بعد 17 عامًا من الحكم.. الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لم يعد يصنع الحدث
بعد 17 عامًا من الحكم.. الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لم يعد يصنع الحدثبعد 17 عامًا من الحكم.. الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لم يعد يصنع الحدث

بعد 17 عامًا من الحكم.. الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لم يعد يصنع الحدث

فاجأ قرار تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى الجزائر، الاثنين الماضي، بسبب مانع صحي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الكثيرين في البلاد، لكنه لم يثر كالعادة جدلًا حول الوضع الصحي للرئيس.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية، الاثنين الماضي، بشكل مفاجئ، تأجيل زيارة ميركل إلى الجزائر باتفاق مشترك بين سلطات البلدين، بسبب تعرض بوتفليقة، لالتهاب حاد في الشعب الهوائية.

وأعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "على ما يرام".

وقال ولد عباس: "صحة الرئيس جيدة ويواصل نشاطاته بشكل طبيعي"، حسبما نقلت عنه الوكالة الرسمية.

وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن إلغاء زيارة لقائد سياسي أجنبي إلى الجزائر بسبب "الوضع الصحي للرئيس"، رغم أن البلاد تستقبل بشكل مكثف قادة ومسؤولين من مختلف المستويات خلال السنوات الأخيرة، ويستقبل الرئيس بوتفليقة أغلبهم.

جدل قديم

وفاجأ هذا القرار الكثيرين، لكن لم يعد إلى الواجهة الإعلامية ذلك الجدل القديم حول الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ العام 1999، باستثناء ظهور نقاش من نوع خاص على شبكات التواصل الاجتماعي، غلب عليه طابع السخرية ويدور حول أثر ذلك على سمعة البلاد.

وغابت التعليقات السياسية حتى من المعارضة في البلاد حول قرار إلغاء زيارة ميركل، وعلاقته بالوضع الصحي للرئيس، رغم أن المعارضة إلى وقت قريب، كانت تدعو في كل مرة إلى انتخابات رئاسية مبكرة بسبب "عجز" الرئيس.

ويعاني الرئيس الجزائري الذي يبلغ من العمر 79 عامًا، من متاعب صحية منذ تعرضه لجلطة دماغية في نيسان/ إبريل من العام 2013، أفقدته القدرة على الحركة.

وبعد عودته للبلاد في تموز/ يوليو من السنة نفسها، مارس بوتفليقة مهامه إلى غاية اليوم في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي، إلى جانب خروج محدود إلى العاصمة لتدشين مشاريع، أو في مناسبات وطنية دون القيام بنشاط يتطلب جهدًا بدنيًا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.

ويتنقل بوتفليقة بشكل دوري إلى مستشفيات فرنسية وسويسرية، لإجراء فحوص طبية بعد الوعكة الصحية.

وكانت آخر مرة تنقل فيها للعلاج في الخارج منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حيث قضى قرابة الأسبوع في عيادة خاصة بمدينة غرونوبل الفرنسية، قالت الرئاسة إنه "أجرى خلالها فحوصات طبية دورية".

ويصاحب هذه الرحلات العلاجية للرئيس الجزائري في كل مرة أيضًا جدل داخلي حول وضعه الصحي، لكن هذا الوضع بدأ يتلاشى تدريجيًا خلال الأشهر الأخيرة.

سخرية شعبية

في السياق، قال رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، المنافس الأبرز للرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014، بشأن القضية إن "ما أعرفه عن صحة الرئيس يعلمه كل الجزائريين، وذلك عن طريق ما ينشر عبر بيانات رئاسة الجمهورية" وذلك في حوار مع موقع "كل شيء عن الجزائر".

وأوضح هذا السياسي الذي ظل يصرح بوجود "فراغ في منصب الرئيس" أن "قوى غير دستورية أحكمت قبضتها على المؤسسات والدولة غائبة، والدليل أن عشرة قرارات صدرت أخيرًا قبل أن يتم إلغاؤها".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، تراوحت التعليقات بشأن تأجيل الزيارة بين الحديث عن "تلطيخ سمعة الجزائر دوليا" بسبب القرار، وأخرى "ساخرة" ربطت بين طلب الجانب الجزائري إرجاء الزيارة وما تشهده الإدارة العامة في البلاد من جمود.

وانتشر على نطاق واسع تعبير شعبي جزائري يقول "حتى ميركل قالوا لها ولي غدوا"، أي حتى ميركل طلبوا منها العودة غدًا، في إسقاط على حديث للمواطنين حول ثقل الإجراءات الإدارية في عدة ملفات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com