قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف النازحين وخيامهم بمحيط مستشفى الأقصى بدير البلح
ذهب محللون سياسيون لبنانيون، إلى أن "التململ" الذي بدأ يتسلل للبيئة الحاضنة لميليشيا حزب الله بشأن الوضع الحالي، قد يتحول إلى "معارضة" وردود فعل بداخلها.
وأوضحوا لـ"إرم نيوز"، أن البيئة الحاضنة حتى الآن تلتزم بالتضحية سواء في أرضها وحياتها ومسكنها وممتلكاتها، وتحاول عدم المساس بأي تماسك في ظل أدوار وخطوط عريضة مرتبطة بمعتقدات استطاع الحزب وخطابه أن يجعلها جزءًا من حياتها وفكرها.
لكنهم أشاروا إلى أن الضربة الكبرى لعلاقة الحزب مع هذه البيئة، هي تخلي إيران الحاصل بهذا الشكل، بعدما عمل الحزب طوال تاريخه على إيجاد ارتباط وثيق على أسس سياسية ودينية عقائدية لذلك.
تلقي صفعة
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور خالد العزي، أن "أهل جنوب لبنان (البيئة الحاضنة) لحزب الله، يشعرون بتلقي صفعة لم تكن بالحسبان، لا تتعلق بالمواجهة مع العدو الإسرائيلي، بقدر أنهم خدعوا في عملية الدفاع عنهم من جانب المسؤول عن ذلك وهو حزب الله".
وقدم "العزي" لـ"إرم نيوز"، تقييمًا لحالة "البيئة الحاضنة" من خلال تأكيد ضرورة الفرز بين المواجهات التي كانت دائرة طوال العام، وحملت نسب تهجير محصورة في مناطق الشريط الجنوبي، حيث كان يتم مساعدة هذه البيئة الحاضنة من جانب حزب الله، أو من المؤسسات الاجتماعية التي كانت جاهزة بمد يد العون، وبعد التصعيد الحديث.
وخرجت تلك البيئة الحاضنة "في انتظار تأمين أماكن للعيش، فمنهم من فرش الأرض تحت الجسور، دون معرفة ما حدث لبيوتهم وفي مناطقهم، لتتكشف حقيقة الكارثة، مع استمرار القصف الإسرائيلي، وارتفاع الأعداد الهائلة من الجرحى والضحايا"، بحسب العنزي.
بيئة حاضنة متململة
ويضيف العزي، أن "البيئة الحاضنة بدأت بالتململ وطرح الأسئلة العديدة، عن مدى القدرة على المواجهة، في ظل الدخول في تغير مناخي مع فصل الشتاء؛ ما يتطلب الكثير من الأمور لمساعدة العائلات بالتزامن في الأساس مع وضع اقتصادي سيئ في البلاد، ودولة شبه غائبة ومفككة".
وزاد: "يبقى المسؤول أمام الناس الذي يجب أن يتحمل هذه الأمور هو حزب الله، وسط تساؤلات حول مدى قدرته على تأمين ما تتطلبه البيئة الحاضنة بغض النظر عن كون هذه المواجهة، حرب استنزاف طويلة أم ستجد حلولًا".
وأكد أن هذ "التململ" قد يحمل "اعتراضًا" غير علني وردود فعل غير مباشرة داخل هذه الحاضنة، ولكن التأثير الحقيقي على الرأي العام سيكون مرتبطًا بمدى وجود اهتمام فاعل من جانب ميليشيا "حزب الله" في احتوائه لحاضنته وتأمينه مستلزماتها كافة، حتى تتصرف حينئذ في إطار أن ما يحدث حرب من العدو، ومن المفترض على الجميع أن يدفع الثمن.
ولفت العزي إلى أن البيئة الحاضنة ترى أن هذه المعركة منذ بدايتها، فتحت تحت شعار "الإسناد" إلى غزة دون جاهزية؛ فكان الانزلاق إلى هذه الوضعية، ولكن مع تطور الحالة والضربات الموجعة التي تلقاها "حزب الله" وما تعرض له من "جرح" عسكري وجماهيري، بات عليه الرد ليعيد الثقة فيه من قبل حاضنته الشعبية ووحداته وتركيباته التي تعرضت لضربات كبيرة وسريعة.
بيئة حاضنة "متخبطة"
الباحث السياسي ناصر عمر، من جهته يقول "إن البيئة الحاضنة متخبطة الآن في مدى ارتباطها بـ"حزب الله" من عدة جوانب ليست عقائدية أو سياسية فقط، ولكن هناك اعتبارات أخرى؛ ما يجعل من الصعب تأثر هذه العلاقة، لا سيما في الوقت الحالي، ولكن يبقى إعادة النظر في مدى التحمل والتمسك بذلك مع ما تؤول إليه هذه المظلة في ظل انفصال العمود الفقري "إيران" عن هذا الواقع".
ويؤكد عمر لـ"إرم نيوز"، أن انفصال إيران ما زال يتم التعامل معه من جانب قطاع كبير من هذه البيئة على أنه نوع من المراوغة والمواجهة للحصول على مكاسب سيكون لها آثار مستقبلية إيجابية جيدة على هذه البيئة، حتى لو كانت الأخيرة هي من تدفع الثمن حاليا.
وأضاف أن التحديات تتفاقم منها حول كيفية عودة النازحين إلى مساكنهم وأراضيهم، ولا سيما في الجنوب في ظل هذا النزوح الذي يعتبر كارثيًّا.
وذهب إلى أن الضربة الكبرى لعلاقة الحزب مع هذه البيئة، هي التخلي الإيراني بهذا الشكل، والذي عمل الحزب طوال تاريخه على إيجاد ارتباط وثيق مع إيران، على أسس سياسية ودينية.
واختتم بالقول: "إن البيئة الحاضنة حتى الآن تلتزم بالتضحية سواء في أرضها وحياتها ومسكنها وممتلكاتها، وتحاول عدم المساس بأي تماسك في ظل أدوار وخطوط عريضة مرتبطة بمعتقدات استطاع الحزب وخطابه أن يجعلها جزءًا من حياة وفكر هذه البيئة".