الأكبر وهي رسوب ما يزيد على 80 ألف طالب وطالبة سنويًا، يتم من خلال منظومة وخطة عمل تبدأ من الصفوف الأساسية، مرورًا بالبنية التحتية والمناهج المدرسية والمعلمين وانتهاء بالتوجيهي".

وتابع "أما أن يقوم وزير لم يمض على استلامه الحقيبة الوزارية أكثر من أربعة أشهر، باتخاذ قرارات بهذا الحجم دون دراسات مسبقة أو خطة شمولية أو حتى طرح هذه القضية للنقاش على مستوى الخبراء التربويين والمختصين، فهذا يدل على أننا لا زلنا في الأردن نخضع لسياسة ومزاجية وزير وليس سياسة وزارة".

واتفق عضو اللجنة المركزية لنقابة المعلمين، الدكتور محمد الزعبي، مع ما قاله دعاس، مؤكدًا أن النظام الجديد "ضد مصلحة الطالب".

وأوضح الزعبي أن "الجامعات لا تستطيع استيعاب الطلبة الذين سيتوافدون عليها بأعداد هائلة بعد تطبيق النظام الجديد، كما أن أعداد الخريجين ستزيد بشكل كبير وستزيد البطالة في ظل عدم وجود فرص عمل كافية".

وأكد كل من الزعبي ودعاس، على ضرورة تعديل نظام الثانوية العامة في الأردن، لكن ليس بهذه الطريقة، حيث اقترح الأخير على سبيل المثال جعل علامات التوجيهي مقسمة على عامين أو ثلاثة.

ترحيب

ورغم ذلك، عبر طلبة وأولياء أمور عن ارتياحهم للنظام الجديد، معتبرين أنه سيسهل دخول الطلبة إلى الجامعة، وسيزيح عنهم الكثير من الخوف والقلق الذي عادة ما يلازمهم طوال فترة دراستهم لامتحان الثانوية العامة.

وقال أحد أولياء الأمور إنه "من المؤكد أن الطلبة سيشعرون بارتياح كبير، وسيشعرون أن قضية نجاحهم وروسوبهم لم تعد حاسمة بموضوع دخولهم الجامعة، لا سيما أن الطالب يمكن من خلال النظام الجديد أن يدرس التخصص الذي يمتلك المهارات الأكبر فيه".

ويبقى موضوع "التوجيهي" في الأردن مثار جدل باستمرار، سواء من ناحية طبيعة النظام التعليمي ككل، أو حول الامتحانات ومدى صعوبتها، وحتى الاحتفالات عقب صدور النتائج وما يصحبها من مخالفات تثير انزعاج الكثيرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com