مستغلين مقتل ابن عمه.. هل ينجح المسلحون في ضرب الجيش الليبي بأنصار القذافي؟

أبدت جماعات مسلحة في بنغازي تعاطفها مع العميد عمر اشكال، ابن عم القذافي، الذي قُتل بغارة جوية نفذها الجيش الوطني الليبي.

 ويثير ذلك التعاطف أسئلة حول أسبابه وهو الذي كان مأسورًا لديهم بعد اتهامه بقتل وقمع المتظاهرين إبان ثورة 17 كانون الأول/ فبراير من عام 2011.

ويرى محمد الخوجة الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهابية، أن موقف الجماعات المتطرفة وتعاطفهم مع مقتل العميد اشكال مشكوك في نواياه، كونها لا تمثل سوى محاولة "تضليل إعلامي" ، لضرب أنصار القذافي مع قوات الجيش .

وقال الخوجة، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، اليوم الخميس، إن "شريحة كبيرة من الجيش الذي يقوده المشير حفتر، سبق وأن عملوا في عهد القذافي، وبالتالي هي محاولة من المسلحين لتأليب الرأي العام ضد الجيش، وإظهاره بوجه القاتل لمؤيدي ورموز القذافي" .

وأضاف أن على الجيش الوطني توضيح ملابسات الضربة الجوية التي قيل إن اشكال قتل على إثرها، حتى يتجنب الشائعات وضرب صفوفه ، خاصة في هذه المرحلة الحساسة.

وكان ما يسمى "مجلس شورى مجاهدي بنغازي" الموالي لتنظيم "داعش" وأنصار الشرعية، قد كشف عن مقتل العميد عمر اشكال القذافي، في غارة جوية قيل إن الجيش الليبي نفذها، الاثنين الماضي، في بنغازي شرق ليبيا.

ونشر مركز السرايا، الجناح الإعلامي للمجلس صورة لجثة عمر اشكال القذافي، وهو بين أنقاض عمارة سكنية، إثر استهداف ضربة جوية بقنفودة غرب بنغازي.

ولم يصدر أي تعليق من قبل المكتب الإعلام بالقيادة العامة للقوات المسلحة على الضربة الجوية ونبأ مقتل العميد عمر اشكال .

الأسير المقتول

وترى الناشطة في مؤسسات المجتمع المدني أميمة التاجوري أن المسلحين يستغلون قضية العميد عمر اشكال للايقاع بالجيش، مدللة على ذلك بمماطلتهم في تسليم جثمانه للهلال الأحمر.

ودعت التاجوري أثناء حديثها لـ "إرم نيوز"  إلى عدم الانجرار وراء دعوات التعاطف والعزاء التي أطلقها المسلحون.

ولم تخف التاجوري فرضية مقتل اشكال من قبل المسلحين، في محاولة منهم لإلصاق التهمة بالجيش، حسب ما قالت.

وأضافت "اعتقد أن مجلس شورى مجاهدي بنغازي، تعمد نقل الأسير اشكال إلى موقع العمارات الـ 12 ، وهو الحي الذي يشهد قصفا جويا ومدفعيا من قبل الجيش، باعتباره المعقل الأخير لهم في المحور الغربي ببنغازي، وبالتالي نقلوه لمعرفتهم السابقة بأنه سيقتل " .

وتابعت، " هنا بدأت الفبركة الإعلامية، واتجهت عدسة كاميرات المسلحين لتصوير جثمانه، وبثها عبر مركز السرايا الإعلامي التابع لهم لإيهام الليبيين بأن الجيش تعمد قتل العميد عمر اشكال القذافي " .

ويعد العميد اشكال القذافي، من بين أكثر من 80 عسكريًا من النظام السابق، الذين قامت الجماعات المسلحة قبيل سيطرة الجيش على بنغازي، باتخاذهم دروعًا بشرية من سجن بوهديمة العسكري عام 2014 ، ونقلهم إلى المواقع التي يتحصنون فيها .

وفشل الهلال الأحمر الليبي أمس ، في استلام جثمان العميد اشكال، عقب وقف إطلاق النار من قبل الجيش لتوفير ممر آمن للدخول إلى الموقع الذي يتواجد جثمانه فيه ، لكن الجماعات المسلحة قامت بإطلاق النار الكثيف على عناصر الهلال ، وأجبرتهم على الانسحاب.