المؤسسة العسكرية ترتب أوراقها لمرحلة ما بعد السيسي
المؤسسة العسكرية ترتب أوراقها لمرحلة ما بعد السيسيالمؤسسة العسكرية ترتب أوراقها لمرحلة ما بعد السيسي

المؤسسة العسكرية ترتب أوراقها لمرحلة ما بعد السيسي

مع اقتراب الإعلان عن قرار وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية 2014، بدأت المؤسسة العسكرية في ترتيب أوراقها لإعداد الصف الجديد من القادة الذين سيتقلدون المناصب الأولى في الجيش المصري، بعد خروج السيسي من وزارة الدفاع لينتقل إلى الحياة المدنية وخوض المنافسة، التي ستكون محسومة لصالحه إلى حد بعيد على المنصب الرفيع، بحسب المراقبين للشارع السياسي.

إعلان السيسي لقراره، والذي سيكون موعده بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، بشرط أن تكون النتيجة من حيث المشاركة والموافقة بـ"نعم" ناجحة أمام المجتمع الدولي، لن يكون بمعزل عن المؤسسة العسكرية التي تنشغل حاليا بأمر ثالث بجانب تأمين الاستفتاء وحماية الجبهة الداخلية والخارجية لمصر، وهذا الأمر هو استطلاع رأي داخل الجيش حول القادة المؤهلين للجلوس في مقعد "السيسي" على رأس وزارة الدفاع، ومن سيتقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

وزير الدفاع ورئيس الأركان يأتيان من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسيتم التنصيب على أسس وضعها الدستور الجديد بأن يختار أعضاء المجلس العسكري وزير الدفاع، ونفس الأمر لمنصب رئيس الأركان، ويتقدم المجلس بعد ذلك بالاختيار الجديد إلى رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، الذي سيقوم بالإعلان في قرار جمهوري بتعديل وزاري، وهو ما سيفتح الباب لإجراء تعديل وزاري بسيط أو تغيير للحكومة بأكملها.

3 من قادة الجيش هم المبشرون بمنصب السيسي، وبحسب استطلاعات الرأي داخل الجيش، فإن الاحتمالات ستلعب دورها حسب مواءمات لاختيار وزير الدفاع، والقادة الثلاثة بالترتيب حسب هذه الاستطلاعات هم، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي، نائب وزير الدفاع لشؤون التسليح، اللواء أركان حرب محمد العصار، وأخيراً قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب أحمد وصفي.

يتصدر هذه الاستطلاعات الفريق صدقي صبحي ليحل وزيراً للدفاع بعد السيسي، وذلك لدوره الكبير في ثورة 30 يونيو، بمواجهة مخطط الإخوان المسلمين في أخونة الجيش، فضلاً عن مواقفه الصدامية مع الرئيس المعزول محمد مرسي، بسبب تراخي الأخير في مواجهة المخاطر، التي تهدد الأمن القومي، حيث قام بتوبيخ المعزول في اجتماع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة حول المعلومات التي قدمها جهاز المخابرات للقادة العسكريين حول حديث مرسي مع الرئيس السوداني عمر البشير في زيارته للخرطوم، بالتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى رفضه للسكوت عن الإهانات الموجهة من جماعة الإخوان لقادة الجيش السابقين المشير محمد حسين طنطاوي، والفريق أول سامي عنان، فضلاً عن استيائه من قيام المعزول ببث اجتماعه مع القوى السياسية على الهواء مباشرة، فيما يتعلق بسد النهضة، وهو اللقاء الذي ذكر فيه أموراً تتعلق بالأمن القومي المصري.

ويحظى صبحي بشعبية داخل القوات المسلحة، بسبب دوره في الفترة الأخيرة بتقوية صفوف القوات المسلحة وتنظيمها في سيناء لمواجهة الإرهاب، ونفس الأمر في منطقة الصحراء الغربية، بالإضافة إلى سياسته في رفع القدرة التسليحية والاستعداد داخل الجيش.

وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها رئيس الأركان داخل الجيش، إلا أن هناك شخصية أخرى تمتلك احتراماً وتقديراً من قادة وضباط القوات المسلحة، وهو اللواء وصفي قائد الجيش الثاني، الذي قاد حرباً ضروساً ضد الإرهاب المسلح في سيناء، وقام بإتمام خطة المواجهة والقضاء على التكفيريين في شمال سيناء، وهي الخطة التي وُضع لها جدول زمني 3 أعوام، ليقوم بإنجازها في 6 أشهر فقط، حيث استطاع تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على 90 % منه، بالإضافة إلى قيامه بتدمير الأنفاق التي تربط سيناء بقطاع غزة، والتي كانت ممراً آمناً للإرهابيين وتهريب السلاح إلى سيناء من 1150 نفقاً إلى ما يقرب من 150 نفقاً، بحسب مصدر عسكري في تصريحات خاصة لـ إرم.

وبحسب الاستطلاع، الذي يشهد منافسة قوية بين صبحي و وصفي، فإن المواءمات القائمة على حفظ وحدة الجيش تتطلب أن يقوم المجلس العسكري في اجتماعه، الذي من المقرر عقده قبل إعلان السيسي لقرار الترشح، هو اختيار صبحي وزيراً للدفاع احتراماً للأقدمية العسكرية، بينما يكون منصب رئيس الأركان لـ وصفي.

اللواء محمد العصار له وجود في هذه المنافسة أيضاً لما يتمتع به من شعبية أيضا داخل صفوف الجيش، ولكن أقل قليلاً من شعبية صبحي و وصفي، ولكن كونه أقدم أعضاء المجلس العسكري يجعل أسهمه موجودة، لاسيما أنه يمتلك حضوراً قوياً وكاريزما متزنة وصلبة أمام قادة المجلس العسكري، فضلاً عن منصبه الحساس كمسؤول عن تسليح القوات المسلحة، وهو المنصب الذي حقق من خلاله نجاحات في الفترة الأخيرة، بعد الصفقات الناجحة لتعويض الخلل التسليحي، الذي أصاب المؤسسة العسكرية بعد تخلي الولايات المتحدة عن تسليح الجيش المصري، ليعقد صفقات مهمة لم يعلن عنها بشكل رسمي مع روسيا والصين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com