بعد رحيل المتشددين.. سكان الموصل يصبون غضبهم على الساسة العراقيين
بعد رحيل المتشددين.. سكان الموصل يصبون غضبهم على الساسة العراقيينبعد رحيل المتشددين.. سكان الموصل يصبون غضبهم على الساسة العراقيين

بعد رحيل المتشددين.. سكان الموصل يصبون غضبهم على الساسة العراقيين

بينما كانت مياه الصرف الصحي تتدفق من حفرة نجمت عن ضربة جوية على تنظيم داعش في الموصل، كان لدى السكان الغاضبين، الذين باعوا ملابسهم حتى لا يموتوا جوعًا، رسالة للساسة العراقيين الذين يتباهون بالتقدم العسكري الذي أحرزته القوات في مواجهة التنظيم المتشدد.

يقول إحسان عبد الله "إذا لم تتحسن الأحوال فلن نقبل بذلك وستكون هناك ثورة على الحكومة.. إذا لم تتغير الأمور فستعود الدولة الإسلامية. سكان الموصل سيدعمون من يمكنه مساعدتهم أيًا كان."

وأضاف عبد الله، وهو شرطي مرور سابق، أنه لا يعمل منذ اجتاح تنظيم داعش المدينة عام 2014 وهو ما لم يدع أمامه خيارًا سوى أن يبيع ملابسه لشراء الطعام.

وتابع، أنه حين وصلت القوات الحكومية طلب استعادة وظيفته، لكن تم إبلاغه بأن عليه الذهاب إلى بغداد ليحصل على وثيقة تثبت أنه ليس عضوًا في داعش. وهو يقول إن هذا سيستغرق وقتًا طويلًا جدًا.

وأجبرت القوات العراقية المتشددين على الانسحاب من شرق الموصل، وهي تستعد لتوسعة حملتها إلى النصف الغربي من أكبر مدينة في شمال العراق.

وسبّب هذا ارتياحًا بعد حكم داعش العنيف، الذي استمر لأكثر من عامين، لكن السكان الآن يصبون جام غضبهم على الحكومة العراقية ويحملونها المسؤولية، ليس عن الصعوبات التي يواجهونها حاليًا فحسب، مثل نقص الخدمات الأساسية، وإنما أيضًا عن الظروف التي مكنت التنظيم المتشدد من السيطرة على الموصل في المقام الأول.

ويتذكر كثيرون بمرارة مدى السهولة التي استولى فيها نحو 800 من مقاتلي داعش على الموصل خلال بضع ساعات، بينما فر آلاف الجنود العراقيين.

وقال أكرم وعد الله، وهو صاحب مقهى، "كل هذا بسبب الساسة. باعوا الموصل وأحدثوا مشاكل طائفية. تقسيم البلاد كان في مصلحتهم."

وأيدت مجموعة من الرجال حوله وجهة نظره، وقد وقفوا إلى جوار متاجر دمرت خلال فترة سيطرة داعش، ونتيجة القصف الجوي لإجبار المتشددين على الانسحاب. بينما تقدم رجل وعبّر عن شكوى متكررة "لا توجد مياه جارية. كيف سنشرب من بئر قذرة."

استعادة الثقة

يقول الزعماء العراقيون "إنهم عقدوا العزم على القضاء على داعش وتحقيق الاستقرار في البلاد وتوفير فرص عمل للمواطنين". وكانت الموصل مركزًا مزدهرًا للتجارة والتعليم العالي لكن لها حساسية خاصة فيما يتعلق بالتوترات الطائفية.

ويمثل السنة الأغلبية في المدينة، وشعر كثيرون منهم بالاستياء بعد الإطاحة بصدام في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ليهيمن الشيعة على الحكومة في بغداد.

وحين اجتاح مقاتلو داعش، وهم من السنة، الموصل في 2014 رحب بهم الكثير من أبناء طائفتهم الذين اتهموا قوات الأمن، التي يغلب عليها الشيعة، بارتكاب انتهاكات بحقهم، لكن حكم داعش الوحشي وتعصبه نفّر الجماهير في نهاية المطاف.

ويمكن أن تكون معركة استعادة الموصل حاسمة بالنسبة للعراق. ويقول مسؤولون عراقيون إنه إذا استمرت التوترات الطائفية فإنه لن يتسنى توحيد البلاد وربما تقسم على أساس طائفي.

في الوقت الحالي، يركز سكان الموصل على احتياجاتهم مثل العثور على وظائف وإقناع السلطات بتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

وشعر الجندي العراقي السابق أزهر محمد بالارتياح بعد إخراج داعش من الموصل، فحين كان التنظيم المتشدد مسيطرًا عليها كان يتنقل من منزل إلى منزل ونادرًا ما أمضى أكثر من ليلة في نفس المكان حتى لا يتم اعتقاله.

ورغم ارتياح محمد إلا أن المشكلات لا تزال مستمرة، فهو لا يستطيع إقناع السلطات بإعادته إلى عمله ليبدأ إعادة البناء في مدينة تهدمت بها أعداد كبيرة جدًا من المباني وأغلقت متاجرها وتسودها شكوك عميقة بالحكومة الموجودة في بغداد، وفي هذا الصدد  يقول "كل ما أريده هو أن أعود إلى عملي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com