تقرير فرنسي يكشف معاناة النساء الحوامل في غزة
يؤثّر الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة بشكل كبير على النساء الحوامل اللاتي يعانين غياب كل المرافق والحاجيات اللازمة لإجراء العمليات وتأمين حياتهنّ، وفق ما يؤكده تقرير إخباري فرنسي.
ويرصد التقرير، الذي نشره موقع إذاعة فرنسا الدولية، الوضع الإنساني في خان يونس جنوب القطاع، حيث يستضيف مركز سابق للتدريب في خان يونس اليوم عشرات الآلاف من النازحين، ولكن، وفق شهادة أحد اللاجئين هناك، فإن الطعام غير كافٍ، وكذلك الماء والعواقب وخيمة على النساء الحوامل.
وينقل التقرير عن امرأة من اللاجئين هناك قولها: "فقدت إحدى النساء الحوامل طفلها لأنه لا يوجد ماء.. ولا توجد سيارة إسعاف لتأخذك وتنقلك إلى المستشفى".
ووفقا للأمم المتحدة، لا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في شمال قطاع غزة، لأنهم لا يريدون أو لا يستطيعون المغادرة، ولا سيما النساء الحوامل اللاتي لا يمكنهن المشي لعدة ساعات.
وإضافة إلى هذه الصعوبات وعدم توفّر الطريق الآمن، لم تعد هناك مرافق طبية كثيرة لتوصيلها إلى قطاع غزة، كما يشهد الدكتور أحمد مهنا، مدير مستشفى العودة في جباليا، في رسالة بعث بها عبر نشطاء فلسطينيين.
ويقول مدير المستشفى: "اليوم، مهمتنا هي العمل مع النساء الحوامل والمصابات، لأن المستشفيات في مدينة غزة والمنطقة الشمالية خارج الخدمة، نقوم بتوصيل حوالي 20 امرأة يوميًا، ونتولى إجراء العمليات القيصرية والولادات الطبيعية".
لكن المستشفى لم يعد لديه كهرباء، ويتم تنفيذ كل هذه الولادات بواسطة مصباح يدوي، ولا يمكن وضع الأطفال المولودين حديثا والذين يشتكون صعوبات صحية في الحاضنات، وفق ما يؤكده التقرير.
ومنذ بداية الصّراع في غزة في 7 أكتوبر الماضي، قدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان عدد النساء الحوامل في غزة بنحو خمسين ألف امرأة، وحذّر الصندوق من أنّ استمرار الحرب يهدّد النساء الحوامل بعدم الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
وتقول الأطقم الطبية العاملة في مستشفيات غزة، التي خرج معظمها عن الخدمة، إنّها تضطر إلى إجراء عمليات ولادة قيصرية دون تخدير، فيما يواجه الرضّع حديثو الولادة خطر الموت في غياب الأوكسجين والنقص الفادح للماء والأدوية والمعدّات الطبية.