قرار الحظر الأمريكي يعزز دعاية داعش
قرار الحظر الأمريكي يعزز دعاية داعشقرار الحظر الأمريكي يعزز دعاية داعش

قرار الحظر الأمريكي يعزز دعاية داعش

اعتبر متابعون أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع سبع دول ذات أغلبية مسلمة من الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة، قد يشكل "هدية كبيرة" بالنسبة لتنظيم داعش، تعزز دعايته الإعلامية وتسعد قادة التنظيم المتشدد.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا هوفينغتون بوست" الأمريكية، فإنه على الرغم من أن المحكمة الفيدرالية أمرت بمنع ترحيل بعض المسافرين الذين دخلوا الولايات المتحدة يوم أمس الأحد، إلا أنه يعتبر استثناء لقرار الحظر الذي لا يزال يعمل بشكل عام على مستوى الدول السبع المعنية.

داعش و"شماعة" الحظر

ودائمًا ما يحاول داعش القول إن "الغرب يشن حربًا على الإسلام، وإن المسلمين سيجبرون على اتخاذ موقف إما مع أو ضد الولايات المتحدة، وإنه لن تكون هناك مناطق رمادية بينهما".

وكان داعش توقع في عدد من مجلة "دابق" صدر عام 2015، تصعيدًا ضد المسلمين، وقال: "المسلمون في الغرب سيجدون أنفسهم بين اختيارين وفي نهاية المطاف ستختفي تلك المناطق الرمادية ولن يكون هناك مكان للمحادثات أو التحركات المحايدة".

ورأى الكثير من المراقبين أن "قرار حظر تأشيرات الدخول الذي فرضته الحكومة الأمريكية الجديدة جاء متماشيًا مع توقعات داعش، إضافة إلى أنه سيمنع الكثير من المسلمين في منطقة الشرق الأوسط بمن في ذلك الفارون من داعش، من اللجوء للولايات المتحدة وهذا هو الاستقطاب الذي كان يريده داعش وحققه الرئيس ترامب له".

فيما اعتبر مراقبون آخرون أن التنظيم "يحاول ركوب الموجة التي أثارها ترامب، وإيهام الشعوب بأنه كان على حق".

وفي مقال بعنوان "انقراض المناطق الرمادية" أوضح داعش اختفاء المناطق الرمادية في الشرق الأوسط، واقتبس فقرات من خطاب سابق لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وجهه للرئيس بوش، قال فيه: "العالم اليوم منقسم إلى فريقين وقد صدق بوش عندما قال: إذا لم تكن معنا فأنت مع الإرهابيين ويعني بكلامه أنه إما أن تكون مع الصليب أو تكون مع الإسلام".

وبعد منع العديد من المسلمين من دخول أمريكا، بمن في ذلك أولئك الذي يملكون إقامة دائمة شرعية داخل الولايات المتحدة والذين تصادف تواجدهم خارج الولايات المتحدة مع صدور القرار، فإن الرئيس ترامب زاد شكوك المسلمين وخاصة تلك التي يريدها ويلعب عليها داعش.

أوباما والتوقع الصائب

وكان الرئيس السابق أوباما تفهم هذه الفكرة بشكل جيد ومدى أهمية تجنبها وقال في العام الماضي: "الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة تريد أن تصور هذه الحرب على أنها حرب بين الإسلام والولايات المتحدة أو بين الإسلام والغرب، ويريدون الادعاء بأنهم القادة الحقيقيون لأكثر من مليار مسلم حول العالم الذين يرفضون أفكارهم المجنونة، وهذه هي دعايتهم الإعلامية والطريقة التي يجندون بها أتباعهم".

وأضاف أوباما "وإذا وقعنا في فخ تحديد المسلمين فقط فهذا يعني أننا في حرب ضد الدين كله وهذا بدوره سيزيد من أتباع تلك الجماعات الإرهابية ولن يجعلنا هذا الأمر أكثر أمانًا بل سيجعلنا في خطر كبير وبتعزيز الفكرة التي يروج لها داعش بأن الغرب يكره المسلمين، فإننا بذلك نجعل الشباب المسلم في هذا البلد والبلدان الأخرى يشعرون بأنهم متهمون وسيتعرضون للاعتداء في أي لحظة، وهذا الأمر يجعل المسلمين في الولايات المتحدة يشعرون بأن الحكومة تخونهم".

ترامب المتهور

وإذا كانت قاعدة الحرب الأساسية هي تجنب فعل ما يريده عدوك قدر الإمكان فإن ما فعله ترامب خطأ جسيم وساذج ومتهور، وبغض النظر عن الاعتبارات الأخلاقية بشأن إغلاق الباب في وجه أناس فروا من الإرهاب فإن هذه الخطوة أتت في غير محلها.

وتقول دارين خليفة نائب مدير مؤسسة "اليوم التالي" وهي إحدى منظمات المجتمع المدني في سوريا تعمل على دعم التحول الديمقراطي في سوريا: "سيكون هناك ابتهاج كبير في صفوف تنظيم داعش بعد القرار الذي اتخذه ترامب، فهذا القرار له نتائج عكسية خطيرة تضر بسوريا وتساعد المتشددين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com