المعارضة السورية تعتمد "القوة الناعمة" للتغلب على الإسلاميين
المعارضة السورية تعتمد "القوة الناعمة" للتغلب على الإسلاميينالمعارضة السورية تعتمد "القوة الناعمة" للتغلب على الإسلاميين

المعارضة السورية تعتمد "القوة الناعمة" للتغلب على الإسلاميين

دمشق - أطلقت الجماعات المعتدلة حملة لكسب قلوب وعقول المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في محاولة لمواجهة النفوذ المتزايد في سوريا للجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقامت المعارضة السورية بمحاكاة التكتيكات المستخدمة من قبل الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، وهي فرع من تنظيم القاعدة، في تركيز الجهود بشكل أكبر على "القوة الناعمة" من خلال زيادة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة.

وتأتي هذه الخطوة، استجابة لحملة لم يسبق لها مثيل من قبل الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على مدى العام الماضي، لكسب تأييد السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها وتحقيق هدفها المعلن المتمثل في إقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا ولبنان.

أقامت الجماعة الإسلامية المتشددة، التي تعودت العمل في الظل، ما يسمى بـ "أيام الفرح العائلي" وذلك بتوزيع المواد الغذائية في المناطق المعدمة، بالإضافة إلى إنشاء مدارسها ومحاكمها الخاصة، بهذه الطريقة تمكنت من الحصول على موطئ قدم لها في المناطق التي عادة ما كانت منبوذة فيها.

ولكن هذا كان على حساب الجماعات الأكثر اعتدالا والتي لم يكن لديها نفس التمويل والمال الكافي للقيام بذلك، وفقا لتقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية.

تأمل المعارضة في المنفى، المدعومة من الغرب، جنباً إلى جنب مع المجلس العسكري الأعلى، في استخدام هذه "القوة الناعمة" لتهميش الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام واستعادة دعم السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال أحد كبار مستشاري المجلس العسكري الأعلى "لقد أدركنا أنه من أجل محاربة تنظيم القاعدة نحن بحاجة للتصدي لها ليس فقط عسكريا، ولكن على الجانب الاجتماعي كذلك، ونحن نضاعف جهودنا على هذه الجبهة".

تستند الخطة على إيمان المعارضة بأن السوريين إذا كان لديهم الخيار حول تلقي الدعم من الجماعات المتطرفة أو من الجماعات المعتدلة، فإنها ستختار الأخيرة. تعتقد المعارضة المعتدلة أنها بهذه الطريقة تبعد مقاتليها عن المعركة مع النظام، وتقاوم تغول الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام دون الحاجة لمواجهتها عسكريا.

وعلى الرغم من الجهود المتطورة التي تبذلها الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال معظم السوريين ينظرون إليها بعين الريبة. اكتسبت هذه الجماعة سمعة طائفية وحشية، و نفذت عمليات الإعدام العلنية ويقال إنها وراء سلسلة من عمليات الخطف.

واتهمت "هيومن رايتس ووتش" مقاتليها - يعتقد أن غالبيتهم من الأجانب - بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستهداف المدنيين، ولا سيما من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد.

وقال المجلس العسكري الأعلى أنه أنشأ مكاتب في حلب وإدلب وضواحي دمشق من أجل زيادة توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى المدنيين في المناطق المتنازع عليها، وأضاف أنه يخطط أيضا لإنشاء قوة شرطة، وتفعيل مشاركته في برامج التعليم.

تأتي هذه الجبهة الجديدة في المعركة من أجل "القلوب والعقول" على خلفية أشهر من التوتر المتزايد بين الجماعات الأكثر اعتدالا والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. وامتد هذا التوتر إلى صراع مفتوح في مناطق كثيرة من شمال البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com