كيف تعاملت ليبيا مع قرار الحظر الأمريكي؟
تباينت ردود الفعل للأجهزة السياسية الليبية المنقسمة غربا وشرقاً حيال قرار واشنطن منع رعاياها من دخول الولايات المتحدة ، حيث اعتبر البعض القرار متوقعاً ، واعتبره البعض الاخر مفجئًا ويمثل تمييزاً عنصرياً ، يتعارض مع حقوق الإنسان.
موقف ضعيف
وصف عبد الحكيم معتوق المتحدث باسم الحكومة المؤقتة المنبثقة عن البرلمان الليبي ، القرار الأمريكي الأخير ، بأنه "قرار سيادي لا يمكن لنا الاعتراض عليه" ، معتبراً أن الانقسام السياسي جعل موقف ليبيا ضعيف أمام الإدارة الأمريكية.
وأضاف في حديث تلفزيوني ، " لا يمكن لنا مطالبة اي دولة بان لا تتخذ هكذا نوع من التدابير الاحترازية ، خاصة مع الانفلات الامني في ليبيا والانقسام ، بل لا نستطيع حتى اصدار بيان شجب او تنديد لقرار ترامب ، طالما اننا لا نستطيع ضبط الداخل الليبي والاتفاق فيما بيننا".
وأشار المتحدث باسم حكومة الثني ، إلى أن الإجراءات الإدارية الأميركية الأخيرة لا يمكن التعامل معها ، في ظل وجود سلطات تشريعية وتنفيذية عديدة ، بل والأصعب هو تمييز الخلفيات الاجتماعية لمن يحملون جوازات السفر الليبية " ، وأردف بالقول :" لقد رصدنا إصدار جوازات سفر دبلوماسية ليبية لعدد من الأفارقة ، وهو أمر يجعلنا في حالة من الضعف وعدم القدرة على الرد".
وأكد معتوق ، بأن عدم قدرة الحكومة المؤقتة السيطرة على السفارات بالخارج ، جعلها حكومة موازية في نظر المجتمع الدولي ، وللأسف لا نسيطر سوى على أربع سفارات ، وهو سبب إضافي يجعلنا في حالة عجز عن اتخاذ موقف حازم بالخصوص .
وينص القرار الذي أصدره ترامب بشأن منع دول (ليبيا والعراق والصومال وإيران والسودان واليمن وسوريا) ، على عدم منح رعايا الدول السبعة تأشيرات دخول للولايات المتحدة لمدة 90 يوماً ، بجانب تعليق طلبات اللاجئين 120 يوماً ، لحين مراجعة نظام الفحص الأمني لقاصدي أمريكا .
تمييز عنصري
موقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ،ابتعد عن الواقعية التي اتسم بها موقف حكومة الثني ، حيث وصف وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة ، الإجراءات الاحترازية التي تقيد دخول مواطنين عدد من الدول بضمنها ليبيا إلى الإراضي الأميركية ، تعارضاً مع القوانين والمواثيق الدولية والدستور الأميركي.
وأكد سيالة في تصريح لقناة ليبيا الفضائية ، أن هذه الإجراءات تمثل تفرقة عنصرية على أساس الدين وتتعارض مع حقوق الإنسان ، وأن واشنطن مضطرة إلى إعادة النظر فيها ، لأنها ستحمل تبعات قد تشجع على العنف والتوتر في الشرق الأوسط " .
وأكد وزير الخارجية ، على أهمية الموقف العربي الموحد ، الذي اتخذته جامعة الدول العربية ، حيث استهجنت الجامعة هذه الإجراءات التي تتعارض مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
قرار غير مدروس
من جانبه ، وصف أشرف الشح عضو فريق الحوار السياسي الليبي في تصريح لموقع "إرم نيوز" الثلاثاء ، قرار واشنطن منع رعايا ليبيا من دخول أراضيها ،بالقرار غير المدروس ، وهو ما فسرته الاحتجاجات الأمريكية ضد القرار ، وإيقاف محكمة أمريكية تنفيذه ، الأمر الذي يجعل الرئيس ترامب يحاول من خلاله ، استمالة ناخبيه بالوفاء بوعده الانتخابي بحماية أمريكا من تهديد الإرهاب" .
وتابع الشح " القرار الذي اتخذه ترامب محاولاً الوفاء بوعده لناخبية بحماية الحدود والأمن القومي من تهديدات الإرهاب والهجرة غير الشرعية ، أظهرة فاقداً للخبرة السياسية ، حيث تسبب القرار باضطرابات داخل الولايات المتحدة أولاً ، قبل الدول الممنوعة من دخولها " .
ورجح الشح عدم قدرة القرار على الصمود طيلة ال 90 يوما ، خاصة وأن الدعاوى القضائية بدأت تتحرك ضد الإدارة الأمريكية ، واستقالة مسؤولة الهجرة والجمارك ، دليل على أن الوضع سيتجه للتصعيد ، ولن ينتهي بخير في بلد لطالما أدعى حماية حقوق الانسان والحريات الدينية " .
ويتوقع أن يتأثر أكثر من خمسة آلاف ليبي مقيمين في الولايات المتحدة ، معظمهم من الطلبة الدارسين بالجامعات الأمريكية ، خاصة فيما يتعلق بمنحهم أذونات السفر وسمات الدخول ، في حال مغادرتهم الأراضي الأمريكية .
وأثار الإعلان الأخير لوزير الأمن الداخلي الأميركي، جون كيلي، بأنه من غير المرجح رفع الدول السبع من قرار المنع في أي وقت قريب ، مخاوف حقيقية أن يتم تمديد المنع ومنحه صفة نهائية .