قوات إسرائيلية خلال مواجهات في الضفة الغربية
قوات إسرائيلية خلال مواجهات في الضفة الغربيةرويترز

بعد هجمات حماس.. تزايد وتيرة الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية

منذ هجوم حركة حماس المباغت في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، ضاعف الجيش الإسرائيلي وتيرة الاعتقالات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في تطور يقول محللون إنه ربما يتسبب في توسيع نطاق الاضطرابات، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الجيش الإسرائيلي قوله إن تلك الاعتقالات ليست إلا جزءًا من تدابير مكافحة الإرهاب، التي تستهدف القضاء على شبكة حماس في الضفة الغربية.

وبينما تؤكد إسرائيل، على لسان المتحدث باسم الجيش وجهاز الشاباك، أن أكثر من نصف الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية تربطهم صلات بحركة حماس، تصف منظمات فلسطينية، وأخرى معنية بحقوق الإنسان، حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها إسرائيل بأنها حملة ذات دوافع سياسية تهدف لخنق المعارضة، وقد طالت حتى الآن الكثير من الأبرياء والرموز السياسية، وفق تقرير الصحيفة.

وفي تطور آخر مهم، تحدثت الصحيفة الأمريكية عن بدء الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات المسيرة على نحو روتيني، وشن غارات جوية خلال عملياته العسكرية في الضفة الغربية، خلافًا لما كان يقوم به قبل عقدين من الزمن تقريبًا، عندما اعتمد على القوات البرية في العمليات بالضفة الغربية.

وقالت إنه رغم تركز الوجود المسلح لحماس في قطاع غزة، إلا أن الحركة تحتفظ بوجود أكثر انضباطًا في الضفة، إذ تخطط وتنفذ بين الحين والآخر هجمات ضد إسرائيل.

حملة اعتقالات سابقة بالضفة الغربية
حملة اعتقالات سابقة بالضفة الغربيةرويترز

ولفتت إلى أن عدد الاعتقالات، رغم ارتفاعه، محل خلاف، إذ تقول القوات الإسرائيلية إنها اعتقلت 1200 شخص في الضفة منذ بدء التوترات الأخيرة، من بينهم 740 معتقلًا لهم صلة بحماس، في حين تشير تقديرات نادي الأسير الفلسطيني إلى أن عدد المعتقلين في الضفة ارتفع إلى ما يزيد على 2040 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

وكان تقرير أممي قدّر، العام الماضي، احتجاز إسرائيل ما معدله 500 من الفلسطينيين في الضفة الغربية شهريًا، وفق ما أوردته الصحيفة.

وقالت "وول ستريت جورنال" إنه في مرات عديدة، الشهر الماضي، تحولت المداهمات الإسرائيلية في الضفة إلى اشتباكات دامية ومميتة.

قوات إسرائيلية خلال مواجهات في الضفة الغربية
حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات حماس في الضفة الغربية

ونقلت عن الأمم المتحدة قولها إنه من بين 140 فلسطينيًا سقطوا منذ هجمات 7 أكتوبر، قتل النصف تقريبًا في مواجهات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي خلال عمليات الاعتقال، بينما قُتل ما يقرب من ثلثهم خلال المظاهرات التضامنية مع غزة، دون تقديم تفاصيل عن ظروف مقتلهم.

وأضافت أن ما تبقى منهم إما قتلوا أثناء محاولتهم مهاجمة القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، أو في الهجمات التي يشنها المستوطنون أنفسهم، بحسب الأمم المتحدة أيضًا.

وتنسب الصحيفة إلى محللين غربيين قولهم إن الاعتقالات والعنف المتزايد ضد الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، إلى جانب قصف غزة، عوامل جميعها تخلق ظروفًا مواتية لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة، فمنذ بدء الحرب على غزة، تم تداول مقاطع فيديو على "السوشيال ميديا" بزعم أنها تعود لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب والتنكيل والتجريد من ملابسهم على أيدي القوات الإسرائيلية، ما أثار غضبًا شعبيًا عارمًا في الضفة الغربية، بيد أن الصحيفة تقول إنه لم يكن ممكنًا التحقق من صحة تلك المقاطع.

من جهته، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنه تلقى تقارير متسقة وذات مصداقية بشأن المعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، إلى جانب العنف الجسدي والنفسي ضد أفراد أسرهم، وفق الصحيفة.

ونقلت عن المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قوله إنه اطلع على مقاطع الفيديو، وفتح الجيش تحقيقًا بخصوصها، مبينًا أن الممارسات التي أظهرتها المقاطع ضد القيم الأخلاقية الإسرائيلية، وهي أيضًا مخالفة لقانون جيش الدفاع الإسرائيلي، حسب مزاعمه.

وتعرض الصحيفة وجهة نظر مراقبين إسرائيليين، من بينهم محللون وأكاديميون وخبراء في مؤسسات بحثية، إذ يقولون إن الاعتقالات في الضفة تأتي بهدف حماية المستوطنين المقيمين فيها، وضمان أمنهم، ومنع قيام أي تنظيم فلسطيني مسلح بملء الفراغ في السلطة، لكن يحذر بعض المراقبين من أن ترتد هذه الممارسات على إسرائيل في النهاية.

ناشطون في كتائب الأقصى خلال تشييع قتيلين سقطا في غارة إسرائيلية على جنين
ناشطون في كتائب الأقصى خلال تشييع قتيلين سقطا في غارة إسرائيلية على جنينأ ف ب

في موازاة ذلك، يرى الناطق الإعلامي باسم حركة فتح، منير الجاغوب، أن المداهمات والغارات العسكرية الإسرائيلية ستخلق موجة من العنف وعدم الاستقرار من شأنها القضاء على السلطة الفلسطينية الضعيفة، وعلى الأمل بحل الدولتين، وفق الصحيفة.

فيما رأت المحامية الفلسطينية، ديانا بطو، أن الاعتقالات الإسرائيلية تهدف إلى الضغط على حماس للرضوخ لمطالب إسرائيل، وردع الفلسطينيين عن الانضمام للتنظيمات السياسية أو المسلحة، بحسب تقرير الصحيفة.

المصدر: "وول ستريت جورنال" الأمريكية

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com