حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المطلة بالصواريخ
يرى خبراء ومختصون سياسيون أن حرب إسرائيل في لبنان، ستؤثر بشكل مباشر على العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، المتوترة أصلًا بسبب فشل جهود التهدئة في قطاع غزة.
وتشهد العلاقات بين بايدن ونتنياهو توترًا، خاصة أن الأخير لا يتجاوب مع الجهود الأمريكية للتهدئة على جبهتي غزة ولبنان، ما يزيد احتمالات توتر تلك العلاقة على إثر التصعيد الأخير بين إسرائيل ولبنان، وهو ما قد يدفع إدارة بايدن لاتخاذ قرارات مفاجئة ضد حكومة نتنياهو.
انتقادات علنية
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن "مساعدي بايدن أصبحوا يتحدثون علانية عن أن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا في المنطقة، أكبر مما هو عليه الآن، ويؤكدون أن الخلاف يتسع بين بايدن ونتنياهو بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على لبنان".
وقال التقرير إن "مساعدي بايدن بدأوا يعترفون بأن الوقت ينفد أمامه للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، كما أن الكثير منهم لم يعد يُخفي استياءه من نتنياهو"، مبينًا أنه يتم الحديث بصراحة أكبر عن الخلافات الشديدة بين الزعيمين.
وأضافت الصحيفة أن "إدارة بايدن لديها تساؤلات حول استمرار نتنياهو في وضع شروط جديدة للتهدئة في الشرق الأوسط، وتعارض الهجوم على لبنان باعتباره اعتداءً على دولة أخرى من قبل إسرائيل".
وتنظر الإدارة الأمريكية إلى أن قرار نتنياهو البدء في حملة واسعة النطاق ضد ميليشيا حزب الله على الجبهة الشمالية مع لبنان أدى إلى رفع وتيرة التوتر الأمني وزيادة المخاطر المتعلقة بالحرب الإقليمية، خاصة وأن إدارة بايدن تعتبر نتنياهو الطرف المعطل للتهدئة، وإن لم تعلن ذلك.
استياء أمريكي
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، رأفت بدوية، أن "الهجوم الإسرائيلي على لبنان، وإن كان يحظى بدعم أمريكي معلن، إلا أن إدارة بايدن مستاءة من السياسات العسكرية لنتنياهو وائتلافه الحكومي، التي ترفع وتيرة التوتر الأمني في المنطقة".
وقال بدوية، لـ"إرم نيوز"، إن "العلاقات المتوترة أصلًا بين نتنياهو وبايدن زادت توترًا على إثر القرارات العسكرية والسياسية الأخيرة لإسرائيل، التي تتعارض مع مساعي الإدارة الأمريكية للتهدئة في الشرق الأوسط".
وأشار الخبير إلى أن "بايدن قد يكون مضطرًا لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة بحق إسرائيل على المستويات الدولية، ما قد يعيد سيناريو سماح الولايات المتحدة بتمرير قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بمجلس الأمن في نهاية ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما".
وأضاف بدوية "بتقديري، ستعمل الولايات المتحدة، وبدون تنسيق مع إسرائيل، على تقديم مشروع قرار للتهدئة في الشرق الأوسط على الجبهتين الشمالية والجنوبية الإسرائيليتين، وهو القرار الصادم لتل أبيب، الذي سيحرجها أمام المجتمع الدولي".
وتابع بدوية "بتقديري، مثل هذا الخيار يمثل أقوى ورقة ضغط يمكن أن تؤثر على ائتلاف نتنياهو الحكومي، وتدفعه نحو التراجع خطوات للوراء فيما يتعلق بالتصعيد العسكري ضد حلفاء إيران في المنطقة"، مؤكدًا أن عكس ذلك يعني اندلاع حرب إقليمية طويلة الأمد.
مغامرة إسرائيلية
ويرى الخبير في الشأن الدولي، أحمد الخالدي، أن "العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان ستكون سببًا في قطيعة سياسية كبيرة بين نتنياهو وبايدن خلال الأشهر الأخيرة من حكم الأخير للولايات المتحدة، وستؤثر في العلاقات مع واشنطن في حال نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".
وقال الخالدي، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو يغامر في الوقت الحالي بعلاقته مع البيت الأبيض والديمقراطيين، وهو يدرك أنه قد يدفع ثمنًا باهظًا لذلك"، لافتًا إلى أن هذه المغامرة يقابلها آمال نتنياهو بعودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأضاف الخبير: "في حال عودة ترامب، فإن خسائر نتنياهو السياسية ستكون في حدودها الدنيا، وسيحصل على امتيازات غير مسبوقة من المرشح الديمقراطي الذي يميل إلى تنفيذ مخططات الأحزاب اليمينية الإسرائيلية".
وختم الخالدي: "سيواصل نتنياهو سياسته التي ستؤدي إلى رفع التوتر مع بايدن وإدارته إلى أعلى المستويات، وسيقبل باتفاق للتهدئة في المنطقة في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، والتي ستكون بمثابة هدية فوزه بالمنصب"، وفق تقديره.