نيويورك تايمز: حماس أجلت تنفيذ 7 أكتوبر لأنها كانت تحاول إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة

logo
العالم العربي

ما مدى قدرة "حزب الله" على دخول "حرب شاملة" مع إسرائيل؟

ما مدى قدرة "حزب الله" على دخول "حرب شاملة" مع إسرائيل؟
مقاتل من حزب الله يقف أمام مدفعية مضادة للدباباتالمصدر: رويترز
12 أغسطس 2024، 5:03 م

لا يتوقف "حزب الله" عن تهديد إسرائيل، والتباهي بترسانته العسكرية التي تستطيع إصابة مواقع في العمق الإسرائيلي، غير أن كل ذلك يبقى في إطار "استعراض القوة"، إذ يتحكم بهذا "الاندفاع اللفظي" عبارة "ياواش ياواش" التي أطلقها نصر الله، أخيرا، في إشارة إلى التروي والهدوء.

ورغم هذا الهدوء أو سياسة "الصبر الاستراتيجي"، وفق تعبير ما يسمى بمحور المقاومة، غير أن حزب الله قادر على توجيه صفعات مؤلمة للجارة العدوة، إذا ما نشبت مواجهة شاملة بين الطرفين.

"وحدة الرضوان"

وفي أحدث تقرير إسرائيلي، بهذا الصدد، حذّر ضباط ميدانيون في الجيش الإسرائيلي من خطر آخر "مُحدق" بإسرائيل، "غير الرد الإيراني"، يتمثل بالخشية من "تسلّل"، عناصر من قوات النخبة عالية التدريب والتأهيل من "وحدة الرضوان" التابعة لـحزب الله إلى مستوطنات الشمال الإسرائيلي.

ومثل هذا السيناريو المفترض قد يعيد تكرار ما حدث في مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

وركزت تل أبيب في أكثر من مناسبة على ترسانة السلاح التي يمتلكها حزب الله، والتي تهدد مناطق حتى في جنوب إسرائيل، إذ سبق لنصرالله، أن حذر في وقت سابق من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.

ويتفاخر الحزب بأنه لم يستخدم سوى جزء بسيط من ترسانته منذ بداية الحرب في غزة قبل نحو عشرة أشهر شن خلالها الحزب المئات من الهجمات لاختبار الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وكشف فيها النقاب عن أسلحة جديدة.

وكان تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" أفاد أنه إذا حدثت حرب شاملة، قد لا يتمكن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي من التصدي لهجمات مكثفة يتم فيها إطلاق مئات الصواريخ الصغيرة في نفس الوقت، خاصة أن إسرائيل استنفدت بالفعل الكثير من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية أثناء الحرب في غزة.

أخبار ذات علاقة

المسيّرات.. سلاح "حزب الله" الأخطر في مواجهة إسرائيل

 

عوامل تحدد مسار الحرب

لكن خبراء يقولون إن الحرب الشاملة لا يمكن اختصارها على هذا النحو، فمهما كانت قدرات حزب الله، فإن أي حرب ستكون بمثابة كارثة على لبنان بأسره، وربما تمتد إلى دول إقليمية.

وإسرائيل، في المقابل، تدرك قوة حزب الله وتعدّه تهديدًا استراتيجيًا، ولذلك تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية لمواجهة هذا التهديد، لدرجة يرى فيها خبراء أن "أي مواجهة شاملة قد تشمل استهداف البنية التحتية اللبنانية والضغط على الحكومة اللبنانية لتحييد حزب الله".

ويوضح الخبراء أن حزب الله هو في النهاية ميليشيا، ورغم تسليحها القوي، لا يمكن لها أن تصمد، طويلا، أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية الهائلة، المدعومة من واشنطن، خصوصا وأن ثمة أصواتاً ضاغطة من الداخل اللبناني تطالب بنزع سلاح هذا الحزب، "غير الشرعي"، ويرون أن مهمة الدفاع عن لبنان منوطة بالجيش اللبناني وحده.

علاوة على ذلك، يرى الخبراء أن قدرة حزب الله على دخول حرب شاملة مع إسرائيل تعتمد على عدة عوامل لا تقتصر على القوة العسكرية، فحسب.

ووفقا للخبراء، ثمة عامل يتعلق بالظروف السياسية، فأي حرب شاملة قد تؤدي إلى تدمير كبير في لبنان، وهو أمر يعقد الوضع السياسي الداخلي ويزيد من الضغط على حزب الله من قبل بقية القوى السياسية اللبنانية.

ويشدد الخبراء على أن التحالفات الدولية والإقليمية، كذلك، ستلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار أي حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل، فالتدخل الدولي قد يحد من قدرة الطرفين على تصعيد الصراع إلى حرب شاملة.

الكلفة الباهظة

يرى خبراء أن حزب الله يحتفظ بسرية طبيعة أسلحته، ولا يكشف عنها إلا تدريجياً، ورغم عدم دقة المعلومات بشأن قوته العسكرية، إلا أن نصر الله، سبق أن أعلن قبل أعوام أنّ الجماعة لديها 100 ألف مقاتل، وهو ما تشكك فيه بعض التقارير المستقلة التي تقدِّر عددَ قوات حزب الله بما يتراوح بين 20 و50 ألف مقاتل.

وإلى جانب القوة البشرية، يمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ قصيرة وبعيدة المدى التي يمكن أن تصل إلى عمق إسرائيل، والقوة البرية والخبرة القتالية، فضلا عن القدرات الدفاعية إذ يتمتع الحزب بشبكة واسعة من الأنفاق والتحصينات في جنوب لبنان.

وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس كان لدى الحزب في العام 2006 قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو عشر مرات" على الأقل أي أن الحزب يملك الآن نحو 150 ألف صاروخ.

وفي حوزة الحزب كذلك، مدفعية مضادة للدبابات  وطائرات مسيرة بأحجام مختلفة، منها طائرات استطلاع ومراقبة أو تجسس، وطائرات هجومية وأخرى انتحارية مفخخة، قادرة على حمل الذخيرة.

ووفقاً لتقرير حديث، فإن أحد أهم التحديات التي تواجه إسرائيل، هو "نشاط حزب الله في اكتشاف الثغرات في النظام الدفاعي الإسرائيلي، ونشر العديد من نقاط الإطلاق المموهة المعدة مسبقاً، والطريقة التي تطير بها الطائرة المسيرة نحو هدفها".

ويستنتج خبراء عسكريون بأن حزب الله يمتلك القدرات العسكرية لشن حرب شاملة ضد إسرائيل، لكن السؤال هو كم من الوقت يستطيع الصمود؟ وأي ثمن مكلف سيدفعه لبنان المثقل بالأزمات؟ وأي تداعيات كارثية ستكون لهذه الحرب على المنطقة بأكملها؟

أخبار ذات علاقة

محللون: رغم حاجتها للردع.. إسرائيل لا ترغب بمواجهة شاملة متعددة الجبهات

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC