ما سر صمت داعش "المريب" عن الرئيس الأمريكي الجديد ترامب؟

تسببت ندرة منشورات تنظيم داعش في وسائل التواصل الاجتماعي  عن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بحيرة المحللين، في حين  تحدث هو بشكل مباشر عن التنظيم في محطات عدة كان أبرزها خطاب التنصيب.

وتعهد ترامب خلال خطاب التنصيب الرئاسي بالقضاء على التنظيم، ووصف مقاتليه بأنهم "مخادعون وجرذان قذرة" خلال مقابلة هذا الأسبوع، لكن تنظيم "داعش" بقي صامتًا إزاء ذلك.

ولم تتجاوز منشورات "داعش"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي عددًا بسيطًا من الرسائل ومقاطع الفيديو المختصرة التي تشير لخطابات الرئيس المعادي للمسلمين وسياساته، فيما يبدو وكأنها دعاية مفيدة للتنظيم من خلال إبراز مخاوف الولايات المتحدة منه واعتباره ممثلًا فعليًا للإسلام والمسلمين.

وبث حساب موالٍ للتنظيم فيديو الشهر الفائت يتضمن مقطعًا لترامب وهو يتهرب ويُسحب بعيدًا عن المنصة كرد على تهديد غير واضح، وصورًا تظهر الرئيس بمظهر الجبان، وفيديو آخر يتضمن ترامب من بين مجموعة كبيرة من قادة العالم.

وغياب المزيد من المواد التي تتعلق بترامب من قبل داعش حيّر المحللين، خصوصًا أن تنظيم القاعدة اتخذ منحى آخر واستهزأ بالرئيس الأمريكي الجديد من خلال نشر دعايات بشكل واسع وكثيف.

وقال تشارلي وينتر، وهو خبير بإعلام "داعش"، إن التنظيم يبدو أنه يتعمد الصمت، على الأقل الآن، مضيفًا: "أعتقد أنهم ينتظرون الوقت المناسب".

ومن المحتمل أن يكون التنظيم قد ترك المهمة لقنوات التواصل الاجتماعي العادية التي يرتادها المتشددون الإسلاميون عادًة، فهي مليئة حاليًا بالأحاديث عن ترامب.

وتابع: "إنه يقوم بما يكفي من الدمار دون حاجتهم لفعل شيء، تعليقاته حول التعذيب وعن المسلمين، الناس يتحدثون عن ذلك بطبيعة الحال".

وأشار وينتر الذي يتابع إصدارات "داعش" عن كثب، بأنه يتوقع أن ينتهي صمت التنظيم الذي خسر عدة مناطق والكثير من عناصره تحت الضغط العسكري المتزايد، معربًا عن اعتقاده بأن حملةً إعلامية تركز على ترامب ستأتي بأقصى فوائدها.

وبيّن أيضًا: "ليس لدي أدنى شك بأن لديهم كميات ضخمة من مقاطع الفيديو الأرشيفية لترامب وهو يتفوه بأمور فظيعة، خطر ترامب قد يغير الغد بفيديو طوله ساعتان".

وخصص تنظيم "القاعدة" مقدارًا هامًا من خطابه الإعلامي لترامب، كما قال وينتر، وتضمن ذلك مقالًا بطول صفحتين في مجلة باللغة العربية تابعة للتنظيم.

 ويحمل المقال عنوانًا يفيد بأن ترامب صدم العالم حين أصبح رئيسًا، وتنبأ بأن الروابط الأمريكية سوف تصبح ضعيفة في اليوم الذي يصبح فيه ترامب رئيسًا.

وقال المقال أيضًا، وفقًا لوينتر: "سوف يتذكر الأمريكيون 11/9 بنفس الطريقة التي يتذكرون فيها 9/11". في إشارة لضربات برجي التجارة العالمية في نيويورك عام 2001 وفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016.