مصر تواجه أسوأ موجة من التحديات الأمنية
مصر تواجه أسوأ موجة من التحديات الأمنيةمصر تواجه أسوأ موجة من التحديات الأمنية

مصر تواجه أسوأ موجة من التحديات الأمنية

دُهش البعض من حجم الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها وزارة الداخلية المصرية أخيراً وأبرزها إعلان الاستنفار في العديد من قطاعاتها وإلغاء اجازات الضباط والجنود، فضلاً عن تركيب كاميرات مراقبة بمعظم أقسام الشرطة، وكذلك نقل المتهمين الأكثر خطورة من الأقسام إلى السجون العمومية.



والمؤكد أن هذه الاجراءات لها ما يبررها، إذ يبدو أن اقتراب مصر من شواطئ الاستقرار عبر الاستفتاء على الدستور وتصاعد الدعوات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن اختصاراً للمرحلة الانتقالية، جعل كل من يرغب في هدم استقرار البلاد يكشر عن أنيابه لنشر الفوضى والخوف.

وصعّد تنظيم الإخوان وحلفاؤه من الجماعات الإسلامية وأجهزة استخبارات معادية لثورة "30 يونيو"، من مخططاتهم على نحو غير مسبوق للضغط على أعصاب النظام وإجباره على إعادة الجماعة المحظورة إلى المشهد السياسي وفق شروطها.

وفي هذا السياق، تم الكشف عن مخطط لاستهداف عشرات الكنائس والأديرة عشية أعياد الميلاد على مستوى الجمهورية، إنتقاماً من تأييد الأقباط للقوات المسلحة، مما يعني أن احتفالات الكريسماس القادمة سوف تتحول إلى "كابوس أمني" لدى أجهزة الشرطة التي تضع خططاً غير مسبوقة لتأمين الكنائس في هذا التوقيت. والملاحظ هنا أن المسيحيين في مصر باتوا عرضة لهجمات إرهابية تحيل أعيادهم إلى مجازر كما حدث في كنيسة القديسيين بالاسكندرية قبيل 25 يناير 2011 بأيام.

وتنتاب أجهزة الأمن مخاوف حقيقية على إثر ما تم رصده من عناصر مسلحة تابعة لتنظيم الإخوان شاركت في الحرب على سوريا، وتعود إلى مصر الآن بكثافة باعتبار أن المعركة ضد الكفر، حسب تفسيراتهم، في وادي النيل باتت لها الأولوية، والمدهش أن أحد الضالعين في محاولة إغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية كان أحد هذه العناصر.

وبعد العديد من الضربات التي وجهها الجيش إلى أكثر الميلشيات المسلحة شراسة في سيناء وهي "بيت المقدس" يخطط التنظيم للخروج إلى محافظات الوادي والقناة لتنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية كما حدث من تفجير لمقر أهم معسكرات الأمن المركزي بالاسماعيلية أخيراً.

ويلقي تنظيم الإخوان بكل ثقله على كوادره وأعضائه في الجامعات المصرية لاسيما الأزهر والقاهرة والمنصورة بهدف توسيع نطاق "حرب العصابات" ضد القوى الأمنية مستخدماً الذخيرة الحية والخرطوش والمولوتوف. واللافت أن الطلبة هنا باتوا "الاحتياطى الإستراتيجى" للجماعة، على حد تعبير اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، بحيث ستشهد الأسابيع القليلة القادمة تغيراً نوعياً في طبيعة المهام الموكلة إليهم، في ظل تعطيل إمتحانات منتصف العام وقتل عناصر من زملائهم وإلصاق التهمة بالأمن لاشعال المزيد من الحرائق.

على هذه الخلفية، لا تبدو مهمة الأمن سهلة على الإطلاق في تأمين أفواج السياح القادمين إلى الأقصر وأسوان لقضاء احتفالات رأس السنة، بعد رفع معظم دول الاتحاد الأوروبي الحظر عن سفر مواطنيها إلى مصر.


وعلى صعيد متصل، تزايد حجم الأسلحة التي تم ضبطها قادمة من تركيا عبر حاويات لبضائع مختلفة، آخرها شحنة من البنادق والذخيرة المدسوسة بحاوية لمساحيق الغسيل. وهو ما يعزز تأكيدات لتقارير استخباراتية سابقة قالت إن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها أنقرة مع القاهرة باتت الباب الخلفي للدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه الاستخبارات التركية لعمليات العنف والإرهاب في البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com