المغرب.. كيف نجح العثماني فيما فشل به بنكيران؟
المغرب.. كيف نجح العثماني فيما فشل به بنكيران؟المغرب.. كيف نجح العثماني فيما فشل به بنكيران؟

المغرب.. كيف نجح العثماني فيما فشل به بنكيران؟

استطاع رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني وفي وقت وجيز، أن يشكل حكومة جديدة للبلاد، رغم أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، عينه في هذا المنصب قبل أسبوعين فقط، خلفا لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي قاد مشاورات مرهقة مع الأحزاب السياسية امتدت لأكثر من خمسة أشهر، وصلت في نهاية المطاف إلى نفق مظلم.

فبعد إنهاء العثماني جولته الأولى من المشاورات لتشكيل الحكومة، والتي شملت كل الأحزاب الممثلة في البرلمان ومن ضمنها حزب الأصالة والمعاصرة، تفاءل المتتبعون للشأن السياسي المغربي بقرب ميلاد الحكومة، في ظل التصريحات الإيجابية التي خرج بها زعماء الأحزاب الكبرى، حيث بدت خالية من العقد والحساسيات التي من شأنها أن تثير أزمة جديدة مشابهة لتلك التي عاشتها الساحة السياسية في عهد بنكيران، بل وحتى رئيس الحكومة الجديد أكد مباشرة بعد إنهاء مشاوراته الأولى في تصريحات صحفية قرب إغلاق قوس "البلوكاج" الحكومي، حيث قال "أعتقد أن الحكومة ستتشكل بسرعة، فالمغرب لن يسمح ببقائها في قاعة الانتظار، وسنمضي قدما لخدمة وطننا".

أبرز ما شد الانتباه في الجولة الأولى للمشاورات الحكومية التي قادها العثماني تفكك التحالف الرباعي المشكل من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، وحزب الاتحاد الاشتراكي، وحزب الحركة الشعبية، الذي كان السبب الأساسي في فشل بنكيران في تشكيل حكومته.

فعقب انتهاء لقائه مع العثماني، خرج إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مصرحا بأن حزبه لن يقبل أن يتحدث أي أحد باسمه أو ينوب عنه في مشاورات تشكيل الحكومة، في إشارة إلى عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مؤكدا الانخراط الكامل للحزب لدعم رئيس الحكومة المعين من أجل إنجاح حكومته.

ويرى الخبير في الشؤون السياسية المغربية، سعد ناصر، في تصريح لـ "إرم نيوز" أن الظرفية التي حل فيها العثماني تختلف جذريا عن حقبة بنكيران، "فقدوم العثماني أتى في سياق سياسي دقيق خصوصا بعد أن منحه الملك محمد السادس مهلة زمنية صغيرة لا تتجاوز الخمسة عشر يوما، ما حدا بالرجل إلى تقديم تنازلات كبيرة لإخراج التجربة الحكومية الثانية للإسلاميين إلى حيز الوجود، وفي مقدمتها القبول بدخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة وهو الذي كان في عهد بنكيران بمثابة خط أحمر".

وأضاف ناصر، أن "تأخر ميلاد الحكومة عطل محرك الاقتصاد بالمملكة، وبالتالي ساد شعور لدى الجهات العليا في المغرب بضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن للخلاص من هذا المأزق".

وأردف الخبير في الشؤون السياسية المغربية قائلا "حزب العدالة والتنمية تعامل مع الظرفية السياسية بحذر شديد حيث أوعزت أمانته العامة، مهمة تشكيل الحكومة إلى رئيس الحكومة المكلف، وذلك تجنبا للاصطدام مع الديوان الملكي، خاصة وأن هذا الأخير سبق وأن أشار في بيان إعفاء بنكيران إلى وجود خيارات دستورية أخرى غير تعيين الرجل الثاني في الحزب ".

واعتبر المتحدث، أن من بين الأسباب التي أدت إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة المغربية، هو الرأي العام الدولي، "الذي بات يراقب الوضع عن كثب، وهو أمر من شأنه أن يمس بصورة البلد، خاصة وأن المغرب بلا حكومة يوحي بأن البلاد لا تتمتع بأحزاب سياسية ناضجة ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com