جدل واسع في المغرب بعد إعفاء بنكيران والأعين ترقب خليفته
جدل واسع في المغرب بعد إعفاء بنكيران والأعين ترقب خليفتهجدل واسع في المغرب بعد إعفاء بنكيران والأعين ترقب خليفته

جدل واسع في المغرب بعد إعفاء بنكيران والأعين ترقب خليفته

أثار قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس بإعفاء رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من مهمة تشكيل حكومة جديدة بعد أشهر من سعيه لذلك، وتكليف شخصية أخرى من حزب العدالة والتنمية بشغل المنصب، جدلاً واسعاً في البلاد.

وشكل القرار الحدث الأبرز في الشارع المغربي وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت اليوم بالمؤيدين للخطوة والرافضين لها والمحللين.

وألقت حصيلة الحكومة السابقة بظلالها على آراء المغاربة بشأن قرار الإعفاء، كارتفاع الأسعار وخاصة المحروقات، بسبب إلغاء صندوق المقاصة، وتمرير قانون التقاعد، إضافة إلى الاقتطاعات المتواصلة من أجور الموظفين بعد كل إضراب.

ورأى بعض المدونين، أن "الهدف من اختيار شخصية ثانية من قيادات حزب العدالة والتنمية، هو زعزعة أركانه وتأجيج الصراعات بين قياداته".

وعبر بعض المؤيدين لإعفاء  بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة من قبل العاهل المغربي، عن رأيهم في القرار بطرق متعددة في المنصات الافتراضية، بينها التنكيت والسخرية.

ونشر نشطاء مغاربة بعض الأغاني تدل على فرحهم، فيما قام آخرون بنشر مقاطع مكتوبة ومصورة من تعليقاته المضحكة، وتساءلوا عن الاسم الذي سيحل مكانه في مهمة تشكيل الحكومة، التي ظهرت خلال الخمسة أشهر الماضية وكأنها فيلم "مهمة مستحيلة" بدون توم كروز حسب أحد التعليقات.

من جانب آخر عبر المؤيدون لبنكيران بأسلوب خاص عن موقفهم من قرار الملك بإعفائه، حيث تطرق الكثيرون منهم لمناقب الرجل.

وكتب أحد المؤيدين له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا:"كان ولد الشعب أصيل، ما هرب بفلوس ليتامى، ماكلا أرامل ويتامى".

في الأثناء تفادى بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية التعليق على القرار الملكي أو الدخول في نقاشات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك تنفيذًا للتوجيه الذي أصدره الحزب على لسان أمينه العام عبد الإله بنكيران، وطلب من خلاله من مؤيديه عدم التعليق.

هل تخلص "المخزن" من بنكيران؟

وفي أولى ردود الفعل داخل الأحزاب السياسية قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إن قرار العاهل المغربي بإعفاء بنكيران، من رئاسة الحكومة "راجع إلى عدد من العوامل، أبرزها طبيعة شخصية بنكيران".

وأوضح البراهمة، في تصريح صحفي، تعليقا على قرار الملك بتكليف شخص آخر من العدالة والتنمية برئاسة الحكومة، أن "هناك فرقًا كبيرًا بين بنكيران والقيادات الأخرى، لأنه يشكل حيزًا كبيرًا من الحزب من ناحية حضوره ومن ناحية الـShow الذي يقوم به في الخرجات الإعلامية، وكذا طريقته الشعبوية".

واعتبر الكاتب الوطني لحزب النهج أن الدولة "تخلصت من عبد الإله بنكيران، بالرغم من الخدمات الجليلة التي قام بها، فجل القرارات المجحفة في حق الشعب المغربي تم إقرارها في ظل حكومة بنكيران، وعلى رأسها الإجهاز على التقاعد، وتحرير الأسعار، والتقليص من نفقات المقاصة"، يقول البراهمة، لكن بالرغم من ذلك، فإن "دولة المخزن لا تريد شخصا يَكْوي ويْبخْ في الوقت نفسه كبنكيران"، على حد تعبيره.

وفي الوقت الذي أشار فيه إلى أن "الدولة اشتغلت من أجل أن يكون حزب آخر في الصدارة"، أضاف السياسي المغربي "عمدت بعد صعود بنكيران إلى حيلة أخرى، من خلال تكليف عزيز أخنوش برئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار، ويكون بذلك قطبا آخر يوازي قطب بنكيران، وتكون الحكومة بقطبين، إضافة إلى معارضة من داخلها"، مشيرا إلى أن "حزب العدالة والتنمية انتبه إلى هذه المسألة ورفضها".

وأشار البراهمة إلى أنه كانت هناك حالة استثناء غير معلنة، بالنظر إلى أن الحكومة والبرلمان لا يشتغلان، "من أجل إظهار أن لا قيمة عمليا لنتائج الانتخابات التي لم تأت بالطريقة التي كانت تريدها الدولة، وتبين في آخر المطاف أن المخزن متحكم في اللعبة من أولها إلى آخرها، وأن هناك ثغرات كبيرة في الدستور".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com